طارق باشلام (تـ: وراق)
جراح سكان جماعة الشلالات في المحمدية، لم تلتئم بعدَ حادث مأساوي هز المنطقة برمتها، فبعد وفاة ثلاثة أشخاص في حفرة للمياه العادمة، أول أمس السبت (8 يونيو)، ونجاة ثلاثة آخرين بأعجوبة من موت محقق، خرج صباح اليوم الاثنين (10 يونيو)، المئات من سكان المنطقة في مسيرة احجاجية سلمية، بدءا من مقر الجماعة القروية الشلالات في اتجاه الطريق السيار، للتعبير أولا عن استيائهم عن فقدان فلذات كبدهم داخل حفرة “الموت”، وعن سخطهم جراء ما وصفوه بالإقصاء والتهميش الذي يعيشونه نتيجة الروائح النتنة التي تزكم الأنوف والأمراض المرتبطة أساسا بأمراض التنفس.
السبب حسب روايات بعض المحتجين انتشار مساحات تحولت إلى مجمعات لمياه الصرف الصحي، دون تدخل من الجهات المسؤولة.
وحسب بعض أقارب الضحايا وجيرانهم فإن الفاجعة تعود أساسا إلى محاولة (ز.ح)، أحد ضحايا الحادث، إفراغ حفرة مليئة بالمياه العادمة، عمقها يفوق ثلاثة أمتار، بواسطة مضخة كهربائية، وذلك بعدما يئس من التردد على السلطات وإخبارها بخطورة الحفرة، وما تشكله من تهديد حقيقي للسكان، فكانت النتيجة أن سقط في داخلها، ونتيجة محاولات انتشاله منها سقط كل من ابنه وجاره ليلقوا المصير نفسه.
ولم تقف المأساة عند هذا الحد بل جاء الدور على ثلاثة شبان آخرين حاولوا بدورهم إنقاذ الأشخاص الثلاثة من جوف الحفرة، لكن كل واحد منهم كان يفقد الوعي أثناء شروعه في عملية الإنقاذ.