• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الجمعة 15 يوليو 2022 على الساعة 23:00

طموحه دراسة علم النفس والبرمجيات.. كيف تحدّى يوسف إعاقته وحصل على الباك (صور)

طموحه دراسة علم النفس والبرمجيات.. كيف تحدّى يوسف إعاقته وحصل على الباك (صور)

تمكن تلميذ مغربي من ذوي الاحتياجات الخاصة، من الحصول على الباكالوريا بميزة حسن 15.76 في شعبة العلوم الرياضية.

ويتعلق الأمر بيوسف شريف حاميدي، ابن مدينة الراشيدية، البالغ من العمر 19 سنة، والذي اجتاز بنجاح امتحانات البكالوريا دورة يونيو 2022، طامحا في أن يتم دراسته في تخصص علم النفس والبرمجيات.

البداية.. دائما صعبة

لم يكن من السهل على يوسف أن يلج المدرسة ويجد له مكانا بين أقرانه في الفصول الدراسية.

ويقول في تصريح لموقع “كيفاش”، “من بين الصعوبات التي واجهتني في أول مساري الدراسي، صعوبة الولوج إلى المدرسة، سواء تعلق الأمر باستحالة استقبال المؤسسة التعليمية لطفل على كرسي متحرك لعدم توفرها على الولوجيات، أم تعلق الأمر برفض المسؤولين استقبالي بدافع الخوف والتهرب من المسؤولية”.

وأضاف يوسف: “كنت أيضا اصطدم في كثير من الأحيان بمشاكل تقنية متعلقة بعدم قدرتي على الكتابة، وخصوصا قبل أن نفكر في استعمال اللوحة الإلكترونية، ابتداء من المرحلة الإعدادية، فكنت دائما أحتاج لمن يكتب بدلا عني في الفروض والامتحانات”، قبل أن يستدرك: “لكن والحمد لله كنت دائم الالتقاء بأناس يهونون علي كل هذه المصاعب”.

وعند فترة الاستعداد لامتحانات البكالوريا، أكد التلميذ يوسف أنه بداية لم يكن قادرا على التدرب على تمارين المواد العلمية بأداة العمل الخاصة به (اللوحة الإلكترونية)، “وذلك لكثرة الرموز والجداول التي تأخذ وقتا غير معقولا لكتابتها ورسمها، وخاصة نظرا لحركاتي التي تخونني في كثير من الأحيان”، يوضح يوسف.

وتابع المتحدث: “كنت أنتظر والدي أو أستاذي، وخاصة صديقي أشرف، وكثير من أصدقائي بين الفينة والأخرى، لمساعدتي في تنزيل الأجوبة على الورق، فتمكنت بفضل الله أن أستوعب كما كبيرا من طرق حل التمارين التي كان بإمكاني مواجهتها يوم الامتحان. أما فيما يتعلق بالمواد الأدبية فكان من السهل الاستعداد لها والتمرن عليها بأبسط تطبيق للكتابة، إذ كنت مستقلا بشكل كامل”.

ظروف خاصة لاجتياز الامتحان

ولأن يوسف من التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة فقد اجتاز امتحانات البكالوريا مع مرافق، وفقا للإجراءات المعلوم بها من قبل وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.

وعن ظروف اجتياز الامتحان، يقول يوسف في حديثه لـ”كيفاش”: “كان يرافقني صديقي يونس الذي كان يدرس في مستوى أدنى. وهو إنسان جد موهوب ومتفان، وعمل جاهدا لئلا تكون أي صعوبة في عبور المعلومة مني إليه، سواء على مستوى النطق أو على مستوى القدرة على فهم وكتابة الرموز التي لم يدرسها بعد. وقد وفرت لي ثانويتي (ثانوية الواحة) جميع الظروف لأجتاز الامتحان بكل أريحية، من ظروف مادية (كقاعة خاصة بي)، وطاقة إيجابية كان يمدني بها جميع أطر وتلامذة المؤسسة على طول أيام الامتحان”.

النجاح الحقيقي

ولم ينكر يوسف فضل أسرته وأصدقائه عليه، قائلا: “تمكنت من تحقيق هذا الإنجاز، بفضل الله تعالى أولا، ثم بفضل والداي وعائلتي، الذين وفروا لي كل ما أحتاج منذ بداية مساري الدراسي لمواجهة التحديات التي تواجهني. وضمن عائلتي هناك أصدقائي وإخواني، مريم ومحمد أمين ورضوان وأشرف وجاد وأحمد، وأشخاص كثر رائعين كانوا دائمي الحضور بجانبي. فنحن نشكل جسدا يساند بعضه بعضا”.

واسترسل التلميذ المتفوق منوها بمجهود أساتذته: “لا أنسى أساتذتي وجميع القائمين على المؤسسة، كلهم كانوا يحرصون على راحتي وعلى توفير جميع التسهيلات الممكنة لتيسير الصعوبات التي قد تواجهني”.
واعتبر المتحدث أن نجاحه الحقيقي هو العلاقات الطيبة، قائلا: “أؤمن دائما أن المعدل والميزة مجرد معطيات جافة قد تكون سببا من بين أسباب كثيرة في فتح باب في المسيرة الدراسية بمشيئة الله تعالى، أما نجاحي الحقيقي فيكمن، من وجهة نظري، في العلاقات الطيبة والذكريات الجميلة المبنية طيلة السنة الدراسية”.

علم النفس والبرمجيات

وعبر يوسف عن رغبته في مواصلة دراسته في تخصص علم النفس في جامعة مراكش، موضحا: “لطالما كنت مهتما بفهم ميكانيزمات الوجود الإنساني لأحاول جاهدا تحسين حياتي وحياة البشر عامة والمساعدة في بناء حياة إنسانية طيبة على وجه هذه الأرض”.

وتابع: “أطمح لأكتب كتبا وروايات باللغة الفرنسية، تعالج مواضيع علم النفس بعلاقة وطيدة مع ما يحمله الدين الإسلامي من حكم ورحمات، وتقترح إن شاء الله أساليب وحلول جديدة تدعم الناس في تدبير حياتهم الشخصية والعائلية والاجتماعية”.

وكشف يوسف في حديثه لـ”كيفاش” أنه أنهى كتابة روايته الأولى، مشيرا إلى أنها “لا زالت تحتاج لبعض التصحيح والتنقيح، وأطمح لنشرها في القريب. ثم أريد أيضا أن أطور مهاراتي في البرمجة، إذ أطمح لولوج مدرسة “1137” ببنجرير السنة القادمة إن شاء الله”، يقول ابن الراشيدية.