دبّت الحياة من جديد في المدارس العمومية، بعد تعليق التنسيقيات التعليمية إضراباتها التي جمدت الدراسة لأكثر من 3 أشهر، غير أن تعويض الزمن المدرسي المهدور رهان يؤرق الأسر المغربية والأطر التعليمية على حد سواء.
وبعد إضرابات أُهدر خلالها ما يتجاوز 50 يوما من الزمن المدرسي، تراهن وزارة التعليم على برنامج بيداغوجي للدعم من خلال تكييف ما تبقى من السنة الدراسية بشكل يعوض الزمن المهدور.
وفي الوقت الذي توشك فيه الدورة الأولى على الانتهاء، يبقى هاجس الوزارة استثمار مواردها لتكثيف الدعم خاصة بالنسبة للتلاميذ في المراحل الإشهادية.
رهان الدعم
نور الدين العكوري، رئيس فيدرالية جمعيات آباء وأولياء أمور التلاميذ بالمغرب، قال في تصريح لموقع “كيفاش”، إن “وزارة التربية الوطنية خرجات مذكرة لتكييف المقرر الدراسي وتعويض التلاميذ فزمن التعلم اللي ضاع ليهم”.
وأبرز عكوري، أن “التركيز اليوم هو على المواد الأساسية بالنسبة للتلاميذ في السنوات الإشهادية “، لافتا إلى أن خارطة الطريق التي وضعتها الوزارة واضحة ويجب التقيد بها خاصة وأن “المدة الزمنية المتبقية في السنة الدراسية قليلة “.
وشدد الجمعوي، على أنه “كاين عمل مكثف لاستدراك الزمن المدرسي المهدور سواء عبر الدعم خلال الفترة المسائية أو استغلال أيام عطلة نهاية الأسبوع”، مؤكدا: “ما عندناش اختيار حنا أمام السنة الدراسية ما بقاش فيها بزاف”.
خطة بنموسى
وكانت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة قد أنهت إلى علم التلميذات والتلاميذ وأسرهم وعموم المواطنين، أنها قد عملت على بلورة خطة وطنية متكاملة من أجل تدبير الزمن المدرسي والتنظيم التربوي للتعلمات بالنسبة للتلميذات والتلاميذ بجميع الأسلاك الدراسية.
وأوضحت الوزارة، في بلاغ سابق لها، أن هذه الخطة التنظيمية ترتكز على عدد من التدابير والإجراءات، منها تمديد السنة الدراسية بأسبوع إضافي بالنسبة للأسلاك الثلاثة، وكذا تمكين المتعلمات والمتعلمين بالمستويات الإشهادية من غلاف زمني يتيح لهم إكمال البرامج الدراسية للمواد الإشهادية في ظروف بيداغوجية وديداكتيكية ملائمة، مع التركيز في البرنامج الدراسي على التعلمات الأساس بالمستوى الدراسي الحالي، واللازمة كمُدخلات أساس خلال المستوى الدراسي الموالي.
كما ترتكز الخطة التنظيمية على تعزيز آليات الدعم التربوي من أجل مساعدة التلميذات والتلاميذ على تثبيت مكتسباتهم، واعتماد المرونة في برمجة مواعيد الامتحانات الإشهادية، إلى جانب تأجيل موعد إجراء الامتحانات الموحدة الوطنية والجهوية والإقليمية بأسبوع، وانطلاق الامتحان الوطني لنيل شهادة البكالوريا يوم 10 يونيو 2024 بدل 03 يونيو 2024.
وأضاف البلاغ ذاته أنه من أجل ضمان إنجاح هذه التدابير، سيتم تعزيز التنسيق مع جميع الفاعلين والشركاء، مع العمل على ملاءمة أنظمة التدبير المعلومياتي للامتحانات، ومراعاة الخصوصيات المجالية لكل مؤسسة تعليمية، واتخاذ كافة الإجراءات الضرورية، الإدارية والتربوية والمالية، جهويا وإقليميا ومحليا، بما فيها الخطط المحلية المفصلة للتنزيل الميداني.
