• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 07 يناير 2013 على الساعة 16:05

كنقتلو هاد البلاد

كنقتلو هاد البلاد لمختار لغزيوي [email protected]
لمختار لغزيوي [email protected]

يريد الشعب المغربي هذه الأيام أن يعرف شيئا واحدا فقط: “شنو دار بالتحديد” لكي يعطيه الله هذه اللخبطة السياسية التي يحيا فيها. مدارس السياسة العالمية الأرقى والأكبر ستكون عاجزة بالتأكيد عن شرح مذكرة شباط المطالبة بالتعديل الحكومي، وستكون عاجزة أيضا عن فهم رد فعل الحكومة عليها، وستكون عاجزة عن فهم التكتل الحكومي الغريب الذي يقود البلد اليوم، وستكون في النهاية عاجزة عن شرح أي شيء.
السياسة في الوطن لا علاقة لها بالعلوم التي يدرسها الناس في الأماكن الأخرى. هنا الحكاية تبدأ وتنتهي بالعلاقات مع الجهات، لذلك حين يضيق الحال بأي سياسي من سياسيينا، يتهم جهات خفية بأنها سبب التضييق عليه. لماذا؟ لأن أغلبيتهم تعرف أن الأمور كلها دبرت بليل وأن ما نراه نحن على شاشة التلفزيون ليس إلا الجزء الظاهر من جبل الجليد المسمى سياستنا المحلية العجيبة.
وقديما حين أتت انتخاباتنا البرلمانية الأخيرة بحكومة يقودها “العدالة والتنمية”، كتبنا “الزلزال” في العنوان لاعتقادنا أن الرجة التي وقعت ستوقظ المشهد السياسي المغربي، لكنها في الحقيقة زادته تنويما مغناطيسيا رائعا، وأتاحت للمغاربة أن يفهموا مسألة هامة للغاية: المشكل يوجد في هاته الطبقة السياسية المريضة، ولا يوجد في أي مكان آخر بالتأكيد.
البعض سيقول “والشعب؟”. نعم هو مسؤول المسؤولية الكبرى عن ترك الجمل بما حمل لهؤلاء لكي يفعلوا في البلد مايريدونه، ولكي يتقاسموا غنائم السياسة بينهم, ونحن متفرجون. لكن الأمر لا يعفي من وصلوا إلى المسؤولية من جرم التواطؤ لقتل هذا الوطن، ولخنق أي إمكانية لإصلاحه في يوم من الأيام.
ومع ذلك دعنا نفهم قليلا مايقع، ولنبتعد عن إطلاق هاته الأحكام المطلقة عسانا نصل إلى بر توافق مع هؤلاء يساعدنا ولو على استيعاب جزء بسيط مما يقترفونه يوميا في حقنا أمامنا.
الاستقلال الحليف الأكبر في الحكومة يقدم مذكرة تعديلية يريد بها زعيمه الجديد إدخال الوجوه المحسوبة عليه إلى الحكومة، ويقدم نقدا لم تحلم المعارضة في يوم من الأيام بالوصول إليه. البعض ذهب مباشرة إلى التفسير المؤامراتي، وقال إن شباط مكلف بمهمة هي التي أوصلته إلى قيادة الاستقلال، وهو سيسقط الحكومة إن آجلا أم عاجلا بمساعدة من نصبته العقلية التآمرية شريكا له في العملية أي ادريس لشكر. أصحاب هذا الرأي يقولون إنها مسألة وقت فقط، وأن العملية المسماة “حميد إدريس 007” على شاكلة أفلام جيمس بوند الشهيرة قد ابتدأت ولن تنتهي إلا وبنكيران عائد إلى القبة الشهيرة بمعطفه النيابي لا أقل ولا أكثر.
آخرون يقولون إن الأمر ليس هكذا بالمرة، وأن حميد النقابي، والذي اشتغل على الدوام بمنطق إرضاء الأنصار من أجل الوصول إلى مايريده، يود فقط مكافأة جنرالته في الحزب الذين مكنوه وسنة 2012 تحث الخطو نحو نهايتها من أن يعتلي حكم أقدم حزب مغربي. الرجل غير مقتنع بوزراء عباس الفاسي, ولديه عداوة واضحة للغاية مع بعضهم، وهو يقولها بالصريح المباشر لمقربيه “شي وحدين ماش وزراء ديال حميد شباط، وخصهم يحيدو من الحكومة”.
بنكيران من جهته يلعب مع هؤلاء لعبة القط واللفأر، أو للتدقيق أكثر لعبة “التمساح والعفريت”، لكي نبقى في قاموس عبد الإله المفضل، وهو يعرف أن حكومته تشبه تماما الأقرع الشهير الذي تحدث عن مأثور المغاربة منذ القديم, والذي تسيل دماؤه من أي مكان مسسته فيه.

ونحن من كل هذا؟ والمغاربة وسط كل هذا الضجيج؟ وشعبنا في هاته المعمعة؟
لحسن الحظ هم لم ينسونا. كانت هناك بعض الزيادات في أسعار المحروقات، قيل إنها لمصلحة الفقراء رغم أنها تبدو العكس تماما، وكانت هناك لوائح مضحكة للغاية نشرت, وأخرى ستنشر في القريب. هناك وعود لازالت في مرحلة الوعوة، والظن الغالب أنها ستستمر في خانو الوعود، بالبدء في توزيع مال مباشر على الفقراء المستحقين “شي نهار”، وهناك خطب مسلية للغاية في البرلمان الإثنين والثلاثاء، وأشياء ونتف من هنا وهناك والسلام ختام، و”صافي”.
هل الأمر كاف حقا؟ وهل صنعنا كل هذا الاستثناء من ربيع الخوف والدمار الذي هز المنطقة من أجل أن نقف عند الحد الأدنى _ليس من الأجور_ من الجهد الحكومي والسياسي في البلد؟
لو كانت الإجابة بنعم، فستكون خيبة الأمل أكبر من المتوقع في كل شيء. لكن _ولنعد للعبة الأسئلة لأنها الشيء الوحيد الذي نمتلكه في مغرب اليوم_ هل يعي سياسيونا الأمر فعلا، وهل يقدرون خطورته؟
للإجابة الشافية، تأملوا سحناتهم والاكتفاء الذاتي يقتل أحاديثهم إلينا، وستفهمون كل شيء.