بعد التقلبات الجوية التي عرفتها بعض مناطق المملكة، والتي أسفرت عن عزلة عدد من الدواوير بسبب الثلوج، طالب الفريق النيابي لحزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، الحكومة بالكشف، عن الإجراءات التي اتخذتها لمواجهة هذه الأوضاع التي كانت متوقعة وفقا لنشرات الأرصاد الجوية.
ووجه الفريق سؤالا كتابيا إلى رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، حول الإجراءات الاستباقية لمواجهة السُّوء الاستثنائي للأحوال الجوية بعدد من المناطق، كما طالب باستدعاء كل من وزير الداخلية ووزير التجهيز والماء، ووزير الصحة والحماية الاجتماعية إلى البرلمان، مع عقد لجان الداخلية والجماعات الترابية ولجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن، ولجنة القطاعات الاجتماعية.
وقال الحزب إن عددٌ من مناطق البلاد في جهاتٍ مختلفة، تشهد، خلال هذه الأيام، سوءً استثنائيا للأحوال الجوية، حيث يتم حاليا تسجيلُ ظواهر غير معتادة، وبأرقامٍ قياسية وتاريخية لم يتم تسجيلها منذ سنوات، بل وأحياناً منذ عقود. وتشمل التساقطات الثلجية، والأمطار الطوفانية، والفيضانات، والانخفاض الحاد في درجات الحرارة؛ والعواصف الرعدية.
وأشار التقدم والاشتراكية إلى عدداً من المناطق الجبلية خصوصاً والدواوير والجماعات، في أقاليم وارززات والحوز وميدلت وطاطا وزاكورة وتنغير والحسيمة والراشيدية وأزيلال وشيشاوة وتارودانت وبولمان وتازة وغيرها؛ تضررت على مستوياتٍ مختلفة، بل إنَّ بعض هذه المناطق باتَ منكوباً ويعيش العزلة، إلى درجة أنَّ بعض الساكنة، وبعض المنتخبين المحليين، أطلقوا نداءاتِ استغاثة من أجل النجدة والإنقاذ.
وسجل الفريق أن بعض الطرق والمسالك تم قطعها؛ كما تم تسجيل انقطاع التيار الكهربائي وشبكات الاتصالات على عدة دواوير، مع نفوق بعض الماشية، وأيضاً تم تسجيل خسائر مادية متفاوتة، وعزلة دواوير وجماعات بكاملها. وأمام هذا الوضع، وجد الآلافُ من المواطنات والمواطنين أنفسهم أمام نقص المؤونة؛ وغياب حطب التدفئة، مع مخاطر انهيار بعض المباني والمساكن.
وأشاد الفريق بالتعليمات والتوجيهات المَلَكية السامية، التي أعطاها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، إلى مؤسسة محمد الخامس للتضامن، وإلى مختلف القطاعات المعنية، وإلى القوات المسلحة الملكية، من أجل إطلاق عملية مساعدةٍ عاجلة لفائدة السكان المتضررين.
وأوضح فريق التقدم الاشتراكية أنه بالنظر إلى أنَّ مصالح الأرصاد الجوية كانت قد أنذرت بهذه الأحوال الجوية، قبل وقوعها ببضعة أيام، مع ما كان يقتضيه ذلك من مقاربةٍ استباقيةٍ، ومن تحريكٍ للجان والخلايا المكلفة باليقظة على مستوى الأقاليم؛ فإنه من الضروري مناقشة الموضوع في إطار اللجنة البرلمانية المذكورة، وبحضور الوزراء المعنيين، في إطار اختصاصاتهم، من أجل تقديم المعطيات المتصلة بمدى التحضير القبلي لمواجهة هذا الوضع، وتوضيح التدابير والإمكانيات والوسائل والخطط المعتمدة في مثل هذه الأحوال، فضلاً عن إجراءات وطرق وأدوات المعالجة البعدية لهكذا وضعية، بغاية تخفيف وطأة هذه الأخيرة على الساكنة المتضررة ومساعدتها على تجاوز هذه المحنة الطبيعية بأقل الأضرار.
