مناوراتٌ دون نهاية وغضب لا يبرره لا العقل ولا المنطق، “نظام عدو لنفسه”، لا عبارة قد تكون أبلغ في وصف السلوك العدائي الجزائري اتجاه المغرب، الذي ذهب في كراهيته إلى حد تسييس لعبة رياضية، وبث عدائه على العلن في بطولة كروية مقتنصا فرصة إقامتها على أراضيه.
استفزاز “مفضوح”
في تصريح لموقع “كيفاش”، قال محمد نشطاوي، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي في جامعة القاضي عياض بمراكش، إن “الاستفزازات الجزائرية ضد المغرب أصبحت مكشوفة الدوافع في ظل الوضع الاجتماعي والاقتصادي المأزوم في الجزائر، ولا تعدو كونها مجرد محاولة للتشويش على الشارع والسعي الى احتواء الاحتجاجات الشعبية ومطالبها المشروعة”.
وأبرز نشطاوي، أن ” النظام العسكري الجزائري الذي تلاحقه التهم والجرائم ضد حقوق الانسان لا يجد من طريقة في علاقته بالمغرب إلا العداء وتصويره جاره على أنه العدو الذي يجب إعداد العدة له ومقاطعته في محاولة للتنفيس على ما يقوم به النظام العسكري من هدر لحقوق الشعب الجزائري سواء في دعم البوليساريو أو تهريب الأموال إلى والفساد التدبيري للبلاد”.
بناء شرعية “العسكر”
واعتبر الخبير في العلاقات الدولية، أن ” النظام الجزائري اهتدى إلى جعل الرياضة متنفسا لمواطنيه بشحنه ضد المغرب، وبناء شرعيته على ترسيخ صورة الجار كعدو وهو ما يفسر العبارات العنصرية والقدحية التي أطلقها الجمهور الجزائري على الشعب المغربي”.
وتابع المتحدث، في السياق ذاته: “ربما لو ذهب المنتخب المحلي كان سيلقى نفس مصير منتخب الأقل من 18 سنة الذي تعرض للتنكيل في ألعاب البحر الابيض المتوسط”، لافتا إلى أنه ” واهم من يعتقد أن النظام العسكري لم يرغب في مجيء المنتخب المغربي على اعتبار أنه بطل وحامل لقب النسختين الماضيتين وهو من المنتخبات التي لها حظوظ للفوز بهذه النسخة”.
تحقيق في “تسييس” الكرة
وكان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف”، قد أعلن عن فتح تحقيق في الشعارات والأحداث السياسية التي رافقت حفل افتتاح بطولة كأس إفريقيا للاعبين المحليين “شان الجزائر 2023”.
وأعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أمس الأحد (15 يناير)، في بلاغ له اطلع عليه موقع “كيفاش”، فتح تحقيق في الشعارات السياسية التي صاحبت حفل افتتاح كأس إفريقيا للاعبين المحليين “الشان 2023″، وتقييم ما إذا كان هناك مخالفة للوائحه ولوائح الاتحاد الدولي “فيفا” في تنظيم الملتقيات الدولية.
ولفت الاتحاد الإفريقي “كاف” إلى أن هذه الشعارات السياسية لا تمثله، ولا تعكس وجهات نظره كمنظمة محايدة سياسيا.
تنديد رسمي
ومن جهتها، نددت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في بلاغ سابق لها، بـ”الممارسات الدنيئة والمناورات السخيفة التي صاحبت افتتاح بطولة افريقيا للاعبين المحليين”، بداعي أن المنظمين المحليين عمدوا إلى “خرق سافر للقوانين المنظمة للتظاهرات الكروية التي تقام تحت لواء الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بعد إلقاء كلمة خارج السياق لتمرير مغالطات سياسية لا تمت باي صلة للشأن الكروي”.
