بعد أربع سنوات من الهروب، زيارة المبعوث الأممي إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، تحشر حاضنة البوليساريو في الزاوية، وتقر مسؤوليتها في النزاع الذي عمر لأكثر من أربعين سنة.
وفي الوقت الذي يواصل النظام العسكري الجزائري تعنته ورفضه العودة إلى طاولة المحادثات بصيغة الموائد المستديرة، معتبرا إياه “رفضا رسميا لا رجعة فيه”، يرتقب أن يصل دي ميستورا اليوم الأربعاء (19 يناير) إلى الجزائر، قادما من نواكشوط، مؤكدا مسؤوليتها في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
زيارة دي ميستورا.. إقرار بمسؤولية الجزائر
في تصريح لموقع “كيفاش”، قال محمد نشطاوي، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي في جامعة القاضي عياض بمراكش، إن “زيارة المبعوث الأممي إلى الجزائر تأكيد على تورطها المباشر في ملف الصحراء المغربية”.
وأبرز الخبير في العلاقات الدولية، أن “المبعوث الشخصي للأمين العام يتوجه إلى الجزائر بعد موريتانيا، باعتبارها طرفا أساسيا في النزاع حسب ما تنص عليه خطة التسوية المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.
هذا ولفت الخبير، إلى أن “الجزائر حُشرت في زاوية ضيقة، بالنظر إلى السياق المختلف الذي تأتي فيه الزيارة الأممية، والمتميز بالدعم الدولي المهم لموقف المغرب، خاصة الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب الكاملة على صحرائه، وافتتاح عدد كبير من القنصليات والتمثيليات الدبلوماسية في كل من العيون والداخلة، بالإضافة إلى قرار مجلس الأمن الأخير والموقف الألماني المعبر عنه حديثا”.
تباحث السيد ناصر بوريطة، اليوم بالرباط، مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، السيد ستيفان دي ميستورا. pic.twitter.com/ntoef0fWHp
— الدبلوماسية المغربية 🇲🇦 (@MarocDiplo_AR) January 13, 2022
الجزائر.. سياسة التملص
وأبرز محمد نشطاوي، أن “مناورات الجزائر لعرقلة مسلسل الحوار باتت مفضوحة، خاصة مع عقلية القادة في الجارة الشرقية التي ما تزال تقبع في تاريخ 1963 وهو تاريخ حرب الرمال حيث أنهم منذ ذلك الحين وضعوا نصب أعينهم معاداة المغرب”.
وفي الوقت الذي تدعي فيه الجزائر، أنها غير معنية بنزاع الصحراء المغربية، شدد نشطاوي، على أن “قرار مجلس الأمن وبيان الخارجية الأمريكية واضحان في هذا السياق، حيث أنه تم التأكيد رغما عن المزاعم الجزائرية على أن الجارة الشرقية طرف أساسي في النزاع”.
وأضاف الخبير في العلاقات الدولية، في السياق ذاته، أنه “حتى “البوليساريو” لا تستطيع شيئا أمام قرارات وتوجهات النظام العسكري الجزائري، وبالتالي فالجزائري هي الطرف الرئيسي في هذا النزاع المفتعل، وهذا ما يجمع عليه العالم من خلال قرار مجلس الأمن، حيث أن زيارة دي ميستورا إلى الجزائر ما هي إلا تأكيد آخر على تورط نظام البلاد في افتعال هذا النزاع”.