• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الجمعة 11 أبريل 2014 على الساعة 14:54

بين «فرانس 24» و«فرانس بريس»

بين «فرانس 24» و«فرانس بريس» يونس دافقير [email protected]
يونس دافقير dafkirt@yahoo.fr
يونس دافقير
[email protected]

في مباراة للملاكمة، لا يمكن للنزال أن يجمع بين ملاكم من وزن الريشة مثلا وآخر من الوزن الثقيل، وحده سوء النية في مبارزات الموت، يمكن أن يسمح بمثل هذه المواجهة غير المتكافئة، حيث يتم اتخاذ جميع الإجراءات ليكون صاحب الوزن الثقيل فائزا بالنقط وبالضربة القاضية أيضا.

لكن قناة «فرانس 24»، الممولة من طرف الخارجية الفرنسية، نظمت في برنامجها «وجها لوجه» (الخميس 10مارس) نزالا من هذا القبيل، كان الموضوع يدور حول المخزن في المغرب، وفيه تقابلت أطروحتان، واحدة تدافع عن استمرار المخزن كبنية للتحكم في الدولة والمجتمع، وثانية معاكسة تماما وهي تريد أن تدافع عن فكرة الدولة الحديثة المتشبعة بالأفق الديمقراطي.

لكن، ولسبب ما، اختارت القناة أن يكون المدافع عن الأطروحة المخزنية ملاكما من الوزن الثقيل تدرب جيدا في مدرسة حزب «النهج الديمقراطي» المعارض للحكم والحكومة والمعارضة و… أما أطروحة الدولة الحديثة فكان حظها ملاكم من وزن الريشة أو أقل، تم الإتيان به من ضواحي باريس، كان الرجل مضحكا مثيرا للقرف والاستفزاز، مهرج وسطحي بلا حدود، حتى أن كل من تابع حلقة المواجهة، وهو غير متمكن من الشأن السياسي المغربي، سينتصر لممثل «النهج الديمقراطي» ويخرج بقناعة أن المخزن العتيق سيد القرار السياسي والاقتصادي في هذا البلد.

هل هو النقص في المهنية والتقصير في الإعداد الجيد للبرنامج يأخذ بعين الاعتبار جودة الضيوف وتوازن القوى بينهم؟ أم أن للأمر علاقة بتدارك الظهور الباهت للأمير هشام على قناة «فرانس 24»، وبالتالي تفريع حلقات من البرنامج الذي استضاف الأمير، واختيار كومبارسات لإبراز نجومية خادعة لأطروحة سياسية مهزوزة؟

لست أدري، لكن روائح العدوانية من طرف «فرانس 24» تزكم الأنوف هذه الأيام، وإن كنت قادرا على الجزم بأن شقيقتها وكالة الأنباء الفرنسية صارت تخنق الأنفاس بعدما انتقلت إلى لعب دور معارضة المغرب منذ اندلاع أزمة محاولة الاستماع غير الديبلوماسية لمدير مديرية مراقبة التراب الوطني في المغرب.

لقد أصبح ذلك واضحا للعيان وبالكثير من التفاصيل والوقائع، فحين تغضب فرنسا، أو على الأقل التيار المحافظ أو المصلحي في باريس، لا يمكن لوكالة «فرانس بريس» إلا أن ترغي وتزبد وتنتفض، وليس ذلك فحسب، هي تتطوع للضرب بالوكالة، ما لا يمكن أن يقوله الساسة الفرنسيون انتقاما، تقوم به الوكالة بالتصريح الفاضح لا بالتلميح المحتشم.

وسواء في حالة «فرانس 24» أو «فرانس بريس» نتعلم هنا في المغرب ألا مهنية لديهم حين يتعلق الأمر بمصالح الدولة الفرنسية، وحروب الدولة الفرنسية، واستفزازات اللوبي الفرنسي الجزائري، نستوعب الدرس ونتجرع مرارته، ونردد مع أم كلثوم أن للصبر حدودا، ونتذكر أن في الطبقة الفرنسية من الفضائح ما يكفينا للإحتفال الجيد بمن يعتقدون أننا حديقتهم الخلفية أو عشيقتهم المنبوذة كما قال كبير حماقهم في نيويورك.