• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الأحد 28 فبراير 2021 على الساعة 11:47

بوح الأحد: الجزائر وبداية مرحلة ما بعد تبون، أزمة تونس، مرحلة قبل الانتخابات في المغرب و قضية هرڤي رونار

بوح الأحد: الجزائر وبداية مرحلة ما بعد تبون، أزمة تونس، مرحلة قبل الانتخابات في المغرب و قضية هرڤي رونار

لقد سقطت مشروعية التحرير، تحرير الجزائر من الاستعمار، المشروعية التي حكم على أساسها كل الرؤساء منذ 1962، مشروعية جبهة التحرير الجزائرية وهي المشروعية التي أفرزت صيغة للحكم أعطت للمؤسسة العسكرية دورا مركزيا للتحكم في سير المؤسسات السياسية والدستورية في البلاد. بهذا الاستنتاج المبني على واقع الأحداث يبدأ أبو وائل الريفي بوحه لهذا الأحد.

ودليله هذه الصورة الحزينة من المظاهرات العرمة التي تهز الجزائر هذه الأيام: “شدتني يوم الجمعة 26 فبراير 2021 على هامش خروج الجزائريين إلى الشارع صورة كهل جزائري ممدد على الأرض وهو يبكي بعد إصابته في قدمه والمتظاهرون حوله يقدمون له الإسعافات الأولية، رجل متقدم في السن تجاوز السبعينات من جيل التحرير، جيل الشهداء. لقد كانت الصورة معبرة وتختصر كل شيء”.

ويضيف المحلل: لقد سقطت يوم 26 فبراير 2021 المشروعية بالكامل، فقد كان الشعار المركزي في كل المدن الجزائرية بدون استثناء “مدنية ماشي عسكرية”. ويثير أبو وائل كذلك الانتباه لهذا المعطى: لأول مرة رفع المتظاهرون شعارات ضد الجنرالات والغريب أنه بعد 59 سنة من استقلال الجزائر كان المحتجون يطالبون بالاستقلال وكانت الاعتقالات تطال كل الذين يحملون علم الجزائر.

وهذه خلاصة ما جاء في الجزء المخصص للجزائر في بوح الأحد:

الخروج إلى الشارع لم يكن حكرا على الشباب، بل كان يطال كل الفئات التي رفعت شعار أن “تبون مزور جابوه العسكر”. لقد تغيرت المعادلة، عوض المطالبة برحيل تبون أصبحوا يطالبون برحيل الجنرالات عن الحياة السياسية، لكن قبل الجمعة استقبل تبون رئيس جمهورية تندوف وسمح له بإعلان الحرب على المغرب من أمام قصر المرادية. يريد الجنرالات حربا مع المغرب للالتفاف على مطالب الشعب الجزائري فإذا بهم يواجهون الحرب الحقيقية مع شعبهم، وهي حرب محسومة سلفا لصالح الشعب الجزائري. إنها أول هزيمة لجنرالات الجزائر.

…إن الإبقاء على تبون آخر رئيس حكومة في عهد بوتفليقة سيكون مكلفا للمؤسسة العسكرية رغم تجديده التعاقد مع الحرس القديم، وقريبا سنشاهد نهاية شهر العسل بين تبون وحماته من الجنرالات.

لقد كانت المؤسسة العسكرية تريد إحالة الرئيس على التقاعد إبان الفترة العلاجية الأولى مما اضطره إلى تسجيل خطاب 13 دجنبر 2020 الذي حرص على أن يسجل تحت إشراف ابنه الذي رافقه إلى ألمانيا وحرص على حمله إلى طاقم الرئاسة ونشره على حسابها في تويتر عوض أن يتم بثه في الإذاعة الجزائرية الرسمية بعيدا عن أعين شنقريحة لاستباق إقالته، لكن خروج الجزائريين إلى الشارع يعيد الأمور إلى نقطة الصفر، إلى مرحلة ما قبل إقالة بوتفليقة وإحالة كل رموز عهده على العدالة.

ويتسائل كاتب بوح الأحد : كم ستصمد رئاسة تبون في وجه الشارع الجزائري الذي طالب لأول مرة بدولة مدنية على أنقاض دولة الجنرالات؟

وكدليل جديد على العداء المرضي لحكام الجزائر، يكشف أبو وائل أن  وزير الخارجية ناصر بوريطة استقبل قبل أيام رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، وكان من المفروض أن يستقبل في نفس اليوم رئيس الحكومة الليبية ذبيبة، غير أنه تخلف عن الحضور إلى المغرب بعد أن تلقى تهديدا من الجزائر بعدم السفر إلى المغرب لأن الجزائر تريد أن تحاصر المغرب على المستوى المغاربي بعد هزيمتها على مستوى الاتحاد الإفريقي.

