• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الثلاثاء 24 سبتمبر 2019 على الساعة 15:00

الإنسان ومواقع التواصل الاجتماعي.. العبودية الجديدة!

الإنسان ومواقع التواصل الاجتماعي.. العبودية الجديدة!

كمال الزين*

استطاعت الإنسانية قطع أشواطٍ مهمة لإنهاء الأشكال الكلاسيكية للعبودية، وتم ذلك عبر سن العديد من التشريعات والمصادقة على معاهدات دولية كان أبرزها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة 1948.

وينص هذا الاعلان في مادته الأولى على أن الناس يولدون أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق. ويضيف في مادته الرابعة على أنه لا يجوز استرقاق أحد أو استعباده، ويحظر الرق والاتجار بالرقيق بجميع صورها.

إن كانت العبودية كما هو متعارف عليها دوليا، أي استغلال الإنسان من طرف الإنسان، قد تراجعت في مجتمعاتنا المعاصرة، فإن شكلا جديدا منها قد برز مع بداية القرن الواحد والعشرين.

ويتجسد هذا النوع في الارتهان إلى هواتفنا الذكية ولمواقع التواصل الاجتماعي. وقد أصبح حدة واقعا يدعو إلى القلق ويستدعي إعادة النظر بشكل جذري في تعاملنا مع الشبكات الاجتماعية. وإليكم بعض الأرقام الصادمة.
في البرازيل يبلغ المعدل اليومي الذي يمضيه الفرد في عالم هاتفه الذكي 4 ساعات و48 دقيقة. في حين يصل هذا الرقم في الصين إلى 3 ساعات وساعة و32 دقيقة. وفي فرنسا يبلغ عدد التغريدات الجديدة التي تنشر كل دقيقة على تويتر 480000، في نفس الوقت، ينشر ما يعادل 2,4 مليون “لقطة “على سناب شات، ويكون 973000 زائراً قد ولجوا لموقع الفايس بوك.

أخدت هذه الأرقام من كتاب “la civilisation du poisson rouge” لمؤلفه Bruno Patino وهو مدير التحرير بمحطة Arte France، وعميد مدرسة الصحافة في معهد العلوم السياسية في باريس.

إن هذه الإحصائيات تؤكد الحالة الإدمانية لمجتمعاتنا على الشبكات الاجتماعية والهواتف الذكية، وقد أدى هذا إلى ظهور اضطرابات كالنمفوبيا، وهو الخوف من الابتعاد أو الانقطاع عن الهاتف الذكي، والفوبين أي تصفح المواقع على الهاتف الذكي وعدم الاكتراث بمخاطبك.

وجاءت دراسة لجامعة بنسلفانيا نشرت في Journal of Social and Clinical Psychology، لتؤكد بأن قضاء أكثر من 30 دقيقة على مواقع التواصل الاجتماعي يومياً يشكل تهديدا للصحة النفسية للفرد وتعزز فرص إصابته بالاكتئاب.

إن التحذير من الإفراط في استعمال شبكات التواصل الاجتماعي لا يعني الدعوة إلى هجرها، بل عقلنة علاقتنا معها. ولعل مكمن الخطر يوجد في الوقت الطويل الذي يمضيه الفرد في العالم الافتراضي، والحالة الإدمانية الناتجة عنها، ويصبح هذا الخطر أشد فتكاً حينما يصبح المصدر الرئيسي لتتبع الأحداث هو العالم الافتراضي، وما يصاحب ذلك من تحريف ممكن للأحداث، بل وخلق واقع “إفتراضي” مخالف للواقع على الأرض.

*استشاري بمكتب للدراسات في باريس، حاصل على ماستر من معهد العلوم السياسية في باريس والمدرسة العليا للتجارة ببوردو