أشعل تصريح منسوب إلى الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري، يقول فيه إن رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، استنجد به للتصويت لفائدة البرنامج الحكومي خوفا من إسقاط الحكومة، (أشعل) حرب المُلاسنات بين عضوي المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية بلال التليدي ومصطفى بابا.
بلال التليدي، الذي لم يرقه لجوء العثماني إلى حزب الجرار لإنقاذ برنامجه الحكومي، قال، في تدوينة نشرها على حسابه على الفايس بوك: “البعض لا يريدني أن أتكلم بحجة الإضرار بمصالح الحزب، كيف لا أتكلم وأنا أسمع الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة (يبهدل) حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، ويقول إن رئيس الحكومة استنجد به من أجل المساعدة على تمرير مشروع قانون المالية في مجلس البرلمان، ويضيف بالحرف: كان كيطلب (يقصد العثماني) مني باش يدوز قانون المالية واش كظنو بأنه لو مكنتوش أقوياء غادي طلب المساعدة؟”.
وأضاف التليدي: “كيف لا أتكلم وحزبي الذي تصدر نتائج الانتخابات يتبهدل بهذا الشكل؟ لماذا اللجوء إلى حزب الأصالة والمعاصرة، والحكومة حسب مهندسيها تتمتع (بأغلبية مريحة من 240 مقعد)؟ ولماذا هذا الذل؟”.
واسترسل عضو برلمان البيجيدي: “أعرف أن الدكتور سعد الدين العثماني كعادته يريد أن يعطي الانطباع بأن له أسلوبه الخاص، وهذا من حقه، لكن اللوم ليس على تغير الأسلوب، اللوم والعتاب على مخرجات هذا الأسلوب، والذل الذي بدأنا نتجرعه بسبب أننا بمواقفنا وسلوكنا السياسي المهتز بدأنا نعطي الفرصة لأشخاص وأحزاب صنعت لأجل مناهضتنا كنا نقول إلى عهد قريب لن نعطي لها (التنبر) وكان هزمها سببا في تعديل تكتيكيات كثيرة من بينها موقعها في معاكسة الإرادة الشعبية.. خبروني رحمكم الله يا من ينتصر للسراب، أهذا هو حزبكم؟”.
مصطفى بابا، الذي “ضايقته” تدوينة التليدي، أكد أنه اتصل بالعثماني واستفسره حول صحة الخبر، قائلا: “تألمت كثيرا وأنا أقرأ تدوينة الأخ بلال التليدي يهاجم فيها الدكتور سعد الدين العثماني معتمدا على تصريح لإلياس العماري.. اتصلت بالعثماني لأستفسره وأنا متأكد بأن الخبر كاذب ولكن قلت ليطمئن قلبي”.
وأضاف بابا، في تدوينة نشرها على حسابه على موقع الفايس بوك، “للأسف لم يعد الأمر يتعلق باختلاف في التقدير أو في وجهات النظر حول هذا الموضوع أو ذاك بل الأمر تطور عند البعض لما هو أصعب وأخطر، الأخ بلال التليدي عضو في المجلس الوطني، وبلال مارس العمل الصحافي لسنوات ويعرف قواعد وأخلاق العمل الصحافي الجاد، وبلال باحث ويعرف قواعد وأخلاق البحث العلمي، وأهم شيء قبل ذلك كله أن بلال يجمعه مع الدكتور سعد الدين العثماني نفس التنظيم ويعرفه جيدا”.
ولام بابا التليدي بسبب عدم اتصاله بالعثماني واستفساره حول الموضوع، قائلا: “لماذا لم يتصل به مباشرة للتأكد من المعلومة، خصوصا أنها منشورة في جريدة كشك ومنقولة عن إلياس العماري رئيس البام، كيف اكتفى بلال بما صرح به العماري ونقلته جريدة كشك المعروفة بحقدها وموقفها من العدالة والتنمية وأصدر أحكامه القاسية ضد سعد الدين العثماني”.
وكشف عضو المجلس الوطني لحزب المصباح أن العثماني لم يوجه أي دعوة إلى العماري للتصويت للبرنامج الحكومي، موضحا: “عندما اتصلت بالدكتور سعد الدين العثماني أخبرني أنه لم يوجه أي دعوة لإلياس العماري، بل الدعوة وجهت لرؤساء الفرق البرلمانية وأن إلياس وحده قرر مرافقة رئيسي الفريقين البرلمانيين لحزبه، وقال الدكتور أنه استقبل فرق الأغلبية والمعارضة وتحدث معهم عن برمجة مناقشة البرنامج الحكومي وبعده قانون المالية الذي يعرف تأخرا، وأنه لم يستجدي أي أحد للتصويت عليه ولا يمكنه أن يفعل ذلك ولا يريده ، وإلا فلا معنى لوجود أغلبية ومعارضة”.
وختم بابا تدوينته مهاجما زميله في الحزب، بالقول: “لا يسعني إلا أن أتأسف لما وصل إليه مستوى النقاش عند البعض ونوعية الأسلحة التي أصبحت تستعمل في هذا النقاش”.
