• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 10 يونيو 2021 على الساعة 14:00

الأسطورة وعهد الانبعاث/ منين نجيبو الفلوس/ المغاربة يستاهلو حسن.. الأحرار في “العوينة الحارة” (صور وفيديوهات)

الأسطورة وعهد الانبعاث/ منين نجيبو الفلوس/ المغاربة يستاهلو حسن.. الأحرار في “العوينة الحارة” (صور وفيديوهات) 

كانت الساعة تشير إلى الخامسة إلا ربع عصرا، الوفود بدأت تتقاطر على بوابة القاعة المغطاة “العوينة الحارة” في بوركون في الدار البيضاء، شبان بقمصان بيضاء وكمامات وقفوا إلى جانب الحواجز الحديدية التي وضعت في مداخل القاعة، التي لا يمكن ولوجها إلا بعد الخضوع لاختبار فيروس كورونا.

كل شيء بدا منظما كما خطط له، من استقبال المشاركين ثم الخضوع لاختبار كورونا وبعدها تسلم “البادج” الذي يتيح الولوج إلى القاعة التي ستحتضن لقاء المحطة الختامية في الجولة الوطنية للتجمع الوطني للأحرار.

الأزرق والحمام أينما وليت وجهك 

القاعة التي توشحت بالأزرق بشكل شبه كامل، وعلت رسومات الحمام جدرانها، بدأت مقاعدها تستقبل مجموعات تلو الأخرى من الحاضرين، بشكل متقطع ومتعمد، تفاديا للاكتظاظ واحتراما للإجراءات الوقائية، في عملية تنظيمية استغرقت قرابة ساعة من الزمن.

الكل أخد موقعا له داخل القاعة التي جهزت على شاكلة الفضاءات التي تجرى فيها الحملات الانتخابية الأمريكية، منصة في الوسط تحيط بها كراسي في الجهتين اليمنى واليسرى، وكراسي أخرى في واجهة من يعتلي المنصة.

الرئيس وبوسعيد وأحرار 

بصوت واحد صدحت الحناجر بشعار “تحية نضالية تحبة شبابية”، فدخل رئيس الحزب إلى القاعة، مرفقا بمحمد بوسعيد، المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار في جهة الدار البيضاء سطات، متأبطا ذراعه الأيسر، وسارا معا بخطوات متثاقلة تحت أنظار وتصفيقات الحاضرين.

حيى الرئيس ضيوف الحزب، وأخذ مكانا له في الصف الثاني من الكراسي المخصصة للقيادات، جلس جنبا إلى جنب مع الفنانة لطيفة أحرار، ومباشرة خلف مقعد محمد بوسعيد.

وتحت تصفيقات الشبيبة وإيقاعات موسيقية تنبعث من مكبرات الصوت التي وضعت في أركان مختلفة من القاعة، حيى منشط اللقاء الحاضرين في المحطة الختامية لجولة الأحرار في الدار البيضاء أو “قلب المغرب النابض”، على حد قول منشط اللقاء، الذي استعرض محطات الحملة الوطنية للحزب من أكادير إلى مراكش ثم وجدة قبل أن تحط الرحال في العاصمة الاقتصادية.

صوت المغاربة اللي بغاو التغيير

المحطة الختامية افتتحت بتلاوة من مقرئ شنف آذان الحاضرين بآيات من سورة الضحى، قبل أن ينسحب فاسحا المجال للمنشط الذي طلب من الحضور الوقوف لأداء النشيد الوطني، امتثل الجميع للطلب، وتردد شعار “الله الوطن الملك” في جنبات القاعة.

عاد المنشط ليحتل المنصة مجددا الترحيب برئيس الحزب، قبل أن تقاطعه أصوات الشبيبة وهي تردد مرة أخرى شعار “تحية نضالية تحية شبابية”. توقف الهتاف وحيى المنشط المشاركين فاللقاء عن بعد، مشاركون من مختلف جهات المملكة ومن الجهة الـ13 (الجالية المغربية في الخارج).

تابع الحضور مقطع فيديو عرض على شاشة ضخمة توسطت القاعة. شريط يستعرض جزء من اللقاءات التي عقدها الحزب خلال جولة “100 يوم 100 مدينة”، تضمن “صوت المغاربة اللي بغاو التغيير ومغرب أفضل”، حسب قول المنشط.

الأسطورة وعهد الانبعاث 

الكلمة الافتتاحية كانت من نصيب “الأسطورة، اسم لامع في المغرب والعالم، إنها الأسطورة نوال المتوكل”، بهذه العبارات قدمها المنشط للحاضرين قبل أن يقترح عليهم مشاهدة شريط وثائقي قصير عن مسارها الرياضي الحافل.

