تباينت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي حول قضية الصحافي توفيق بوعشرين، بين من اعتبر أن الأمر يتعلق بتصفيات حسابات مع صحافي بسبب مقالاته، وبين من رأى أن الأمر عادي، وأن النيابة العامة تقوم بواجبها في التحري والبحث حول شكايات توصلت بها.
ومنذ اعتقال مدير نشر جريدة “أخبار اليوم” من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، مساء الجمعة الماضي (23 فبراير)، أطلق نشطاء وصحافيين هاشتاغ “الصحافة ليست جريمة” تعبيرا منهم عن تضامنهم مع توفيق بوعشرين.
الإدريسي: الاعتقال بطريقة هتشكوكية
وتعالت الأصوات المنددة بطريقة اعتقال بوعشرين، وتخصيص فرقة أمنية لاقتياده إلى مقر الفرقة. ومن بين هؤلاء المحامي عبد الصمد الإدريسي، عضو هيأة المحامين في مكناس، وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، الذي قال إنه “بغض النظر عن الموضوع، فإن الأسلوب يعود إلى سنوات خلت”.
وأضاف، في تدوينة ثانية على حسابه على فايس بوك، مباشرة بعد صدور البلاغ الأول للوكيل العام للملك، “عاشت سرية البحث… شكايات المواطنين يمكن أن تقودك إلى البحث من طرف الفرقة الوطنية وإلى الاعتقال بطريقة هتشكوكية”، مردفا: “أسفي على مقتضيات المسطرة الجنائية.. أسفي على ضمانات الحقوق والحريات”.
ماء العينين: صحفي بقلم جريء
البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، أمينة ماء العينين، اعتبرت، في تدوينة على حسابها على الفايس بوك، أن “توقيف توفيق بوعشرين باقتحام مقر جريدته وإصدار بلاغ غامض حول الأسباب يكرس مسار التراجعات الذي يعيشه المغرب سياسيا وحقوقيا”.
وأضافت أن: “توفيق بوعشرين صحفي بقلم جريء عانى من تضييقات وأحكام قضائية بسبب ممارسته الصحفية المزعجة لأطراف متعددة”، وتابعت “الصحافة لست جريمة ولن تكون كذلك، لأن مسارات التغيير الايجابي في كل المجتمعات الإنسانية في حاجة إليها”.
حامي الدين: لن نصدق
من جهته كتب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، عبد العلي حامي الدين، على حسابه على الفايس بوك، رسالة مفتوحة إلى الصحافي بوعشرين، استهلها بالقول: “صديقي بوعشرين.. أعلم أن معنوياتك مرتفعة، وهذا هو الأهم.. الباقي كله تفاصيل صغيرة لا تستحق الاهتمام وسيظهر للجميع حجم الحسابات الصغيرة في هذا البلد السعيد”.
وأضاف: “اليوم يَحتجب عمودك الشهير الذي يحرص خصومك على قراءته قبل أصدقائك، اليوم يَحتجب عمودك الثائر ليفضح مؤامرة الذين تواطؤوا على إسكات صوتك المزعج للكثيرين.. اليوم سينعمون بليلة هادئة ولن تقض مضجعهم افتتاحيتك المطروزة”.
وقال حامي الدين إن “مناقشة افتتاحيات بوعشرين في المقاهي والمقرات سيحل محلها خطاب أخلاقي منافق، يحاول أن يخدعنا بأن عيون السلطوية حريصة على حماية أخلاقنا من الضياع، وسيتطوع البعض ليشرح لنا بأن قضية بوعشرين لا علاقة لها بكتاباته ومواقفه، ولكنها معركة للدفاع عن القيم!”.
وتابع: “سنستمع إليهم، وسنمعن في الإنصات إليهم، لكن سرعان ما سنكتشف تهافت خطاباتهم وتناقضاتها.. ولهذا لن نصدقهم .. لن نصدقهم .. لن نصدقهم”.
الرأي الآخر
وفي الطرف المقابل، اعتبر البعض أن “النيابة العامة والمخابرات تظل أجهزة مسخرة لحماية المواطن والدفاع عنه وليس العكس، وأن نوزع التهم ضد النيابة العامة أو ضد المخابرات بفبركة الملف ليس من الحكمة في شيء! خاصة أن النيابة العامة خرجت ببلاغين تنفي فيهما صلة الاعتقال بحرية الرأي والصحافة، وبأن الأمر يتعلق بشكاوى قدمت من طرف ضحايا اعتداءات ذات طبيعة جنسية”.
ومقابل هاشتاع “الصحافة ليست جريمة”، أطلق آخرون هاشتاغ “الجريمة ليست صحافة”.
المدافعون عن هذا الطرح اعتبروا أن النيابة العامة “لا يمكن أن ترتكب خطأ فادحا باعتقال تعسفي لصحفي في حجم بوعشرين مهما كان، وبأن اعتقاله لا بد أن يكون مبني على حجج ودلائل قوية ضده، خاصة وأن مؤسسة النيابة العامة في هيئتها الجديدة كسلطة مستقلة عن وزارة العدل ستحاول إثبات استحقاقها لوضعها الجديد كخادم نزيه للعدالة”.
إقرأ أيضا: