• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الجمعة 29 مايو 2020 على الساعة 18:30

لقاءات حميمية ونكت/ تعيين وقسم على القرآن/ عزيزنا الكبير.. هكذا تحدث اليوسفي عن علاقته بالحسن الثاني (صور وفيديوهات)

لقاءات حميمية ونكت/ تعيين وقسم على القرآن/ عزيزنا الكبير.. هكذا تحدث اليوسفي عن علاقته بالحسن الثاني (صور وفيديوهات)

علاقة مميزة كانت تلك التي ربطت الزعيم الاتحادي وقائد حكومة التناوب عبد الرحمان اليوسفي، بالحسن الثاني، وصفها الملك الراحل، سنة 1992، بأنها‬‬‬‬ ‫مثل “رافدي نهر افترقا ثم التقيا من جديد لتصب في نفس المجرى الأصل”.

ويحكي اليوسفي في مذكراته “أحاديث في ما جرى”، أن الملك الراحل كان منصتا جيدا لمحاوريه ويتميز بقوة الذاكرة إلى جانب معرفته الدقيقة بالناس وبالشخصيات السياسية والفنية والأدبية والأكاديمية‪،‬‬‬‬‬ وإلمامه بدقة بنسيج المجتمع المغربي‪ ،‬ومتتبعا رفيعا لكل ما يفرزه الواقع‬‬ ‫المغربي من تيارات وأفكار وشخوص‪.‬‬‬‬

نكت ولقاءات حميمية

وكان اليوسفي، كما كتب في مذكراته، يحظى بمكانة خاصة لدى الملك الراحل، حيث كان يتشارك معه طعامه الخاص ويتقاسم معه شرب القهوة ويعوده خلال المرض ويرافقه للصعود بالمصعد خلال زياراته للقصر الملكي في الرباط، نظرا لظروفه الصحية، حتى أصبحت تلك عادة كلما ذهب للقصر لمقابلة الملك.

وقال اليوسفي إن الحسن الثاني كان يحرص على أن يجعل ‫اللقاءات التي تجمعهما حميمية‪ ،‬من خلال استحضار تفاصيل ما سبق وربطهما من اتصالات في مواجهة‬‬‬ ‫الاستعمار وكذا في السنوات الأولى للاستقلال‪.

وكتب أنه كثيرا ما كان يستشهد بخصال وسرية‬ المرحوم عبد الرحيم بوعبيد‪ ،‬وكذا عدد آخر من الشخصيات الوطنية ومن جسم‬‬‬ المقاومة وجيش التحرير، “بل إننا كنا نصل حتى إلى تبادل النكت الجديدة التي يبدعها المغاربة‬‬‬ في ما بينهم حول الوزير الأول وأعضاء الحكومة وتلك التي لها علاقة بواقع المعيش اليومي‬‬ ‫للناس”.

تعيين وقسم على القرآن

وكشف اليوسفي في متابه كيف تم تعيينه كوزير أول في حكومة التناوب من طرف الملك الراحل الحسن الثاني، وكيف أدى قسم القرآن لتحمل مسؤوليته الجديدة.

وقال اليوسفي: “طلب مني صاحب الجلالة أن آخذ الوقت الكافي لتشكيل الحكومة وعبر لي عن استعداده للقاء معي كلما دعت الضرورة إلى ذلك. وقبل وداعه ونحن واقفان في مكتبه، اقترح علي جلالته أن نلتزم معا أمام القرآن الكريم الموجود على مكتبه”. ويضيف اليوسفي أن الملك تلا قسما حينها “على أن نعمل معا لمصلحة البلاد وأن نقدم الدعم لبعضنا البعض”، فردده بعده.

