• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 29 يونيو 2017 على الساعة 11:07

دروس بالمجان في الصحافة!

دروس بالمجان في الصحافة! رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani
رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani

 

هذه دروس بدون مقابل، وبدون مناسبة أيضا.
لا أطلب لها ثمنا غير دعوات الخير.

هي دروس للجميع، لطلاب معاهد الصحافة، ولطلاب الجامعات في كل الشعب، وللمتعلمين وللأميين، للمثقفين وللجاهلين، وللأخيار وللأشرار، وللنصابين وللمحتالين، وللعقلاء وللحمقى، وللاعبي النرد والورق ولمحترفي ألعاب الرهان.

هي أيضا دروس لطلاب كل تلك الأشياء الأخرى الثمينة، وللراغبين في الاستثمار في بيع النظريات المستعدين لدخول بورصة الكلام، ومحترفي التنافس في المناقصات وطلبات العروض وفتح الأظرفة.

هذه دروس لهواة السرعة، وعشاق الوصول قبل الوقت.

هي دروس تختزل عليهم المسافات، وتختصر عليهم الوقت، وتعفيهم من الكد والجهد، وتجعلهم نجوما وأبطالا ومناضلين وصناديد في وقت قياسي.

هي دروس بمفعول الحبة الزرقاء. تجعل العاجزين عن (وفِي) ممارسة الجنس (الصحافي طبعا) يتوهمون الفحولة (المهنية) ويعيشونها لحظات.

هي دروس للمهووسين باللعب مع الكبار، وللباحثين عن السلطة الافتراضية، ولأصحاب التعدد… في الوجوه.

هي دروس مثل دواء فعال، “دقة ببطلة”، وبدون أعراض جانبية تمنح مناعة ضد المتاعب في الضمير.

من كان منكم مهتما فلينضم بسرعة، ومن لم يحضر في وقت الدرس لا تقبل منه شكاية.

استغلوا الفرصة قبل فتوات الأوان، نحن الآن في مرحلة الفوضى، فاضربوا “الحديد ما حدو سخو”، وأكثروا الصراخ والنحيب والولولة حتى تثيروا الانتباه في بداية الطريق.

كلما صرختم كلما كانت فرصتكم في النجاح أكبر.

لا تبالوا كثيرا بقواعد المهنة، فهي قواعد لا تليق بطموحين مثلكم، اطلعوا عليها من باب الاستئناس لا غير، لكن مزقوها، وحذار أن يلعب الشيطان برؤوسكم فيوهمكم بأن الصحافة تختلف في شيء عن الحلقة.

الهرم المقلوب، ذاك الكسول الجاثم على الصدور، قاعدة متجاوزة لا يعمل بها إلا العاجزون الكسالى، فاجتنبوه، واشرعوا في كتابة مقالاتكم بما شئتم، وتوقفوا متى عن لكم، ولا يهمنكم إن فهم القارئ شيئا، فالأهم أن تشعروا أنتم بالراحة بعد كل كتابة مثل كل متقيء أفرغ ما في معدته من زوائد وشوائب.

لا داعي للانشغال بالأجناس الصحافية، فهي بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، لا فرق بين خبر ورأي وتعليق وافتتاحية وحوار وروبورتاج وتحقيق وبورتريه إلا بالشكوى.

لا تفرقوا بين الصحافة وبين السياسة، ولا بينها وبين النضال، ولا بينها وبين المعارضة، ولا بينها وبين الولاء. خذوا “شوية شوية من الحاجة” وامزجوا الخلطة جيدا وهبوا إلى الزحام. الخبر قد يكون نصا مكتوبا وقد يكون إضرابا عن الطعام.

لا تبالوا بمن سيسخر منكم، فهذه مدرسة جديدة للصحافة لن يستوعبها صغار العقول.

لا تضيعوا وقتكم مع الصغار، و”اللي بغا يطلب يقصد الدار الكبيرة”، وهناك لائحة من الأسماء الرنانة يكفي ذكرها بقليل من “التغوبيش” ليقتنع الجمهور بنبل الرسالة (من يريد اللائحة فليمر إلى الخاص).

تعلموا أن تذكروا الملك بمناسبة وبدون مناسبة، فهذا يمنحكم صورة الجرأة، وستسمعون التصفيقات وعبارات التنويه، وتتهاطل عليكم الجيمات والبارطاج.

وإذا تبين لكم أن “السوق واقف” قولوا أي كلام خطر ببالكم، فلن يلومكم أحد، ولن يعتقلكم أحد، ولو حدث لا قدر الله أن تجرأ أحدهم ولجأ إلى القضاء فصعدوا لهجتكم ضده وقولوا إنكم مهددون في حياتكم وأن الأجهزة (الإلكترومنزلية) تتربص بكم وتوصي بكم شرا.

لا تبحثوا عن منطق أو موضوعية أو حياد، بل اعزفوا على الوتر الحساس والنغمة الرائجة و”جيب أفم وقول”.

هذه طريقكم إلى البطولة، وصدقوني لن يسأل أحد عما تفعلون، ستملؤون الفضاء ضجيجا، وسيصير لكم أتباع ومعجبون وستصيرون رموزا للصحافة الحرة.

انشرها ولك الأجر فإن لم تفعل فاعلم أن…. منعك!

#مجرد_تدوينة