رفض الباحث الإسلامي، محمد عبد الوهاب رفيقي، التجاوزات التي قامت بها مجموعة من الأشخاص في عدد من المدن، المتمثلة في إقامة صلاة التراويح في الشارع العام، رغم قرار الحظر الليلي الذي يمنع خروج المواطنين بعد الساعة الثامنة ليلا، مؤكدا على أن من حق رجال السلطة أن يمنعوا الأشخاص من الصلاة خلال الحظر الليلي.
واستدلالا على طرحه، قال خريج الجامعة الإسلامية في السعودية، في اتصال مع موقع “كيفاش”: “الفقهاء قالوا إن الذي يصلي في طريق الناس لا حرمة له، ويمكن للناس إزاحته من طريقهم، فكذلك الذي يصلي في مكان ممنوع أن يصلي فيه قانونا أيضا لا حرمة له، ومن حق رجل السلطة أن يمنعه من الصلاة فيه”.
وزاد الباحث الإسلامي: “إن ما يجب أن نتفق عليه أن القرارات الحكومية هي سياسات عمومية من حق أي مواطن أن يعترض عليها أو أن لا يتفهمها، ومن حق المواطنين أن يختلفوا في حكمهم عليها، هذا حق مكفول لا يمكن المس به في أي حال من الأحوال”.
وتابع رفيقي موضحا: “ولكن أن تختلف مع القرار الحكومي شيء وأن تمتثل له أمر آخر، الامتثال للقرارات الحكومية وقرارات السلطة، خصوصا ونحن في حالة طوارئ، هو أمر لازم لا يمكن التساهل فيه في أية حالة من الأحوال، والتساهل فيه، هو تكريس لمنطق السيبة، ولأن يفعل من شاء ما يشاء، وهذا يؤثر على السلم الاجتماعي الذي يجب أن نحرص عليه جميعا”.
وأضاف المفكر الإسلامي معلقا على تروايح الحظر الليلي منتقدا: “خروج هؤلاء الناس للاحتجاج ليلا أو الصلاة رغما عن السلطة، هو نوع من الفوضى، التي لا ينبغي ولا يمكن التساهل معها، بأي وجه كان، كما أن التعبير عن الاختلاف لا ينبغي أن يشمل التحريض على التمرد، لأن التحريض عليه هو بمثابة المشاركة فيه، التحريض على التمرد على القانون أو الدعوة إلى انتهاكه، كل هذه أمور تشجع على الفوضى وعلى عدم الانضباط، وهي أمور غير مقبولة لا قانونا ولا دينا”.
وردا على إدعاء أن للمصلين حرمة، رغم خرقهم القانون، أجاب المختص في العلوم الشرعية: “من خرج ليصلي رغما عن القانون، ويقدم على ذلك في مكان عام، في وقت يمنع فيه، هذا لا حرمة لصلاته، لأن الصلاة التي لها حرمة، هي التي تكون بشروطها، ولا يكون فيها أي تعريض للأذى ولا مخالفة للقوانين، وتكون في مكانها الطبيعي، أو في زمان ومكان لا مشكلة فيهما، ولا تعرض أحدا للأذى، أما أداء الصلاة قهرا ورغما عن السلطة، فهذا من شأنه توثير المجتمع، وخلق عدد من الاحتكاكات بين السلطة والمواطنين نحن في غنى عنها، في ظل ظرف نحن في أمس الحاجة إلى التعاون لمحاربة الوباء”.