ملتحفة بالعلم المغربي وتاج “الرياضيات الإفريقية” فوق رأسها، هكذا ظهرت التلميذة المغربية هبة الفرشيوي في اختتام الدورة الثلاثين من الأولمبياد الإفريقية للرياضيات بكيغالي الرواندية، مشهد تداولته الصحف والمواقع الوطنية والإفريقية، غير أنه بات حجة يعاتب بها نشطاء المنصات الافتراضية تواضع تكريم ابنة بيوكرى في مسقط رأسها.
حقيقة “الصف الثاني”
بعد أيام من تتويج هبة الفرشيوي، التلميذة بثانوية “الجولان” في بيوكرى، ملكة للرياضيات الإفريقية في كيغالي، جاء موعد التكريم بمدينة بيوكرى، غير أن المبادرة التي لاقت الإشادة، طالت الانتقادات بعض تفاصيلها، حيث ألقى بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي باللائمة على الجهة المنظمة لحفل تكريم التلميذة بعدما تم وضعها في الصف الثاني.
وفي تصريح لموقع “كيفاش”، أكد مصطفى الطويل، مدير ثانوية “الجولان” بمدينة بيوكرى، حيث تدرس التلميذة هبة، أن “كل ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي لا أساس له من الصحة”.
وأوضح الطويل، أن “جلوس هبة في الصف الثاني كان باختيار منها”، لافتا إلى أن “مقعدها بالصف الأول إلى جانب والديها ظل فارغا طيلة أطوار الحفل”.
وأبرز مدير المؤسسة التعليمية، أن “التكريم تم بمبادرة من المؤسسة وجمعيات محلية ساهمت حسب إمكانياتها في الاحتفاء بالتلميذة”.
تجار البؤس
ومن جهته، كتب الصحافي والناشط على منصة “فايس بوك”، يونس دافقير، أن حقيقة صور التكريم، حسب مصادر من اشتوكة آيت باها، تؤكد أن جلوس التلميذة هبة بالصف الثاني جاء تلبية لرغبتها الشخصية حتى تكون قريبة من زميلاتها بالمؤسسة في الوقت الذي ترك كرسيها فارغا بجانب أبيها وأمها في الصف الأول.
وأشار دافقير، إلى أنه “في الصورة يظهر كرسي هبة فارغا في الصف الأول، بينما تجاهل تجار البؤس والمندبة ذلك”.
وعلى خلفية الانتقادات التي طالت قيمة الجوائز التي قدمت لهبة، قال دافقير، إن “جائزة 5000 درهم أو شيك 20 ألف درهم وألف درهم هي مجرد جوائز من بين أخرى : جائزة مديرة الاكاديمية، جمعية الآباء وجمعية دعم التمدرس بالاقليم وجائزة رئيس المجلس الجماعي لبيوكرى وغيرها من الجوائز التي فضل أصحابها عدم ذكرها”، مردفا بالدعاء: “الله يهدينا”.
تكريم “متواضع”
وكانت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقدت وضع التلميذة هبة في الصف الثاني، وهي المكرمة، فيما “استولى” عدد من “المنتخبين” وأطر ثانويتها التأهيلية “الجولان” على المقاعد الأمامية في القاعة التي احتضنت الحفل.
وانتقد رواد آخرون القيمة المالية التي منحت لـ”بطلة إفريقيا للرياضيا”، وأكدوا أنها تستحق أكثر من مبلغ 5 آلاف درهم، نظير تشريفها للمملكة المغربية على الصعيد القاري.
بطلة مغربية
وكانت التلميذة هبة الفرشيوي، ابنة مدينة “بيوكرى”، حاضرة إقليم “اشتوكة أيت بها”، حصلت على الرتبة الأولى في المسابقة القارية المذكورة، والتي عرفت مشاركة 32 دولة.
وتأهلت النابغة المغربية هبة إلى نهائيات أولمباد العالم للرياضيات المزمع إقامته في شهر يوليوز المقبل في اليابان، ممثلة للمغرب وإفريقيا.
وحقق الفريق المغربي نتائج جيدة، مكنته من التربع مرة أخرى على عرش هذه المسابقة الهامة، والتتويج بالمرتبة الأولى.
