يتحدر عبد الواحد الراضي، الذي وافته المنية، زوال اليوم الأحد (26 مارس)، بعد معاناة طويلة مع المرض، من عائلة قروية تعد من أعيان منطقة سيدي سليمان في منطقة الغرب.
ولد الراحل عام 1935 في مدينة سلا، حيث تابع دراسته الابتدائية، لينتقل بعد ذلك إلى مدينة الرباط، حيث حصل على الباكالوريا، ليلتحق بجامعة السوربون في باريس، حيث تابع دراسته الجامعية.
انخرط في العمل السياسي في حقبة كان فيها هذا المجال مقتصرا على أبناء المدن والحواضر.
الحزب
يمتد التاريخ السياسي للراحل الراضي لعقود طويلة، انطلقت منذ مغرب ما قبل الاستقلال، ضمن صفوف الحركة الوطنية التي ناضلت ضد المستعمر الفرنسي. قبل أن يسهم في تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشبعية، الذي شكل التيار اليساري المنشق عن حزب الاستقلال
ويعتبر عبد الواحد الراضي من مؤسسي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية عام 1959 (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حاليا)، الذي انتخب كاتبا أول له خلال المؤتمر الثامن للحزب (نونبر 2008).
شيخ البرلمانيين
لقب الراحل الراضي بـ”شيخ البرلمانيين”، وشكل ظاهرة سياسية فريدة، حيث كان يعتبر أقدم برلماني في العالم.
وقد صنفته منظمة اليونسكو عام 2019 تراثا برلمانيا عالميا لكونه الأكثر مكوثا في المنصب، في تاريخ البشرية.
وخاض الراضي باسم حزب الاتحاد الاشتراكي أول انتخابات تنظم في المغرب، وكان ذلك عام 1963، حيث نجح في الحصول على مقعد نيابي في أول برلمان منتخب في تاريخ البلاد، وكان الراضي حينها في سن السادسة والعشرين، حيث اعتبر أصغر نائب برلماني.
ومنذ ذلك الحين لم يغادر الراضي مقعده النيابي، حتى صار يلقب بشيخ البرلمانين.
الوزير
وتقلد الزعيم اليساري عدة مناصب في السنوات الـ58 التي قضاها تحت القبة، حيث ترأس مجلس النواب لمدة تزيد عن عشر سنوات.
كما تقلد مناصب وزارية بحيازته حقيبة التعاون في عهد الملك الراحل الحسن الثاني.
في 15 أكتوبر 2007 عين جلالة الملك محمد السادس عبد الواحد الراضي وزيرا للعدل، كما انتخب في 9 أبريل 2010 رئيسا لمجلس النواب.
الأستاذ
وإلى جانب المقعد البرلماني، شغل خريج جامعة السوربون، مقعدا في جامعة محمد الخامس بالرباط والتي درس بها شعبة علم النفس الاجتماعي، بعدما تتلمذ على يد نخبة من المتخصصين الفرنسيين في هذا المجال.
وقد داع صيته البرلماني خارج المؤسسة التشريعية المغربية، حيث انتخب الراضي رئيسا للاتحاد العالمي البرلماني قبل عشر سنوات. كما تولى رئاسة “مجموعة العمل حول السلم والأمن في الشرق الأوسط”.
وقبل أيام تبرع السياسي عبد الواحد الراضي بأرشيفه الخاص إلى مؤسسة “أرشيف المغرب”.
