• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 24 مارس 2014 على الساعة 11:25

ربانيات الجمعة.. الأحداث المغربية والإسلام المغربي الوسطي المعتدل

ربانيات الجمعة.. الأحداث المغربية والإسلام المغربي الوسطي المعتدل

ربانيات الجمعة.. الأحداث المغربية والإسلام المغربي الوسطي المعتدل

 

كيفاش

خصصت جريدة “الأحداث المغربية”، الحداثية والمعروفة بميولاتها التقدمية، صفحتين جديدتين ستصدران كل جمعة لتناول الدين من منظور معتدل وسطي يساير ما هو معمول به في المغرب. وأثارت هذه الخطوة ردود فعل ومناقشات حقيقية في الوسط المتتبع للحياة الصحافية والسياسية والمجتمعية المغربية.

مدير نشر الجريدة، الزميل المختار لغزيوي، في العدد الذي تضمن “ربانيات الجمعة” يشرح سبب نزول الصفحتين.

 

 

 

 

 

ربانيات الجمعة!

 

بقلم: المختار الغزيوي

الأمر يتعلق بحلم لطالما راود الكثيرين في هذه الجريدة، وراود متتبعين لها. صفحة تعنى بالشؤون الدينية كل جمعة، بل لنقل صفحتين، ولنقل إنه المنطق السليم للأمور.

من اعتقدوا أو من روجوا عنا في لحظة من اللحظات أننا ضد الدين أو ضد الإسلام كانوا يكذبون. ونحن القادمون من منازل إسلامية، تربينا على وقع القرآن، على كلماته الطاهرة المقدسة، على ترتيله وتجويده، على الذهاب إلى المساجد الجمعة وفي المناسبات، على إقامة شعائر صلاة الجماعة كلما عنت الفرصة أو حانت، على تقديس الإسلام التقديس الفعلي، والارتفاع به إلى المقام العلي الحيقي: مقام الدين لا مقام السياسة والتنافر بها.

قلنا ونحن بصدد إنجاز كل تغييراتنا في “الأحداث المغربية” إن الأوان قد آن، وأن اللحظة قد حانت لإعلان إسلامنا على رؤوس الأشهاد!!

هل يتطلب الأمر ذلك فعلا؟ وهل نحن ملزمون بقولها لكي يعرفها الناس؟

نعم، نحن ملزمون بذلك !

لسنوات طويلة عانت هاته الجريدة بالتحديد من ضرب تحت الحزام لا معنى له، رديء ساقط، استغل مقدس الناس الديني لكي يضربنا دنيويا، ولكي يروج عنا صورة خاطئة تماما.

قالوا عنا في المنابر إننا ضد الإسلام، وزعموا أننا نحارب الهوية والقيم، وتجرؤوا وكفروا بعضنا، بل وصلوا إلى مراتب كنا نألم فعلا حين يقربوها، لكننا كنا نصبر ونحتسب أمرنا عند الله ونمضي.

لذلك لابد من إعلانها اليوم صريحة على الجميع، ولابد من قولها للكل، ولابد من تسجيل الضربة مثلما يقول الفرنسيون لكي تتضح الأمور أكثر فأكثر، ولكي نجر متتبعينا ومن ينتقدوننا أيضا إلى ميدان نقاش فعلي، قوامه الأساس والحاسم والضروري أننا في البداية والنهاية أبناء هذا الدين، موحدون، نعرف الإسلام حق المعرفة، ونعرف أن المعركة التي تنتظره هي معركة تجديد نفسه بنفسه لكي يبقى مثلما كان دائما قادرا على مجاراة كل عصر وكل زمان وكل مكان.

الاجتهاد، المحبة، فقه التيسير، التسامح، الرحمة التي وسعت كل شيء، الدين الحق، الإسلام الرحب الشاسع المتسع للاختلافات، زاوية الالتقاء بين الأضداد، والشريعة التي نزلت رحمة للعالمين لا نقمة عليهم. هذه هي مرادفاتنا التي ستلتقون معها كل جمعة في صفحة “ربانيات الجمعة” بل في صفحتي “ربانيات الجمعة” ضمن ملحق “دين وفكر”.

ونتصور أن المعركة اليوم القائمة من أجل الدين هي معركة إقناع واقتناع بالاجتهاد فيه، وجعله القادر كما كان دوما على البقاء إلى آخر الأيام، دينا فعليا للناس، لاعلاقة له بالاختلافات السياسية التي قد تجعلنا نرى الأمر أبيضا أو أسود.

هذا الدين الرحمة هو المشترك الذي من به الله علينا، ومن يخرجون به من لحظة المشترك لكي يدسوه في لحظات الاختلاف الدنيوي العادية، يرتكبون تجاهه أكبر الموبقات، ويريدون أن يجعلوه أداة تفرقة لا أداة تجميع، ويلحون على أن ينزعوا عنه رداء المحبة الذي أسبغه الله عليه، لكي يلبسوه مسوح الخوف والرعب والإرهاب، وبقية الأمور.

لذلك نعرف حق المعرفة رسالتنا، ونفهم أن الدين جزء منها، وأن من يستظل اليوم بإمارة وارفة مثل إمارة المؤمنين في بلد مثل المغرب له هذا الارتباط الوثيق بالدين الحق، لايمكنه أن يضع الدين على الرف وأن يمضي. لايمكنه أن يقول للمغاربة، وهم قوم متدينون بالسليقة: “لايعنيني أمر دينكم، أنا أحدثكم من عل عن أمور لن تفقهوها أبدا”.

لا، الحديث من داخل الدين عن الحداثة أمر ممكن للغاية، وتقديم الإسلام المغربي الوسطي، المعتدل، المتسامح، المتشبع بروح القرويين وبقية أماكن العلم الفعلي، هو واجب من يقولون عن أنفسهم إنهم حداثيون، ولايرون في الحداثة إلا الانفصال التام والكامل عن مجتمعاتهم إلى الحد الذي يجعلهم عاجزين عن ركوب الحافلات أو الجلوس في المقاهي الشعبية، أو مخاطبة الناس الخطاب العادي الطبيعي الذي يتبادله المغاربة فيما بينهم يوميا.

هذا الانفصال عن الناس لم يعد له مكان داخل “الأحداث المغربية”.

فلأنها أحداث المغرب، ولأنها تتوجه لناس المغرب، لايمكن لهاته الجريدة إلا أن تكون نبضا للمغرب، لا شيئا وافدا عليه، وغريبا عنه، ولاعلاقة له به.

لذلك نعلنها هذه الجمعة، وكل جمعة: نحن ربانيون مثل بقية المغاربة، مؤمنون بإله واحد، مقتنعون أن الدفاع عن الإسلام الحقيق، لا الإسلام المشوه، هو أمر جلل، ومعركة حق تستحق أن تخاض، وبكل القوة اللازمة، وسنفعل ذلك

نعدكم أننا سنفعل ذلك…مادمنا عليه قادرين.