طارق باشلام
بعد اتهامات الحكومة المغربية لبان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، بالتخلي عن حياده وموضوعيته في قضية الصحراء، بسبب تصريحاته الأخيرة، ووصفه للمغرب بـ”البلد المحتل”، توالت أصوات فعاليات حقوقية ومدنية، معبرة عن رفضها القوي لموقف المسؤول الأممي غير المسبوق.
عبد المجيد بلغزال، الباحث في الشؤون الصحراوية، قال لموقع “كيفاش”، إن هذه التصريحات تأتي أسابيع قبل موعد تقديم الأمين العام للأمم المتحدة تقريره السنوي حول الوضع في الصحراء إلى مجلس الأمن، ما يستلزم موقفا دبلوماسيا واضحا من المغرب
وحسب المتحدث فإن المسؤول الأممي انطلت عليه مسرحية قامت بها جبهة البوليساريو بعد زيارته الأخيرة إلى المخيمات، بخروجه عن اختصاصاته السياسية، ووصفه للمغرب بـ”البلد المحتل” إضافة إلى قوله بالحرف: “إنه متفهم لغضب الصحراويين”، وأنه سيلجأ إلى دعوة المانحين من أجل النظر في الوضع الاجتماعي والإنساني لهذه المجموعة المنسية”
وعلق بلغزال على ما اعتبره “زلة بان كي مون” قائلا: “بدل أن يُظهر دموع التماسيح والتعاطف، نسي أو تناسى أنه هو نفسُه المسؤول الأول عن الوضع الذي تعيشه هذه المجموعة، لاعتبارات، منها تغاضيه عن ضرورة إحصائهم، والحال أن جل اللاجئين في العالم تنطبق عليهم لوائح القانون الإنساني الصادرة بموجب اتفاقيات جنيف، إذ أن هؤلاء الصحراويين يعتبرون استثناءا في العالم يجهل لحد الآن عددهم الحقيقي”.
وتطرق بلغزال إلى قضية اختلاس المساعدات الإنسانية الموجهة إلى سكان المخيمات، قائلا إن “هناك تقارير صادرة عن الاتحاد الأوروبي، وتقارير المفوضية السامية للاجئين، وبرنامج الغذاء العالمي، ومكتب محاربة الغش في الاتحاد، وجهات أخرى مختصة، تؤكد جميعها التلاعب الحقيقي في الدعم والمساعدات المقدمة لهؤلاء السكان”.
وتساءل بلغزال: “أين موقع بان كي مون والأمانة العامة والآليات الاممية التابعة لها في درس هذه القضية؟”، مشيرا إلى أن المسؤول الأممي “ليس في موقف خلاف مع المغرب فحسب، بل حتى مع مجلس الأمن، على اعتبار أن ملف الصحراء المطروح لدى مجلس الأمن يجري تداوله وفقا لميثاق الأمم المتحدة، بناء على المادة المتعلقة بالسلم والأمن، وليس بوصف المغرب محتلا أو مستعمرا”.
