• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2013 على الساعة 11:52

نريد لغة الكفرة بالله

نريد لغة الكفرة بالله محمد محلا [email protected]
محمد محلا mahlasimo@gmail.com
محمد محلا [email protected]

أريد أن يتعلم أبنائي، إن منحني ربي فرصة لأحيا حتى أراهم، لغة الكفار لعنهم الله. أولئك القوم الكفرة هم الذين يمتعوننا بأفلامهم وموسيقاهم، ويصدّرون لنا الأسلحة والأدوية، ويصنعون الماكينطوش والوينداوز، وهم غزاة الفضاء الذين يمتلكون الدولار والأورو والقنبلة النووية، ولا ننسى أن لديهم جوليا روبرتس.

أريد لأبنائي تعلم “وان، تو، تري” وليس واحد اثنان ثلاثة من فم أستاذ أخطاؤه اللغوية بالجملة ويتصدى لتعليمهم ما هو جاهل به، وأريدهم أن يتعلموا “آي، بي، سي، دي” عوض ألف باء تاء في بلد كل مراسلاته وعقوده وقوانينه تصدر بالفرنسية أولا ثم تترجم بلغة ركيكة إلى العربية، وبذلك أعتقد أنهم سيستطيعون فهم العالم بعيدا عن هذه الرقعة العربية العامرة بالضجيج والفارغة من كل معنى في هذه اللحظة التاريخية.

لا أريد لابني أن يدخل ذات ليلة ليقول لي إن المدرسة تحثهم على حضور دروس في الدارجة، ويسألني بابا ما معنى الساط والساطة، أو يسألني عن معنى كلمة “كلاس”، لا تخجلوا من الكلمة إنها الدارجة، وراه حنا غادي نخركوه إن استمر الأمر هكذا.

كما لا أريد أن تدخل ابنتي لتقول لي بابا لقد حذفوا لنا حصة الإنجليزية ليضيفوا لنا ساعة اللغة الأمازيغية، بحجة “حفااااضا على الموروث الثقافي بلا بلا بلا بلا…”.

وبطبيعة الحال، لا أريد أن يقرأ أبنائي البحور الشعرية العربية المعقدة، وفي نهاية مسارهم الدراسي يتوجهون للبحر هربا من جحيم البطالة بسبب أحلام المعربين والمخرمزين.

الكل يتحدث اليوم عن الدارجة والعربية، وخرجت قبائل لتتناحر بأسلحة ستقتل أبناء هذا الشعب. لكن كل هؤلاء لا يريدون الحديث عن تدريس الإنجليزية واللغات الحية منذ السنوات الأولى للدراسة. لماذا؟ اسألوهم، فليس عندي أي جواب.

العربية لغة القرآن والشعر الجميل ولا مانع لدينا نهائيا في تدريسها. لكن في المقابل هي لغة لا تستقطب حتى المستشهرين في الصحافة… انظروا في مبيعات المنشورات الصحافية وغير الصحافية المكتوبة باللغة العربية وتأملوا في حجم البعد بيننا وبين لغة الضاد. زر المطارات أو أي فضاء عام واقرأ اللافتات وعلامات التشوير وستجد نفسك مستلقيا على ظهرك من فرط الضحك عندما تقرأ العلامات بالعربية التي تجعلنا مسخرة بين الأقوام، ولك أن تتخيل لو فكر أحدهم وكتبها بالدارجة المغربية.

الدارجة لهجتنا التي نبدع بها في الزجل والمسرح والسينما والشدّان والتريكيل والنكت. خلق قواعد لها سيقتلها.

أما الإنجليزية فهي التي تنتج الطائرات والصواريخ والأقمار الصناعية والأدوية والهواتف الذكية… إنها تحكم العالم.

اللغة اللغة اللغة.. لغط (صدفة هي كلمة عربية ودارجة) كثير عن أمر يكاد يكون تافها، وحين يكثر الكلام تقول والدتي دوما كلمة واحدة: اللقوة. سكتونا وقريو لوليدات اللي ينفعهم يعطيكم اللقوة.

وا راه إن عربت خربت.. وإن درجت “خمجت”. فيا عباد الله نريد لغة الكفرة بالله لنفهم.