• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
السبت 02 يوليو 2016 على الساعة 01:42

طلحة جبريل: الحسن الثاني راجع “ذاكرة ملك” وأدخل تصحيحات دقيقة بخط يده

طلحة جبريل: الحسن الثاني راجع “ذاكرة ملك” وأدخل تصحيحات دقيقة بخط يده

طلحة جبريل: الحسن الثاني راجع "ذاكرة ملك" وأدخل تصحيحات دقيقة بخط يده
فرح الباز
تحدث الصحافي السوداني طلحة جبريل، خلال استضافته في برنامج “حديث رمضاني” الذي بث أمس الجمعة (1 يوليوز) على إذاعة “ميد راديو”، عن كتاب “ذاكرة ملك” الذي أشرف على عملية تنقيح النسخة العربية منه، والذي كان فرصة لالتقائه بالملك الراحل الحسن الثاني أكثر من مرة.
وقال طلحة جبريل: “بعد صدور الطبعة الفرنسية من الكتاب، الحسن الثاني كان يعتقد أنه لا يجوز وهو رئيس دولة عربية ومسلمة أن يوزع كتاب يتعلق به في شخصيا بالفرنسية في المغرب وأن لا تكون هناك طبعة عربية، فكان المشرف على هذه العملية هو أندري أزولاي الذي اتصل بجريدة الشرق الأوسط التي كان مديرها آنذاك عثمان العمير، وأبلغه بأن هناك قرار بأن تتكلف الجريدة بطبع النسخة العربية من الكتاب وتوزيعها”.
وأضاف المتحدث: “اتصل بي العمير، وأنا كنت مدير مكتب الشرق الأوسط في المغرب وشمال إفريقيا، وقال لي هناك أخبار جيدة من فاس، وكنت أعرف أن الملك في فاس، تم قال لي لن أتحدث فيها عبر الهاتف، عليك القدوم إلى فاس، وفعلا توجهت إلى فاس، والتقيته في فندق قصر الجامعي، وقال لي سنرى الملك الحسن الثاني غدا”.
ويسترسل طلحة جبريل، مشيرا إلى أنه سبق أن التقى الحسن الثاني في لقاءات خاصة وفي بعض الندوات، “فذهبنا، فاستقبل الملك عثمان العمير وبقيت في الخارج، وبعد قليل جاء أحمد العمارتي من التشريفات الملكية، وقال لي تفضل، فدخلت فوجدت أن الحديث كان بمشاركة عدد من المسؤولين، ثم قام العمير بتقديمي إلى الملك، فقال له إن هذا فلان هو من سيتكلف بالموضوع، وأنا لم أكن أعرف ما الموضوع، فقال له فلان معانا ونعرفه وأنا لدي الثقة الكاملة فيه، فرد الحسن الثاني بالقول: نحن أيضا نعرفه، أنا واثق يا السي عثمان بأنك ومساعدك ستهتمان بهذا العمل لأنه يهم ملك المغرب. وملي خرجنا عاد شرح ليا عثمان الموضوع”.
وتابع طلحة قائلا: “قال لي عثمان سيزودك بالنسخة الأصلية التي سيراجعها عبد الهادي بوطالب، والمراجعة النهائية ستتم من طرف الحسن الثاني، وأنا كان دوري أن أراجعها في بعض السياقات التي لا تصلح مع الصحافة اليومية لأنه كنا سننشرها في حلقات، فانتقلت إلى مكتب الشرق الوسط في الرباط وساعدني عدد من الزملاء، ولكن أشرفت على العملية من ألفها إلى يائها، وبعد الانتهاء من النسخة أرسلتها إلى مكتب لندن، فشرعت في القيام باتصالات بحثا عن مكان لطبع الكتاب، تم ذهبت إلى مدريد واتفقت مع شركة، لطباعة الكتاب، فأشرفت على طباعته في نسخة عادية ونسخة فاخرة”.
وأوضح الصحافي السوداني أن الحسن الثاني استفسره عن شيء واحد، وهو سبب اختار طبع الكتاب في حجم كبير في حين أن النسخة الفرنسية هي كتاب جيب، وهو ما رد عليه طلحة بالقول: “هذا كتاب ملك، ويجب أن يكون في مكتبة وليس فقط في الجيب”.
وأبرز طلحة أن عمله كان هو مراجعة الترجمة وإعادة الصياغة، قائلا: “كنت أراجع الأشياء وأعيد صياغتها تم أذهب إلى فاس للحصول على الموافقة النهائية، كلما أنهيت جزءا أذهب إلى فاس، والملك كان يتابع الأشياء سطرا بسطر بل كلمة بكلمة، حتى أن النسخة التي سلمت لي تضمنت تصحيحات الحسن الثاني بخط يده، ودقيقة جدا”.
خلال مرحلة عمله على الكتاب، يقول طلحة إنه لم يكن هناك أحاديث بينه وبين الحسن الثاني سوى عن الكتاب، قائلا: “أنا لم يغب عن ذهني إطلاقا أنه ملك، لكن في الوقت نفسه كنت أتكلم بارتياح شديد لأنه منحني هذه الثقة، وأتذكر أنه كانت هناك إشارة في الكتاب إلى أنه بعد إجراء العملية للملك الراحل محمد الخامس، الناس استبشروا خيرا وتم توزيع مشروبات وحلويات، وكان نهار رمضان، ولما أحلت عبد الهادي بوطالب على هذه الملاحظة، قال لي قلها أنت للملك”.
وأضاف: “قمت بقراءة الجملة أكثر من مرة على الملك محاولا لفت انتباهه إلى الأمر، لكنه ترك الجملة كما هي دون تغيير، كان صعبا علي أن أقول له إن هذه الواقعة فيها ظلال من الشك”.
وعن لقائه بالحسن الثاني بعد نهاية عمله على الكتاب، قال طلحة: “أتيت بالنسخة الأخيرة وتصفحها، وكان يبدو أنه كانت هناك إكرامية ملكية مهمة جدا لي، ولكن كان يجب أن أطلبها، لأن الملوك يجب أن يطلب منهم، فسألني هو ملمحا لذلك: سمعت باللي أنت ساكن في الرباط؟ تم عاود سولني كاري؟ قلت له: نعم، قال لي مرتاح؟ قلت له: لا ينقصني إلا رضى وعطف صاحب الجلالة”.
وقال طلحة إنه في آخر لقائه بالحسن الثاني التقط معه صورة، مخاطبا إياه بالقول: “غادي نتصور معاك صورة ما عمري تصورتها مع شي صحافي وما غادي نتصورها مع حتى شي صحافي، تقديرا لكم، وهذا كان بحضور عثمان العمير”.