وجهت مجموعة من التنسيقيات والجمعيات الأمازيغية مراسلة إلى رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، للاحتجاج على ما أسمته “أوجه القصور” في تنظيم اللقاءات الكروية وكذا في استقبال الفريق الوطني بعد عودته إلى أرض الوطن، والمتمثلة في غياب استعمال اللغة الأمازيغية الرسمية، مطالبة إياه بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية في أنشطة الجامعة.
واستهلت التنسيقيات والجمعيات الأمازيغية مراسلتها بتقديم نتقدم التهاني للقجع ولعامة الشعب المغربي عقب النتائج الباهرة التي حققها فريقنا الوطني “أسود الأطلس” خلال منافسات كأس العالم في كرة القدم بقطر، وبلوغه المربع الذهبي بوصفه أول فريق إفريقي يحقق هذا الإنجاز التاريخي.
واعتبرت المراسلة أن ما حققه منتخبنا الوطني “أدخل السعادة والبهجة على قلوب ملايين المغاربة، وساهم في تقوية الشعور الوطني. وقد عبر الشعب المغربي، خلال مباريات كأس العالم وكذا خلال الاستقبال الكبير الذي خصصه جلالة الملك للمنتخب الوطني خلال عودته إلى الرباط، عن سعادته وفخره واعتزازه بهذا الإنجاز التاريخي الذي سيبقى خالدا في الأذهان”.
وسجلت التنسيقيات والجمعيات الأمازيغية “أوجه التقصير” التي لاحظتها في تنظيم اللقاءات الكروية وكذا في استقبال الفريق الوطني بعد عودته إلى أرض الوطن، والمتمثلة في غياب استعمال اللغة الأمازيغية الرسمية.
وذكرت المراسلة بأن اللغة الأمازيغية “لغة رسمية للدولة المغربية كما ينصّ على ذلك دستور البلاد منذ 2011. وقد تبوأت هذه المنزلة العظيمة بفضل جهود جلالة الملك محمد السادس وسياسته الرشيدة التي كانت في طليعة كل المبادرات في هذا المجال، سواء على الصعيد الوطني أو المغاربي، وقد برزت العناية الملكية بالهوية واللغة الأمازيغيتين في جميع الخطب الملكية التي ألقاها جلالته في مراحل مفصلية من تاريخ المغرب”.
وأشارت المراسلة إلى إن ترسيم اللغة الأمازيغية قد تلاه إقرار القانون التنظيمي الخاص بتفعيل طابعها الرسمي، والذي صادق عليه البرلمان المغربي وصدر بالجريدة الرسمية منذ فاتح أكتوبر 2019. وينص القانون المذكور في مادته الثانية على أن الدولة “تعمل بجميع الوسائل المتاحة على تعزيز التواصل باللغة الأمازيغية وتنمية استعمالها في مختلف مجالات الحياة العامة ذات الأولوية ، باعتبارها لغة رسمية للدولة ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء.
كما ذكرت المراسلة بمضامين المواد 27 و28 من القانون التنظيمي، التي تنص على استعمال اللغة الأمازيغية، إلى جانب اللغة العربية، في كل المرافق وعلامات التشوير وفي العلامات الخاصة بمختلف وسائل النقل التي تقدم خدمات عمومية أو التابعة لمصالح عمومية.
وقالت التنسيقيات والجمعيات الأمازيغية إنه “نظرا لأن أقمصة اللاعبين في الفريق الوطني للذكور والإناث، ومختلف الفرق المغربية المتنافسة في البطولة الوطنية، تدخل ضمن رموز الدولة المغربية ومؤسساتها، وكذلك الحافلات التي تنقل اللاعبين وجميع الوسائل والأدوات المستعملة من طرف الجامعة، فإنه يتعين عليكم العمل على تفعيل هذا القانون في المؤسسة التي تشرفون عليها، لما عُرف عنكم من حنكة وتبصر واحترام للقانون، ولما تلعبه الجامعة تحت قيادتكم من أدوار طلائعية في التعريف ببلدنا في الأوساط الرياضية الدولية”.
كما دعت الجمعيات الأمازيغية، رئيس جامعة الكرة، إلى “عدم الاكتفاء، من الناحية الإعلامية، باصطحاب الصحفيين والواصفين الرياضيين باللغتين العربية والفرنسية فحسب، حيث ينصّ القانون التنظيمي المشار إليه على ضرورة استعمال اللغتين الرسميتين في وسائل الإعلام في مختلف البرامج التي تبثها القنوات المغربية الإذاعية منها التلفزية خصوصا وأن أغلب اللاعبين والأطقم المرافقة لهم يتحدثون بلغاتهم الأم الأمازيغية”.
وحملت المراسلة توقيعات حوالي عشرين جمعية أمازيغية، ويتعلق الأمر بمنظمة التجمع العالمي الأمازيغي وكونفدرالية الجمعيات الأمازيغية بشمال المغرب وكونفدرالية “تامونت ن ئفوس” بجنوب المغرب والمرصد الأمازيغي للحقوق والحريات وهيئة شباب تامسنا الأمازيغي ومنتدى توبقال للثقافة الأمازيغية وحقوق الانسان والهيئة الوطنية لمراقبة الانتاج السمعي البصري والفني جمعية أمازيغ صنهاجة الريف وجمعية ءيزوران نايت عبو وجمعية المرأة الأمازيغية تامطوط (برسالونا) وجمعية حقوق الانسان بالمغرب وجمعية الجسر للتنمية والهجرة (فرخانا الناضور) وجمعية أدرار كرسيف وجمعية أبغور للتمنية القروية وجمعية أناروز للتنمية والتواصل الثقافي تافراوت وجمعية تيليلي للثقافة والفنون وجمعية تيويزي وجمعية أزا فوروم وجمعية حوار ببلجيكا.
