• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 28 ديسمبر 2017 على الساعة 23:57

من المضيق إلى داعش.. أشرف جويد قُتل… لم يُقتل!!

من المضيق إلى داعش.. أشرف جويد قُتل… لم يُقتل!!

يوسف الحايك

وسط تضارب في الأنباء، بين نفي و تأكيد، عاد اسم أشرف جويد، ابن مدينة المضيق، إلى البروز بقوة في اليومين الماضيين.
وتداولت تقارير صحافية بشكل ملفت خبر مقتله في سوريا، حيث انضم إلى تنظيم ما يسمى “تنظيم الدولة الإسلامية”.
واستندت هذه التقارير، في مجملها، على تدوينة نشرها محمد رفيقي، المعروف بـ”أبو حفص”، والتي كشف فيها عن خبر مقتل جويد.

نفي وتأكيد

وكتب أبو حفص: “بلغت اليوم أخبار مقتله بصاروخ، ترك أما مفجوعة ووالدا حزينا، وترك في قلوبنا غصة وألما على ضياعنا في مثل ذلك الشاب، قتل اشرف على يد فتاوى التحريض ونداءات النصرة التي لا زالت تعيش بيننا وتقتات من مآسينا”.
وفي الوقت الذي حذف “أبو حفص” تدوينته ساعات بعد نشرها، نفت مصادر متطابقة خبر مقتل جويد، مؤكدة عدم ورود أي معلومات حول ذلك.

رحلة الموت

وبالعودة إلى تدوينة “أبو حفص” فقد كشف هذا الأخير من خلالها جانبا مهما من قصة الشاب أشرف.
وتابع صاحب التدوينة أن “هذا الجميل ابن مدينة المضيق اشرف جويد كان من أذكى من عرفت من الشباب، ومن أكثرهم نشاطا وحماسا واطلاعا وسرعة بديهة، عرفته شابا صغيرا لا يتجاوز عمره ثمانية عشرة سنة، ومع ذلك ينتمي لعدد من التنظيمات السياسية والجمعوية، ومشاركا نشيطا بحراك 20 فبراير”.
ولفت أبو حفص إلى أنه، ومع بداية الحراك بسوريا، كان أشرف “حاضرا بأغلب المظاهرات المناصرة للحراك، وحرك فيه ذلك رغبة الالتحاق بسوريا ونصرة المعارضة السورية”.
وكشف الشيخ السلفي أن أشرف استشاره في أمر ذهابه إلى سوريا، “فرفض رفضا جازما”، لكن الذي وقع “وهو ما عرفته بعد ذلك… أنه استشار بعض الشيوخ في الذهاب، وأخبرهم برفضي القاطع للأمر، فوجد منهم تشجيعا وتحريضا، نصحوه فقط بأن لا يلتحق بداعش، وأن يختار فصيلا معتدلا بزعمهم كالنصرة أو أحرار الشام”.
وتابع أبو حفص يقول: “أخذ بنصيحة القوم التي وافقت هواه وحماسه… والتحق بسوريا وحركة أحرار الشام، ونشر صوره حاملا للسلاح، لم يطل مكثه بأحرار الشام، انتقل إلى ما هو أكثر تطرفا: داعش، علم أنها بنية فكرية واحدة، وأصول متفقة، فاختار التنظيم الأقوى والأكثر تواجدا في الميدان”.

نقطة التحول

شكلت سنة 2013 نقطة التحول في حياة أشرف جويد، الذي سيحمل لاحقا لقب “أبو أنس الأندلسي”، بعد مغادرته لحي الزاوية في مدينة المضيق.
ويقول مصدر من مدينة المضيق إن أشرف كان يعد من الطلبة المجتهدين في كلية أصول الدين بتطوان، حيث كان يتابع دراسته، قبل التحاقه بالأراضي السورية وانضمامه إلى صفوف تنظيم ما يسمى “حركة أحرار الشام الإسلامية”.
وكشف ابن المضيق، في حوار أجراه مع موقع “هسبريس” مطلع فبراير سنة 2013، جانبا من ظروف مغادرته للمغرب.
وقال جويد: “لم أخبر أهلي من الأصل لعدم وجوب ذلك شرعا، وعدم ورود أي نصوص في الموضوع خاصة أنه جهاد دفع. ولا يشترط فيه إذن وهذا رأي إمامنا مالك رضي الله عنه و باقي فقهاء المالكية كالإمام القرطبي رحمه الله الذي فصل في هذا الباب”.

بعد الفراق

وأضاف المتحدث، في الجزء الثاني من الحوار، “أهلي صدموا بعد تأكدهم من نفيري للشام وحزنوا، وكنت أشد حزنا لفراقهم لكن نداء الله وإخواننا أحق أن يلبى، فقد قال الله تعالى: “إن إستنصروكم في الدين فعليكم النصر”، وقد استنصرنا إخواننا الشاميون فأتينا لنصرتهم.. فإن بكت أمي فقد بكيت ملايين الأمهات المسلمات و ما أمي حفظها الله إلا واحدة منهن و أسأل الله أن يجمعني وأهلي في جناته”.
وأبدى “أبو أنس الأندلسي” حينئذ عزمه الالتحاق بما يسمى حركة “شام الإسلام المغربية”، بدل “حركة أحرار الشام الإسلامية”، التي كان وقتها أحد عناصرها.
وعن الأدوار التي اضطلع بها في صفوف التنظيمات المقاتلة في سوريا، قال ابن مدينة المضيق إنه كان يشتغل في السابق عسكريا بمنطقة ريف اللاذقية، قبل أن ينتقل إلى العمل الأمني بين ريفي حلب وحماة.
كما اشتغل في إلقاء الدروس والمواعظ وأحيانا خطب الجمعة ومحو الأمية.
وأعلن جويد وقتها أنه دخل في ما وصفه بالخلوة “بعد المشاكل التي تقع بين الإخوة، إذ قررت رفقة شباب مغاربة معي في الكتيبة اعتزال الفتنة وعدم الوقوف ضد أي طرف”.