قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي، “ليس لدى المغرب عداء مع إيران، نحن نريد علاقات احترام متبادل، وألا تدعم طهران الجماعات الانفصالية المسلحة”.
واعتبر بوريطة، في حوار مع “اندبندنت عربية”، على هامش القمة العربية التي اختتمت، اليوم الأربعاء (2 نونبر)، في الجزائر، أن “هذا أمر أساسي في المغرب، والبلد ليس منفرداً في ذلك، ثمة لجنة عربية مشتركة للتصدي للتدخلات الإيرانية في الدول العربىة ونرفض هذه التدخلات”.
رفض التدخلات الخارجية
وشدد “إعلان الجزائر” الذي توج أعمال الدورة الحادية والثلاثين للقمة العربية بالجزائر، على ضرورة العمل على تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل وبكل أبعاده السياسية والاقتصادية والغذائية والطاقوية والمائية والبيئية، والمساهمة في حل وإنهاء الأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية، بما يحفظ وحدة الدول الأعضا ء وسلامة أراضيها وسيادتها على مواردها الطبيعية.
ورفض الإعلان التدخلات الخارجية بجميع أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية والتمسك بمبدأ الحلول العربية للمشاكل العربية، عبر تقوية دور جامعة الدول العربية في الوقاية من الأزمات وحلها بالطرق السلمية، والعمل على تعزيز العلاقات العربية- العربية.
تحذيرات لإيران
وكان السفير الدائم للمغرب في الأمم المتحدة، عمر هلال، حذر من أن دول المغرب العربي تواجه تهديدات خطيرة لأمنها القومي على خلفية توغل غير مسبوق في الإقليم لإيران وحزب الله التابع لها.
وهددت الرباط باتخاذ “ردّ قوي ومناسب” في حال استعمال جبهة “البوليساريو” الطائرات المسيّرة الإيرانية لتهديد سلامة وأمن أراضيها، متهمة طهران بـ”زعزعة استقرار” المنطقة.
وحذر هلال، خلال مؤتمر صحفي، عقده الخميس الماضي، بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي حول الصحراء القاضي بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء” مينورسو” عاماً إضافياً، من استخدام جبهة “البوليساريو” طائرات مسيّرة إيرانية لتهديد أمن وسلامة المغرب، مؤكداً أن المغرب “سيتصرف بقوة وستكون عواقب وخيمة على جبهة “البوليساريو”.
وأضاف هلال أن “الأمر سيترك للقوات المسلحة الملكية لتحديد كيفية الردّ”، واصفاً تزويد “البوليساريو” بتلك الطائرات بـ” الخطير جداً”.
أسلحة متطورة من إيران وحزب الله
وقال الدبلوماسي المغربي إن إيران تقوم بتسليح “البوليساريو” بأسلحة متطورة بينها طائرات مسيّرة، لافتاً إلى أن طهران و”حزب الله” اللبناني انتقلا الآن من التدريب إلى تسليح الجبهة الانفصالية، “وهو أمر خطير جداً، إذ بعدما عملا على زعزعة استقرار اليمن وسوريا والعراق يعملان الآن على زعزعة استقرار منطقتنا”.
وعرض هلال، خلال الندوة، صوراً لطائرات مسيّرة قال إن طهران سلمتها إلى جبهة “البوليساريو”، موضحا أن سعرها يتراوح بين 20 و22 ألف دولار، وأن شراء طائرة واحدة كفيل بإطعام 300 شخص في السنة في مخيمات تندوف وتقديم العلاج لـ500 شخص وتعليم 120 طفلاً.
