• خلقوا شركات وهمية لاستغلالها في أنشطة مالية مشبوهة.. تفكيك شبكات إجرامية متخصصة في التزوير وتوقيف 15 شخصا في فاس
  • قمة المرأة بالدار البيضاء.. القيادات النسائية في قلب الابتكار والإنصاف والاستدامة لمستقبل إفريقيا
  • الدعم المباشر للسكن.. عدد الطلبات بلغ 128 ألف و528 وعدد المستفدين ناهز 48 ألف
  • برنامج “مصالحة”.. اختتام الدورة الـ16 باستفادة 21 نزيلا وانطلاق الدورة الـ17
  • الوزير برادة: تم تثبيت كاميرات مراقبة تعتمد على الذكاء الاصطناعي بمؤسسات تعليمية ويمكنها التعرف على حالات العنف
عاجل
الجمعة 04 يناير 2013 على الساعة 14:58

شكرا أيتها العفاريت!!

شكرا أيتها العفاريت!! رضوان الرمضاني [email protected]
رضوان الرمضاني
[email protected]

ها هو حميد شباط ينفذ وعده أو وعيده، فيقدم مذكرته إلى رئيس الحكومة، زميله، في الأغلبية، عبد الإله بنكيران. مذكرة، وقد أثارت الجدل قبل أن تصدر، وكاد الجفاف يصيب الأقلام، والصمت يصيب الألسنة بعد أن نشرت على الملأ، (المذكرة) فيها ما قل ودل، رسائل واضحة، بلا حشو مبالغ فيه، مع قليل من “حشيان الهضرة”، مع العلم أن الأخير في السياسة، خصوصا في السياق المغربي، ضرورة، أو غير مكروه على الأقل، مثل رشات فلفل على طاجين مغربي وقت يشتد البرد، تفتح الشهية حين يأتي ما يعلق، أو يغلق، الشهية.

ها هي المذكرة تخرج إلى العلن إذن، والأكيد أن أغلب التعليقات ستسير في اتجاه قراءة ما بين السطور، وما إلى جانب السطور، بل وحتى غير المكتوب في، أو على، السطور، فقد تعودنا (ولا يمكن أن نحكم إن كان الأمر عادة سيئة أم حسنة) أن الأصل في السياسة هو “قرينة الإدانة”، فكل سياسي مدان إلى أن تثبت براءته. هكذا علمنا السلف. الله غالب.
وبناء على هذا “الإرث”، سنجتهد في تأويل ما حملته مذكرة آل شباط. سنسأل من صاحب هذه الفكرة، وعن من وراء الفكرة الأخرى، وسنسأل من أوحى له بهذا القول، وعمن أمره بأن يكتب القول الآخر… ونستمر في هذه اللعبة إلى أن تمر “الموجة”، لننتقل إلى أمر آخر.
وبالتأكيد، بناء على هذه القاعدة، سنستمر في التحليل والتأويل والضرب والجمع والكسر إلى أن نعثر على التماسيح والعفاريت التي كان يتحدث عنها (أو إليها) صديقنا عبد الإله بنكيران. وبهذا الشكل، ستتحول المذكرة من آلية للعمل السياسي، بين الأغلبية أولا، إلى جدول (ديال الفقها) لا يفهمه إلا من كتبه… وقد يكون في نهاية المطاف خرافة لا أقل ولا أكثر.
قد يجوز هذا التحليل. وبالتأكيد حين يغيب الرقم تحضر التقديرات، ولا جرم في الأمر. إنما ماذا لو (ونكررها: ماذا لو) كان حميد شباط صادقا في ما يقول، أو ينوي؟ لا بأس أن نسأل: هل أخطأ شباط (والقصد من شباط ليس الشخص وإنما التوجه الجديد داخل قيادة حزب الاستقلال) حين حذر من سنة مخاطر غير مسبوقة؟ هل كذب شباط حين حذر من احتقان اجتماعي يسير بنا نحو المجهول؟ هل جنى على أحد حين دعا إلى إعادة النظر في ميثاق الأغلبية، وإلى نزع رداء الحزبية في التدبير الحكومي؟
هذه هي الأسئلة الأهم، والجواب لا يعني بالضرورة طعنا في أهل البيجيدي، أما قضية التعديل الحكومي فيجوز فيها القول الدارج، مع قليل من التعديل، بيناتكم يا ناس الأغلبية.
وحتى إذا كانت العفاريت والتماسيح من أوحى إلى شباط بما ورد في المذكرة، في الجزء الظاهر فيها على الأقل (يصعب أن نتخلص من الشك دقة واحدة خلاتها ياسمينة بادو)، فإن العفاريت والتماسيح تستحق أن تُشكر على هذا الأمر… إلى أن يثبت العكس.
قد يكون مهما أن ننتبه إلى من ينبهنا إلى الخطر… إنما الأهم أن ننتبه إليه… إلى الخطر طبعا.