نعى إدريس لشكر، الكاتب العام الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، رئيس مجلس النواب الأسبق والقيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الراحل عبد الواحد الراضي، الذي وافته المنية أمس الأحد (26 مارس)، بعد صراع طويل مع المرض.
رجل الدولة “الهادئ”
وقال لشكر، في رسالة نعي توصل بها موقع “كيفاش”، إن الراحل ظل وفيا لحزبه، وسيظل الحزب وفيا له، مبرزا أن عبد الواحد الراضي لم يكن مناضلا حرا فحسب، بل كان نموذجا للسياسي المؤمن حتى النخاع بالديمقراطية التمثيلية. كيف لا، وقد عايش كل المحطات التي مرت منها المؤسسة البرلمانية: نائبا برلمانيا، ورئيسا للفريق الاشتراكي، ورئيسا لمجلس النواب”.
ولفت الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إلى أنه في كل المواقع ظل الراضي مثالا لرجل الدولة الهادئ، المحتكم لصوت العقل والمنصت الجيد لنبض الوطن. ظل متمسكا بالحكمة طوال المسار، حتى في اللحظات الحرجة والفترات الصعبة.
وعن فترة ترؤسه لحزب “الوردة”، قال لشكر، إن “نفس الحكمة تلك التي رافقته نائبا للكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، هي التي ميزت تدبيره للحزب وهو كاتب أول على إثر المؤتمر الوطني الثامن.
وتابع السياسي الاشتراكي، في السياق ذاته: “الحكمة التي أنارت الطريق لكي نجتاز ما أسماه فقيدنا بمرحلة “الانتحار الجماعي” ونعبر جميعا، وأيضا بمساهمته ووفائه، نحو مرحلة الانبعاث واستعادة المبادرة في المشهد السياسي الوطني والدولي”.
شيخ البرلمانيين
و توفي، أمس الأحد، رئيس مجلس النواب الأسبق والقيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عبد الواحد الراضي، بإحدى المصحات بباريس حيث كان يتلقى العلاج، حسب ما علم لدى أقاربه.
متد التاريخ السياسي للراحل الراضي لعقود طويلة، انطلقت منذ مغرب ما قبل الاستقلال، ضمن صفوف الحركة الوطنية التي ناضلت ضد المستعمر الفرنسي. قبل أن يسهم في تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشبعية، الذي شكل التيار اليساري المنشق عن حزب الاستقلال.
ويعتبر عبد الواحد الراضي من مؤسسي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية عام 1959 (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حاليا)، الذي انتخب كاتبا أول له خلال المؤتمر الثامن للحزب (نونبر 2008).
ولقب الراحل الراضي بـ”شيخ البرلمانيين”، وشكل ظاهرة سياسية فريدة، حيث كان يعتبر أقدم برلماني في العالم.وقد صنفته منظمة اليونسكو عام 2019 تراثا برلمانيا عالميا لكونه الأكثر مكوثا في المنصب.
وخاض الراضي باسم حزب الاتحاد الاشتراكي أول انتخابات تنظم في المغرب، وكان ذلك عام 1963، حيث نجح في الحصول على مقعد نيابي في أول برلمان منتخب في تاريخ البلاد، وكان الراضي حينها في سن السادسة والعشرين، حيث اعتبر أصغر نائب برلماني.