الأزمة التونسية

وبخصوص تونس، يكتب أبو وائل: أزمة الديمقراطية في تونس تدفعنا إلى طرح السؤال الجوهري عن مستقبل الديمقراطية في الشقيقة تونس لأن النظام البرلماني ينجح بالكاد في الديمقراطيات الغربية، فبلد مثل إيطاليا يعاني كثيرا من عدم استقرار حكوماته والدعوة كل مرة لانتخابات سابقة لأوانها، وهو نفس الأمر الذي تكرر في دول أخرى مثل بلجيكا، فكيف لهذا النظام أن ينجح في الديمقراطيات الناشئة؟

ويجيب: ها هي ثمار الربيع العربي بعد عشر سنوات في تونس التي سوق ويسوق لها مشاة الشارع كبديل ناجح تسقط في فخ المحاصصة وتصبح أسيرة تعدد التأويلات بين مؤسسات ثلاث تتصور كل واحدة منها أنها الأصلح والأكثر تمثيلية للشعب.

الاستثناء المغربي

لم يفت أبو وائل أن يحلل كذلك الوضع في المغرب ليؤكد أن المملكة اختارت الطريق الصحيح من خلال الحفاظ على الدور المركزي للمؤسسة الملكية في النظام السياسي المغربي كقاطرة لباقي المؤسسات التمثيلية في البلد، لأن الملكية فوق الأحزاب وفوق الحسابات الحزبية وغيرها من الحسابات التي لا تنتصر للمغرب في كليته.

ويضيف: أظن أن من يتصور في الأمد المنظور ملكية بدون دور وازن في الخيارات الاستراتيجية الكبرى للمغرب فإنه يعيش على هامش الواقع، وهذه مشكلة الهامشيين في هذه البلاد الذين لم يستوعبوا بعد تاريخ المغرب وطبيعة الشعب المغربي وينتظرهم مسار طويل لاستيعاب أصول التدافع الديمقراطي في إطار مستلزمات الحفاظ على الوحدة الوطنية.

سمعت كباقي الناس دعوات لانفراج سياسي قبل الانتخابات المقبلة التي ستجرى في مواعيدها وسمعت دعوات متفرقة من أجل إصدار عفو عن بعضهم، لكنني لم أستوعب معنى “انفراج سياسي” فهل متابعة مغتصبين من بين ممتهني الصحافة مدعاة لاحتقان سياسي حتى تستدعي انفراجا سياسيا مفترى عليه…

قضية هيرفي رونار

يتوقف في الأخير أبو وائل عند قضية هيرفي رونار الذي تقدم بشكاية أمام النيابة العامة في الرباط بعد أن سقط ضحية شابين صوراه عاريا. لم يقل هيرفي رونار أن جهة ما هي التي صورته، لم يلجأ للاحتيال من أجل لملمة فضيحته كما يفعل بعض محترفي الاحتيال الحقوقي والسياسي هذه الأيام، بل طلب تطبيق القانون في حق الذين احتالوا عليه من أجل تصويره عاريا وحاولوا ابتزازه. تصوروا لو كان لهيرفي رونار صديق في «the economist» أو يحمل بطاقة من بطاقات الجهات إياها التي تتاجر في القضايا المدرة للدخل لعشنا مسلسلا مبتذلا آخر كالذي نعيشه هذه الأيام مع بائعة الدمى الجنسية التي بارت تجارتها وتراهن على قدماء الإرهابيين لضمان مداخيل بديلة لروتينها اليومي…

ويختم كاتب بوح الأحد بوحه بالتذكير أن عدد الملقحين في المغرب فاق ثلاثة ملايين ونصف مستفيد في أربعة أسابيع في الوقت الذي تنتظر دول مغاربية أن يتصدق عليها الخارج بما تيسر. وكم كان مثيرا للسخرية “الاستقبال” الذي خصصه القادة الجزائريون لشحنة 200 ألف جرعة من اللقاح هدية من جمهورية الصين الشعبية حيث فرش السجاد الأحمر للجرعات التي لن تصل أبدا إلى أجساد الشعب الذي طاف يوم الجمعة 26 فبراير كل شوارع الجزائر بدون كمامات بحثا عن الخلاص الذي بدأ عده العكسي مفتوحا على كل الاحتمالات.

ويحيي أبو وائل كل الذين ساهموا في تمنيع المغرب، مغرب العزة والشموخ. كما يحيي  الشعب المغربي الذي استطاع أن يحافظ على وطن للجميع…

 

لقراءة بوحد الأحد كاملا : نهاية مشروعية الجمهورية الأولى في الجزائر بعد هزيمة العسكر وبداية مرحلة ما بعد تبون، أزمة النظام البرلماني في تونس وكل شيء عن الانفراج السياسي في المغرب قبل الانتخابات وقضية تصوير هرڤي رونار