وجهت مجموعة من الجمعيات والهيآت الأمازيغية رسالة إلى رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، على خلفية الشعارات العنصرية ضد الأمازيغ التي تم رفعها خلال من قبل أنصار فريق الرجاء الرياضي، خلال المباراة التي جمعته مه فريق حسنية أكادير، يوم الأربعاء الماضي (19 أكتوبر).
وقالت الجمعيات الأمازيغية، في رسالتها التي اطلع عليها موقع “كيفاش”، إن المباراة التي جمعت بين الفريقين عرفت “ترديدا متكررا وبشكل جماعي ومنظم لشعارات ذات طابع عنصري عرقي تجاه المواطنين المغاربة”.
فرض العقوبات
وطالبت الجمعيات، الجامعة، باتخاذ الإجراءات اللازمة وفرض العقوبات التي تنص عليها قوانين الجامعة على كل جهة مسؤولة عن هذه الوقائع المرفوضة والإعلان عنها، وكذا تحديد موقف الجامعة المبدئي من “تفشي واستمرار العنصرية منذ سنوات ضد الأمازيغ في الملاعب الكروية الوطنية”.
وأشارت الرسالة إلى أن “الفريق المستهدف بشكل متكرر ومستفز بهذه الشعارات العنصرية هو ممثل سوس الكبير في البطولة الوطنية، والذي يعتز مشجعوه بالهوية الامازيغية”، منتقدة “صمت” إدارة نادي الرجاء البيضاوي عن “تكرار هذا السلوك العنصري بميدانه من طرف محسوبين على جماهيره قبل وخلال كل مباراة تجمعه بفريق حسنية أكادير”.
التساهل
واتهمت الجمعيات، مندوب الجامعة وحكم هذه المباراة ومندوبي الجامعة وحكام مباريات السنوات السابقة، بـ”التساهل مع هذه الممارسات العنصرية وعدم اتخاذهم لأي اجراء لزجر هذه الظاهرة الخطيرة”، مطالبة بفتح تحقيق حول عدم تضمن تقارير هؤلاء المندوبين وحكام مباريات الرجاء والحسنية “لأية إشارة إلى الاعتداءات والشعارات العنصرية ضد الأمازيغ وضد جمهور ممثل سوس الكبير، وفي حالة إشارة هذه التقارير إلى الهتافات العنصرية، لماذا لم تتخذ الجامعة أي إجراء تأديبي لردع هذه الظاهرة والواقفين وراءها؟”.
وسجلت الرسالة ذاتها خلو بلاغ اللجنة المركزية للتأديب المؤرخ في 21 أكتوبر الجاري، والمتعلق بالمباريات المؤجلة عن الدورة الخامسة من البطولة، “من أي حديث أو عقوبة على الهتافات العنصرية التي شهدتها هذه الدورة، والتي كان من بين ضحاياها جمهور ولاعبو فريق حسنية أكادير، في خرق صارخ لمدونة التأديب التي تعاقب في مادتها رقم 94 الممارسات العنصرية”.
حمولة شوفينية
واعتبر الجمعيات الأمازيغية أن هذه الشعارات والممارسات داخل ملعب الدارالبيضاء تحمل “حمولة شوفينية”، منبهة إلى “خطورتها وتهديدها للأمن عموما ولأمن فريق حسنية اكادير ومشجعيه وعامة المواطنين”، مشيرة إلى “الطابع السرطاني لكل مظاهر العنصرية عموما، وفي الوسط الرياضي الكروي خصوصا، وآثرها وتداعياتها الخطيرة باعتبارها من أكبر أسباب تفشي العنف وردود الفعل داخل الملاعب، وانتقالها إلى خارجها، بل وإلى الأوساط الاجتماعية والفضاءات العامة”.
وحملت الجمعيات الموقعة في الرسالة، الجامعة الملكية لكرة القدم، “مسؤولية ضمان التزام الجميع، فرقا ومشجعيهم، باحترام قوانين الجامعة وقواعد الروح الرياضية ونبذ كل مظاهر العنصرية في ملاعب كرة القدم”، داعية إياها إلى اتخاذ كل الاجراءات الكفيلة بعدم تكرار هذه الاعتداءات العنصرية ضد الأمازيغ بالملاعب المغربية.
تحقيق نزيه
وأوضحت الرسالة أن مثل هذه الممارسات العنصرية “تحمل مسا بقيم المجتمع المغربي وتلاحمه الوطني، خاصة أنها منظمة ومتكررة، وتحمل إساءة متهورة ومجانية للأمازيغ وثقافتهم وهويتهم، مما يندر بأن تطور تداعياتها بشكل خطير في المستقبل”.
وطالبت بفتح تحقيق “شامل ونزيه حول تكرار واستمرار ترديد الشعارات العنصرية ضد الأمازيغ بملعب الدار البيضاء بمناسبة كل مباراة بين الرجاء البيضاوي وحسنية اكادير خلال كل موسم كروي، وأسباب عدم اتخاذ أي إجراء أو عقاب اتجاه الفريق والجمهور المعني بها”.
وحملت الجمعية “كل جهة، متورطة بالفعل أو التواطؤ أو السكوت في حصول هذه الأفعال أو في تكرارها مستقبلا، كامل المسؤولية الأخلاقية والقانونية على تداعيات استمرار هذه الممارسات العنصرية ضد الأمازيغ”.
هتافات عنصرية
وعرفت مباراة الرجاء الرياضي وضيفه حسنية أكادير لحساب الجولة الخامسة من البطولة الوطنية هتافات عنصرية معادية لأبناء غزالة سوس من طرف بعض جماهير الفريق الأخضر.
وفي المباراة التي جمعت الفريقين المذكورين، يوم الأربعاء (19 أكتوبر)، بملعب محمد الخامس في الدار البيضاء، قام مشجعو فريق الرجاء باستقبال فريق حسنية أكادير وجماهيره بهتافات عنصرية وعرقية، مثل شعار “ريح ريح هداك الشليح”.
