فرح الباز
تحدث الصحافي السوداني طلحة جبريل، خلال استضافته في برنامج “حديث رمضاني” الذي بث أمس الجمعة (1 يوليوز) على إذاعة “ميد راديو”، عن الحوارات التي أجرها مع الملك الراحل الحسن الثاني.
وقال طلحة إنه أجرى حواريين مع الحسن الثاني، أحدهما في يناير سنة 1989 بحضور رئس تحرير الشرق الأوسط آنذاك عرفان نظام الدين، والثاني في سنة 1989.
ولفت طلحة إلى أنه لا الديوان الملكي ولا الحسن الثاني طلبا الاطلاع على الأسئلة ولا على المحاور، وقال إن “الحسن الثاني كان يقول إنه لا يوجد سؤال محرج، هناك جواب محرج، الشيء الوحيد الذي يتحدث عنه الحسن الثاني هو المدة الزمنية المخصصة للحوار”.
وأضاف طلحة: “أتذكر خلال الحوار الذي أجريناه في مراكش، قال إن لدينا 45 دقيقة لإجراء الحوار، وفي فاس قال إن شقيق الملك حسين بانتظاره لذلك لا نملك سوى نصف ساعة لإجراء الحوار”.
وأكد الصحافي السوداني أنه لم يجد صعوبة في محاورة الحسن الثاني، وأنه كان يجري الحوارات بكل أريحية، لافتا إلى أن الحسن الثاني لم يطلب الاطلاع على الحوارات بعد صياغتها النهائية.
وقال طلحة: “أتذكر في حوار مراكش، بعد مضي 22 دقيقة على بداية الحوار، قال الحسن الثاني وقف السي للكاميرا مان، فاعتقدت أنه انزعج من السؤال، وفجأة قال لهم عطيو هاد الناس يشربو شي حاجة، هاد المشهد لا أنساه أبدا، فجأة جاو مخازنية كل واحد هاز شي حاجة أتاي والحلوى، ومنين خرجو الله أعلم، وبقيت لمدة في حالة ذهول من المشهد”.
ويسترسل طلحة: “شوية قال لينا أشنو تشربو، وأنا كنت أوصيت عرفان الدين إذا طلب منا الملك نشربو شي حاجة، نشربو أتاي، فقال عرفان أتاي، قالو الملك يلا بغيت تشربو قهوة، والملك يلا قال ليك بغيتو تشربو قهوة هيا شربو قهوة ما تفكرش فيها، وقلت آه نشرب قهوة”.
وأضاف المتحدث: “الحسن الثاني خدا سيجارة من جيبو وبدا كيدخن، ثم قال يالاه نرجعو للحوار، وكان عادي يدخن قدام الكاميرا، فبعد ذلك حسن زريوح مشى عند الملك همس في أذنه بأن اللحظة اللي كنت كنشرب فيها القهوة بانت، وسكت الحسن الثاني ما قال والو، ملي داو التصوير للتفلزة اتصلو بالتشريفات الملكية وقالوها ليهم، وهوما قالوها للملك، وقال ليهم: واش نتوما اللي عرضتو عليه ولا أنا اللي عرضت عليه؟ فخرجت في ذاك اليوم أنني كنت كنشرب قهوة مع الملك وهادي اللي ما وقعاتش مع رؤساء وزعماء دول”.