أجمع المتدخلون في مائدة مستديرة حول قطاع السياحة، ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي المغربي-الإسباني، على أن التعاون بين المملكتين هو السبيل الوحيد لتجاوز مخلفات جائحة كورونا على هذا القطاع الحيوي، حسب ما أوردته جريدة “لا راثون”، في عددها لأول أمس الأربعاء (28 يونيو)، ضمن ملف تحت عنوان “المنتدى الاقتصادي الإسباني-المغربي: بناء جسر نحو المستقبل”.
وعبر إجناسيو كولادو، رئيس رابطة وكالات السفر، في المنتدى الذي أقيم يوم الثلاثاء (27 يونيو) في العاصمة مدريد، والمنظم بشراكة بين مجموعة “لا راثون” الإعلامية ومجموعة “غلوبال ميديا هولدينغ” المغربية، عن إعجابه بالمغرب، مشيرا إلى أن البلد قادر على الحفاظ على أصالته دون التخلي عن تحديث طرق عمله، سواء في الجزء البيئي أو في توزيع الثروة، إضافة إلى كون المملكة تزخر بمؤهلات تدفع السياح إلى تجربة هذه الوجهة”، وقال: “المغرب لديه إمكانات يحسد عليها”.
كأس العالم 2030
وشدد الحضور على أن المحاولة الثلاثية الطموحة لاستضافة كأس العالم لكرة القدم سنة 2030، بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، من شأنها إعطاء دفعة كبيرة للتعاون في قطاع السياحة.
وفي هذا السياق قال الرئيس التنفيذي للخطوط الملكية المغربية، عبد الحميد عدو، “نحن على استعداد للتعاون أكثر في مجال نقل السياح، وهذا ليس جديد على بلدينا، رغم أننا نقوم بذلك في إطار ضيق حاليا، لكننا اليوم نحن أمام تحديات لاستضافة كأس العالم، والتي يمكن لها أن تكون رافعة مهمة لتطوير طرق العمل المشترك بيننا”.
الفكرة شاطرها راؤول غونزاليس، الرئيس التنفيذي لمجموعة فنادق بارسيلو، الذي اعتبر أن كرة القدم هي وسيلة جذب يمكن لقطاع السياحة الاستفادة منها، خصوصا بين المغرب وإسبانيا، من أجل جذب سياح جدد خاصة من أمريكا وآسيا.
تعاون تاريخي
واعتبر عماد برقاد، رئيس المجلس الإداري للشركة المغربية للهندسة السياحية، في مداخلته، أن المغرب “وجهة سياحية مضيفا”، وقال: “لدينا تحديات اليوم، ومن المهم أن نقر بأن قطاع السياحة قطاع استراتيجي بالنسبة للمغرب وإسبانيا، وانعكاسه الاقتصادي جد مهم، ولبلوغ كل هذا الهدف يجب تعزيز الجانب الصناعي للقطاع”، وأضاف: “بالفعل لقد استطعنا وضع خارطة طريق لإنجاح هذا التصور، وهي اليوم تؤتي ثمارها بالفعل، يبقى لنا أن نقوم بمجهودات مضاعفة لترويجية أكثر لوجهة المغرب وإسبانيا على الصعيد الدولي، وتعزيز التعاون بين المستثمرين بين الضفتين”.
التعاون في المجال السياحي ليس جديد على البلدين الجارين، وخير مثال تواجد مجموعة “بارسيلو”، الفاعلة في قطاع الفندقة، في المغرب منذ حوالي 20 سنة، الشيء الذي يفخر به الرئيس التنفيذي لمجموعة فنادق بارسيلو، راؤول غونزاليس، ويقول في هذا الصدد: “كان العمل إلى جانب شركائنا المحليين في المغرب جيد جدا، إنه انعكاس على ما يمكن أن نقوم به معا”. وأضاف المتحدث: “اعتبرنا دائما أن المغرب هو بوابتنا الوحيدة للتوسع في القارة الإفريقية، والدليل على ذلك أننا استثمرنا أكثر من 100 مليون أورو في السنوات الأخيرة، وسنسير على هذا النهج، لأن المغرب دولة مستقرة وآمنة وتدعم الاستثمار الأجنبي، وتحفز السياح للتوجه إليها بسبب التنوع الثقافي والطبيعي الهائل الذي تزخر به المملكة”.
وعاد الرئيس التنفيذي للخطوط الملكية المغربية، عبد الحميد عدو، ليؤكد على أن السوق الإسبانية مهمة للمغرب، على اعتبارها ثاني أهم سوق للخطوط المغربية، مشيرا إلى أن “هذا المعطى دفع المؤسسة المغربية إلى عقد شراكة مع الخطوط الجوية الأيبيرية، لاستقطاب السياح من كل المدن الإسبانية”.
عن “لاراثون” الإسبانية
