“نظام عدو لنفسه”، لا عبارة قد تكون أبلغ في وصف السلوك العدائي اتجاه المغرب للجارة الشرقية “الجزائر”، مناوراتٌ دون نهاية وغضب لا يبرره، لا العقل ولا المنطق، فهل يحاول نظام الكابرانات إلهاء شعبه عن قضاياه الحقيقية بقصص المغرب، أم هي مجرد “هلوسات” عقلية “كابرانية” عجوز؟
والحقيقة أن الواقع يؤكد أن هاتين الفرضيتين كلتاهما صحيحتين، بل يتجاوز ذلك إلى نقمة النظام الجزائري على تاريخ جاره الذي لا يملك منه غير أن ينسب بهتانا لنفسه الكسكس والقفطان وغيرهم.
الحراك.. العدو الفعلي “للكابرانات”
في تصريح لموقع “كيفاش”، قال الدكتور عتيق السعيد، الأستاذ والباحث الجامعي، إن “الإستفزازات المتتالية التي يعتمدها النظام الجزائري المتهالك ضد المغرب أصبحت مكشوفة دوافعها وأسبابها لاسيما وما تعرفه الدولة الجارة من وضع اجتماعي و اقتصادي مأزوم، مبرزا أن هذا النظام يحاول تشويش الشارع والسعي الى احتواء الاحتجاجات الشعبية ومطالبها المشروعة في بناء دولة ديمقراطية عادلة”.
وأكد المحلل السياسي، على أن هاته الاستفزازات الممنهجة “لا تعدو كونها مجرد محاولة على غرار محاولات عديدة باءت بالفشل الذريع، من أجل تغطية المطالب الشعبية بالجزائر التي تؤطرها المعركة النضالية في محورها الأساسي، رفع شعارات المطالبة بتغيير جذري للنظام الحاكم، و تحقيق إصلاح شامل مفضي الى تنمية القطاعات و دمقرطة المؤسسات وتصالح دولي وقاري”.
وتابع موضحا، أن النظام الجزائري، يسعى “بكل الطرق الخبيثة تفكيك الحركات الاحتجاجية، والاستمرارية في نفس السياسة القمعية التي نهجها النظام السياسي القديم/الجديد، وهي كلها محاولات الغاية منها خلق حاجز يمنع تمدد الاحتجاجات نحو إسقاط النظام السياسي العسكري، وصولا إلى خلق عداوة خارجية عبر تلفيق أحداث قارية”.
قالها الحراك الشعبي السلمي من قبل ..✋ pic.twitter.com/m1rUkp9xog
— الحراك أمل الشعب الجزائري (@FEweZ9x1XJWkz3z) November 3, 2021
نظام عاجز وسجين للماضي
وقال المحلل السياسي، عتيق السعيد، ضمن التصريح ذاته، إن النظام السياسي في الجارة الشرقية “عاجز عن خلق تحول ديمقراطي، و السير في قطيعة مع نفس الوجوه التي تدفع بالتحكم أو التأثير في سير العملية السياسية بالجزائر، حيث تشهد الدولة تراكما من الأزمات الداخلية سواء السياسية أو الاجتماعية و الاقتصادية”.
وأضاف: “وعليه فإن الاستفزازات للمغرب تبقى مجرد خطة باتت مكشوفة أمام الشعب الجزائري هدفها الأساسي تشتيت الانتباه الشعبي و جعل الحراك مُرْتَبِكاً مُهْتَزّاً دون تحقيقه لمطلب إسقاط النظام و الاصلاح، لأن العدو الحقيقي للنظام السياسي الجزائري هو الحراك الشعبي و مطالب التغيير والإصلاح”.
عاجل:🇩🇿🇩🇿
31 أكتوبر:
الحراك الشعبي يوجه ضربة موجعة للنظام الجزائري:
شارك الآلاف من الأحرار والحراير أحفاد وحفيدات الشهداء والشهيدات، في المسيرة الضخمة التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس🇫🇷🇫🇷، بمناسبة الأسبوع الـ141 لحراك الجالية المتزامن مع الذكرى الـ67 لاندلاع الثورة التحريرية. pic.twitter.com/Y3UTY8NXtn— Tomorrow_people😎😎😎_شعب الغد✊👌👍💪💘😎😎 (@160500) November 1, 2021
مطلب الحراك.. “إسقاط النظام”
وشدد عتيق السعيد، على أن “الإجراءات التي أقرها النظام السياسي لم تغير في الوضع الاحتجاجي، فلم تثني الحراك الجزائري عن مواصلة المطالبة بإسقاط النظام و برحيل جميع رموز النظام السابق كأول مطلب للخروج من الازمة، لاسيما مطالب التوقف عن تبذير النظام السياسي مداخيل الدولة ونفقاتها العمومية في دعم تنظيم الكيان الوهمي لجبهة البوليزاريو الحاضنة لعناصر ارهابية بالمنطقة، التي ساهمت في تفاقم الأزمة و باتت تشكل عبئا على المواطن الجزائري و احتياجاته الأساسية، وتهديدا للسلم و أمن المنطقة”.
هذا وتابع السعيد: “يمكن القول أن الحركات الاحتجاجية بالجزائر هي مرآة عاكسة لتفاقم الأوضاع و التدهور الاجتماعي والاقتصادي بالدولة و حالة القمع الممنهج و الغلق السياسي التي تنهجها منذ ما يقارب 30 سنة الماضية، تشكل لا محالة محفزا للشارع نحو القطع مع النظام و اسقاطه لتجاوز الاضطراب السياسي تحقيقا للعدالة الاجتماعية و الديمقراطية التمثيلة، و حقوق الإنسان كما هو متعارف عليه دوليا”.
شنقريحة حالف حتى يعلن حرب على المغرب.داخل فمخطط بداه هادي مدة.هدفو حرب خارجية باش يلهي الشعب الجزائري ويقضي على الحراك الشعبي هناك.على هاد الأساس ناض خرج التلفزيون الجزائري يوم الأربعاء 13اكتوبر 2021 خبار فيه أن مصالح الأمن عندهم“تمكنت من إفشال مخطط مؤامرة تعود بوادره إلى2014” pic.twitter.com/QN5sBsp4cj
— Liondelatlas (@IslamIs83154352) October 14, 2021
لا شك إذا أن مطمح الشارع الجزائري هو جعل الدولة مدنية خالية من التحكم و التوجيه الخفي للأجهزة العسكرية، شارعٌ يستمد قوته و صلابته من ما يعيشه من إخفاقات، حولها إلى دافع نحو استمرارية الاحتجاج تحقيقا للمطالب المشروعة.