أكدت الحكومة الإسبانية، أنها بصدد مناقشة إدارة المجال الجوي للصحراء مع المغرب، في انسجام مع النقطة 7 من الإعلان المشترك الصادر في أبريل الماضي بين حكومتي البلدين، والمتعلق بخارطة الطريق للعلاقات الجديدة بين إسبانيا والمغرب.
تعميق الشراكة
وفي تصريح لموقع “كيفاش”، قال محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، إن “هذه الخطوة امتداد للدينامية التي تشهدها العلاقات بين البلدين بعد تدشين مرحلة جديدة من الشراكة”.
وأوضح المحلل السياسي، أن “إعلان الحكومة الإسبانية إجراء مباحثات مع المغرب بخصوص تدبير المجال الجوي للصحراء المغربية يعكس مدى الانفتاح والحوار حينما يتعلق الأمر بالملفات العالقة”.
وأبرز بودن، أن “انطلاق المفاوضات المغربية الإسبانية بشأن إدارة المجال الجوي للصحراء محطة تأخذ بعين الاعتبار اهتمامات ومصالح كلا البلدين، وأفضل الممارسات الدولية في تدبير المجالات الجوية من منطلق اتفاقية شيكاغو 1944، أبرز اتفاقية دولية متعلقة بالسيادة على الإقليم الجوي، وكذلك الاتفاقية التي تؤطر حدود منطقة معلومات الطيران في إطار المياه الإقليمية”.
إيجابيات الإدارة المغربية
وأوضح رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، ضمن التصري ذاته، أن “المفاوضات بين البلدين ترمي في النهاية إلى رسم حدود المجالات الجوية، بما يجعل الصحراء المغربية ومجالات جوية حيوية أخرى ضمن منطقة معلومات الطيران للمملكة المغربية، واعتمادها من قبل منظمة الطيران المدني الدولي”.
وعن الانعكاسات الإيجابية لتدبير المملكة المغربية للمجالات الجوية بالصحراء المغربية، قال بودن إن “الأمر سيحقق نتائج مربحة للجانبين المغربي والإسباني والمنطقة برمتها، حيث ستحدد هذه الخطوة بوضوح أدوار ومسؤوليات كل طرف في الملاحة الجوية للمنطقة وخلق بيئة تنافسية، ما سيسمح بتطوير خدمات الملاحة الجوية بمطارات العيون والداخلة وغيرها”.
مفاوضات مغربية إسبانية
وكانت رئاسة حكومة إسبانيا، أكدت في ردها على سؤال برلماني تقدم به السيناتور فرناندو كلافيجو عن ائتلاف جزر الكناري، أنها فتحت بالفعل ملف مراقبة المجال الجوي فوق الصحراء المغربية مع المغرب، مبرزة أن التداولات بين البلدين تقتصر على تحسين إدارة المجال الجوي.
وأبرزت حكومة سانشيز، أن كلا من المغرب وإسبانيا يحاولان تحقيق قدر أكبر من الأمن في الاتصالات والتعاون التقني”.
ويدير المغرب وإسبانيا وموريتانيا المجال الجوي فوق أراضي الصحراء المغربية من مركزي مراقبة الطيران في الرباط وغران كناريا، حيث تخضع الطائرات التي تحلق فوق الصحراء، لإدارة سلطات الملاحة الجوية الإسبانية والموريتانية، وهي الإدارة التي تشمل أيضا طائرات عسكرية مغربية تنفذ عمليات في الصحراء، إلا أن المغرب يطالب بالسيطرة على المجال بشكل حصري.
وحسب منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)، فإن كل طائرة تجارية أو عسكرية تمر عبر هذه المنطقة يجب أن ترفع تقاريرها إلى مركز مراقبة الحركة الجوية الموجود في مطار جاندو، حيث يعمل الجيش أيضا والطيران الإسباني.
