• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
السبت 28 ديسمبر 2019 على الساعة 23:59

دوش ساخن ومواد نظافة وملابس جديدة.. خدمات صحية في عربة متنقلة لحفظ كرامة المشردين في كازا (صور)

دوش ساخن ومواد نظافة وملابس جديدة.. خدمات صحية في عربة متنقلة لحفظ كرامة المشردين في كازا (صور)

في ليلة باردة من ليالي شتاء مدينة الدار البيضاء الكبرى، تركن شاحنة غير مألوفة في شارع صغير بإضاءة خافتة وتتوافد على المكان وجوه يبدو من ملامحها الشاحبة أنها قضت ليالي طوالا دون مأوى.

فتاة وشباب ورجال وأطفال بملابس رثة يقفون في انتظام غير مألوف ينتظرون دورهم لأخذ دوش ساخن اشتاقوا إليه لمدة طويلة.

استحمام ومواد نظافة وملابس جديدة

هند العايدي، رئيسة ومؤسسة جمعية “جود”، التي تقدم خدمات صحية للمشردين في المغرب، تقول ل”الجزيرة نت”، “بعد أن نتأكد من وقوف الشاحنة في مكان صحيح نبدأ رحلة الألف ميل بخطوة صغيرة لانتشال أشخاص من دون مأوى من برد الشارع وبؤس الحرمان”.

تعمل الجمعية على تقديم خدمة جديدة لمشردي شوارع المدن الكبرى في المغرب في مبادرة فريدة، وتوفر لهم استحماما في شاحنة مجهزة بحمام ومواد النظافة وملابس جديدة، كما توفر لهم عددا من الأطباء لتقديم خدمات صحية.

هذه الحملة بدأت بداية دجنبر الجاري في مدينة الدار البيضاء، وتستمر طيلة فصل الشتاء، منتقلة بين مدن أخرى مثل الرباط ومراكش والجديدة.

وتهدف المبادرة كما تشرح رئيسة الجمعية، وهي تستقبل شابا بابتسامة ممزوجة بأسى واضح، إلى “حفظ كرامة المشردين ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع”، وتقول: “كلما كان هؤلاء نظيفين تمكنا من التواصل مع مشغلين من أجل الحصول على عمل يغنيهم عن السؤال”.

التأسيس

انقاذ حوالي 260 شخصا

وتوضح هند أن فكرة الجمعية بدأت عندما كلفتها أمها بإطعام مسكين في الشارع ظلت صورته وهو يتضور جوعا ويرتعش من البرد عالقة في ذهنها، وتقول إنها بادرت قبل أربع سنوات إلى تقديم حوالي 100 وجبة لمشردي الشارع وإن عدد المتطوعين فيها بدأ يزداد تدريجيا.

وتقول هند: “تقديم الطعام والغطاء والدواء لم يكن كافيا لإنقاذ المشردين من حالة البؤس التي يعيشونها فهم يحتاجون إلى أكثر من ذلك.. الجمعية أنقذت حوالي 260 شخصا، وتتوقع مع مبادرة الشاحنة الحمام أن يزيد العدد”.

ياسين نواس، متطوع في الجمعية، يقول إنه بعد أن تولى تسجيل المشردين عبر نظام إلكتروني خاص ورفع بصماتهم ودون أسماءهم.

هذه العملية “تسمح بإحصاء عدد المستفيدين من العملية الذين يصل عددهم إلى حوالي الثلاثين كل ليلة، وتقدم مساعدة للبالغين منهم للحصول على أوراق ثبوتية تعيد لهم الأمل في الحصول على عمل”، يوضح ياسين.

خدمات صحية

من يقترب من الشاحنة أكثر، يجد أمامه شاب وشابة يستقبلانه بالترحاب اللازم قبل الوصول إلى مكان الاغتسال بينما يتكفل شاب ثالث بحلاقة الشعر والذقن، ويقول عبد الستار (رجل خمسيني): ” قدر لي العيش في الشارع، ولم أتصور يوما أن يد المساعدة تمتد لي لأكون نظيفا مثل بقية الخلق”.

ورغم برودة الطقس التي تزداد مع حلكة الليل، يستمر حماس المتطوعين في تقديم الخدمات للمشردين، فترى طالبة متطوعة تمنح الطعام الساخن، ومهندسة تقلم أظافر رجل أربعيني بعد أن تنظفها بمنظف كحولي، وطبيبة تفحص آخر وتقدم له دواء.

وتقول الدكتورة صوفيا عثماني، بعد أن تنتهي من شرح وصفة دواء لأحدهم: “يوجد بين المتطوعين طبيبات وأطباء ويقومون بدور مهم في تقديم المساعدة لهؤلاء وتوعيتهم بعدم تناول بعض المواد الضارة”.

وتضيف، في حديث ل”الجزيرة نت”، “نقدم المساعدة قدر الإمكان وبسبب البرد غالبا ما نجد بينهم مرضى بالسعال أو الزكام وآخرون بجروح متفاوتة، ونوجه بعض الحالات إلى المستشفى للعلاج البدني أو النفسي”.