عن هذا القسم “القرآني”، يقول الزعيم السياسي، “كان هذا القسم بمثابة عهد التزمنا به لخدمة البلاد والعباد، بكل تفان وإخلاص. كان قسما فعليا، بشأن التعاضد سويا لفائدة حاضر ومستقبل المغرب. أما القسم الرسمي بروتوكوليا كما تقتضيه تقاليد التنصيب الرسمي، فقد أديته يوم التنصيب مع كافة الوزراء الجدد”.

الخبر الصاعقة

كما تحدث اليوسفي في مذكراته “أحاديث في ما جرى”، عن اللحظات الأخيرة قبل إعلان وفاة الحسن الثاني.

وقال اليوسفي: “نزل علي خبر نقل المرحوم الملك الحسن الثاني إلى المستشفى، قبل منتصف نهار يوم الجمعة 23 يوليوز 1999، كالصاعقة. ففي الوقت الذي كنت أنتظر توجيهات جلالته لتنظيم أعمال الأسبوع، فإذا بي أسمع أنه نقل فجأة إلى المستشفى”.

وتابع اليوسفي، مسترجعا شريط الأحداث: “لم يسعني إلا أن أسرع متجها إلى مستشفى ابن سينا في الرباط، وعند وصولي إليه توجهت مباشرة إلى الجناح الذي كان يرقد به الملك الراحل، لكن الأطباء كانوا يحظرون الدخول إلى الغرفة التي كان يتلقى فيها العلاج. كانت الأجواء جد مؤثرة، في ذلك الجناح، غير أنها كانت مفعمة بالإيمان والدعوات ليمد الله عمر جلالته، على الرغم من أنه كان باديا على وجه المقربين، الذين كانوا أكثر اطلاعا على الوضع، أن الأمور تطورت بسرعة لا تصدق”.

وأضاف الوزير الأول في حكومة التناوب: “كان الجميع في حالة يرثى لها، وبعد العصر، نادى علي صاحب السمو ولي العهد آنذاك، سيدي مـحمد، ليخبرني أن سيدنا في حالة صعبة جدا، ولم يتبق لنا إلا الدعاء له”.

وروى صاحب المذكرات كيف أنه تلقى مكالمة ثانية من ولي العهد آنذاك، قائلا: “وبعد ذلك، تلقيت مكالمة ثانية منه، ليخبرني أن صاحب الجلالة انتقل إلى رحمة الله، وأمرني أن يتلى القرآن في وسائل الإعلام الرسمية، وأنه يحضر كلمة سيتوجه بها إلى الشعب المغربي. اتصل بي مرة أخرى ليخبرني بالترتيبات الأولية، لإعداد مراسيم البيعة، والشروع بالتنسيق مع التشريفات الملكية في الاستعداد لاستقبال ضيوف المغرب، وتعبئة الهيأة الوزارية لاستقبالهم والترحيب بهم”.

ألم فقدان عزيزنا الكبير

وقال اليوسفي في مذكراته: “لم يخطر ببالي في أية لحظة، أي شك أو ريبة حول الطريقة التي ستنتقل بها الأمور من عهد إلى عهد، بل كان هذا الموضوع غير وارد. ففي تلك اللحظات، كان الألم لفقدان عزيزنا الكبير هو السائد والمسيطر على الأفئدة، وأنا شخصيا تأثرت كثيرا، لأنه، أقل من 48 ساعة على وفاته، وأثناء حفل العشاء الذي نظمه على شرف الرئيس اليمني المرحوم علي عبد الله صالح، يوم الأربعاء 21 يوليوز 1999، أطال رحمه الله الجلوس معنا في تلك المأدبة، وكان مرحا. بل كان جد متفائل بتطور الأمور، سواء على مستوى الوطني، كما عبر عن ذلك في خطاب عيد الشباب يوم 9 يوليوز1999، حيث قال: ‘شعبي العزيز إن ما أقوله لك كان حلما وكان أمنية وأصبح اليوم حقيقة’. كما وعد الشعب المغربي أنه سيزف إليه أخبارا سارة أيضا في خطاب 20 غشت المقبل”.