• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الثلاثاء 29 يناير 2013 على الساعة 10:46

دموع الطاوسي

دموع الطاوسي لمختار لغزيوي [email protected]
لمختار لغزيوي [email protected]

دموع الطاوسي كان يمكنها أن تكون أكثر تأثيرا لو أحس المغاربة أن المنتخب ومعه مدربه قد أديا فعلا ما وجب عليهما تأديته في الكأس الإفريقية، لكن هذه الدموع بدت ناقصة من جهة ما لا نعلمها بالتحديد. هل هي دموع تمثيل بسبب رؤيتنا لتفاعل الطاوسي مع الشاشة العملاقة الموضوعة في الملاعب التي خاض فيها منتخبنا مبارياته الإفريقية؟ أم تراها دموع الندم الحقيقية على اختيارات لم تكن كلها صائبة ووضعتنا في موقع لا نحسد عليه ونحن نقصى من الكأس القارية على يد دولة لم يسمع بها أحد قبل أن نهديها نحن هذا الشرف التاريخي؟ أم تراها بكل بساطة دموع الرغبة في البقاء على رأس النخبة مهما كان الثمن؟
نعترف أن الثمن الذي دفعه الطاوسي قبل وخلال هاته الكأس كان ثمنا غاليا. الرجل قبل على نفسه المرة الأولى أن يلعب مباراة قمار ضد الموزمبيق “يلا ربحتي غادي تبقا مدرب ما ربحتيش الله يهنيك”، ثم قبل أن يذهب وفق عقد جد ناقص إلى كأس إفريقيا ووعد المغاربة بالتأهل إلى الدور الثاني، ولم يكن الوعد أمرا جللا، بل كان الحد الأدنى المفروض الإتيان به من هناك، خصوصا وبعد أن رأينا القرعة وعرفنا أنها كانت رحيمة بنا، قبل أن نتأكد من الأمر ونحن نرى هزالة مستوى الفرق الثلاثة التي كانت معنا في المجموعة.
بعبارة أخرى كل الشروط كانت متوفرة هذه السنة للذهاب أبعد الممكن في الكأس الفارية، والطاوسي _وبسبب اختيارات فنية لا نعرف إن كانت مفروضة عليه أم هو تبناها_ أفسد كل شيء، و”ريب الحفلة” بدارجة المغاربة، خصوصا حين خانته الشجاعة الضروري توفرها في مثل هاته اللحظات لمدرب يتولى تسيير شؤون المنتخب المغربي، وفضل الرهان على عناصر كان واضحا أن ليس لديها ما تقدمه عوض أن يراهن على عناصر كانت تشع من أعينها نظرات الرغبة في تقديمي شيء ما للمنتخب المغربي، وللبلد ككلز، وهدف الحافيضي في مباراتنا الثالثة ضد أصحاب الدار والضيافة كان الصفعة التي كنا نعتقد أن الطاوسي سيفهمها هو الذي أعلن في البدء أن الحافيضي لا يدخل في منظومته التكتيكية (بحال يلا عندو المنظومة التكتيكية أصلا)، لكن الطاوسي وبقدرته البارعة على التمثيل، حول الأمور لصالحه، وسجد لله شكرا بعد أن سجل الحافيضي هدفه، عوض أن يعض على أصابع الندم، ويذهب لمعانقة اللاعب على سبيل الاعتذار منه لأنه قرأ خطأ كل المسارات المتعلقة به.
نفس الأمر يقال عن عبد الرزاق حمد الله. أي معنى للعب في الدوري المحلي وتسجيل أهداف في كل مباراة إذا كان الناخب الوطني يفضل أن يصطحبك إلى جنوب إفريقيا من أجل أن تتبضع وتزور “الزو” أو حديقة الحيوان وتعود بصورك التذكارية إلى الفيسبوك، في الوقت الذي أدخل فيه لاعبا مثل الحمداوي كان واضحا أنه “ما عوالش يماركي”، وإن امتدت كأس إفريقيا إلى السنة الموالية؟
لا معنى للأمر سوى أن أياد خفية تلعب في المنتخب مثلما تشاء وترفض أن تترك للمغاربة فرصة الانتشاء بأبناء بلدهم المحليين وهم يحققون الفوز لأن المسألة “غير مربحة”.
الحكاية كلها تبدأ هنا وتنتهي هنا: فعلى امتداد ما يفوق العشر سنوات أصبح حكاية الذهاب إلى ألمانيا وهولندا وبلجيكا ودول البنيلوكس حكاية مثمرة للعديدين ممن استثمروا في العلاقة مع السماسرة المحليين والأجانب، وجعلوا المنتخب المغربي واجهة تلميع لعدد من العناصر التي لم تكن لتحلم باللعب في أي فريق كبير أوربيا لولا منحها واجهة المنتخب ويافطته لكي تقوم بالدعاية لنفسها عبرها.
ولا نريد أن نخوض فيما لا دليل مادي لدينا عليه، لكن سيكون صعبا ومن السذاجة المفرطة أن نصدق أن الأمر كله يتم “فابور”. شيء ما يجري في “الأوف” من الممكن للأيام القادمة، ولو توفرت بعض الشجاعة الضرورية “لشي ولد الناس” داخل الجامعة، أحس بالغيرة على بلده، ومل علمية الاستنزاف هاته أن نعرفه بالتفاصيل الممملة، وبالأرقام الفلكية، وبالحسابات الشخصية والجماعية وبالأسماء من فضلكم.
المنتخب بالنسبة لي ولك ولبقية الشعب هو ذلك النشيد الوطني قبل بدء المباراة، وهو العرق من أجل تسجيل هدف يتعانق من أجله الفقراء رغم أنه لا ربح لديهم في المسألة، لكن المنتخب بالنسبة لجماعة من “السمايرية والسماسرية ديال الكرة” هو حكاية أخرى، تبدأ بالمال وتنتصف بالمال وتنتهي عند المال.

لذلك لا يعقل أبدا أن تستقيم الحكاية. ستظل مائلة إلى أن نجد من يعدلها ومن يشرح لهؤلاء أننا نحزن لفريق الكرة وخساراته لأنه يمثل البلد ككل، وأننا “ما رابحين والو فهاد الفقصة سوى… الفقصة”، وأننا سئمنا أن يضحك منا الكل في كل الميادين من أكثرها جدا إلى أكثرها لعبا
لكن “على من تعاود زاربوك يا داود”؟ هذا هو السؤال.