وتحت تصفيقات الحضور، تقدمت عضو المكتب السياسي للأحرار نحو المنصة بخطوات لم تفقد الكثير من خفة وهيأة بطلة عالمية سابقة، وشرعت المتوكل في الحديث عن قصة نجاحها، وقالت: “اللي شاف قامتي ما كانش يقول غنكون بطلة ووزيرة للرياضة مرتين، ونسهر على تقيم ملفات دول تسعى إلى تنظيم الأولمبياد، مستحيل”، قبل أن تضيف بكلمات متسارعة ومتحمسة: “كنت مشاغبة ولكن كنت أؤمن أن الحلم ممكن يكون حقيقة”.


من شابة مشاغبة إلى سياسية في صفوف الأحرار مسافة بأمتار طويلة قطعتها العداءة بكثير من الإصرار والعزيمة، واستعرضت بايجاز أبرز محطاتها أمام الحاضرين، قبل أن تتحدث عن “عهد الانبعاث” الذي بدأ، حسبها، بوصول عزيز أخنوش “ذو النفس الطويل والأداء الرياضي” إلى قيادة الحزب، “وجاب معاه تصور وعندو فريق عمل قوي وعندو تصور لمغرب قوي ما فيهش الفقر والتهميش” تقول المتوكل التي هنأت أخنوش على طريقة عمله “الفريدة”.

وتوقعت البطلة العالمية السابقة أن يجتاز رئيس الأحرار سباق الانتخابات التشريعية المقبلة، وأن “يتجاوز خط الوصول ويكون رئيس الوزراء المقبل”.

منين نجيبو الفلوس؟

بعد قصة “نوال الأسطورة”، تابع الحضور شريط فيديو استعرض بعض مشاكل المغاربة التي نقلها فريق الحزب من “جولة 100 يوم 100 مدينة”. مشاكل تتنوع بين غياب المستشفيات، وارتفاع البطالة، وغياب الجامعة، وتفشي الرشوة، وغياب المشاريع… مشاكل بلكنات مختفلة، من تطوان إلى آيت ورير إلى تنغير، تلتقى في معطى واحد: “التغيير”.

عاد المنشط للحديث عن التزامات ووعود أخنوش (الحماية الاجتماعية والصحة والتعليم والشغل والإدارة) التي قال إنها قابلة للتطبيق. أسهب في التذكير بجميع الالتزمات التي قدمها الحزب، قبل أن يطرح السؤال الذي طرحه الكثيرون: منين غنجيبو الفلوس؟.

حزب الكلمة ورئيسه رجل كلمة

جواب هذا السؤال جاء على لسان وزير المالية السابق، والمنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار في جهة الدار البيضاء سطات، الذي تقدم نحو المنصة، ورافقه الشعار المعتاد: “تحية نضالية تحية شبابية”.

بكلمات حماسية استهل بوسعيد جوابه على السؤال بالقول: “فاش كيكون البرنامج مزيان ما كيكونش مشكل فمنين ايجيبو الفلوس خصوصا يلا كانت الإرادة لتحقيق هاد البرنامج وتقتنعو بيه الشركاء”.

وأضاف: “شي كيقول باللي غير كنحلمو كيفاش كيفاش غنطبقوه؟ وفين هوما الفلوس؟ وشي كيقول برنامج مزيان ولكن كيفاش غيتحقق؟، وكاين اللي كيقول هادو مجرد وعود انتخابية”، معتبرا أن كل هذه الأسئلة “مهمة ومحورية”.

وكشف بوسعيد عن كلفة الالتزامات التي أعلن عنها الحزب، موضحا: “البرنامج غيتنفد فخمس سنوات، والكلفة ديال هاد البرنامج هي 275 مليار سنتم أي بمعدل 55 مليار سنويا”، مشددا على قدرة الحزب على تنزيل هذه الالتزامات على أرض الواقع بفضل “الخبرة والتجربة والكفاءات التي يملكها الحزب والتي دبرت الدولة… الحزب قادر ينفد هاد البرنامج لأنه حزب الكلمة ورئيسه رجل كلمة”.

ما كاد الرجل يكمل كلماته حتى علت التصفيقات والشعارات، وعاد المنشط ليحتل المنصة مجددا معلق على الأرقام والمعطيات التي قدمها بوسعيد، بالقول: “الآن اطمئن قلبي لوجود التمويل، لأنه من المهم ربط الوعود بالأرقام”.

المرشح الشاب

المنشط انتقل إلى الحديث عن رهان الحزب على الشباب، وهنا اهتزت القاعة مجددا بشعار “تحية نضالية للقيادة الشبابية”، فوقف أخنوش وشرع في التصفيق وسار على منواله أغلب الحاضرين، قبل أن يتقدم إلى المنصة شاب في أواخر العشرينيات، ببذلة رسمية منمقة.

بدأ ياسين عكاشة، وهو رئيس المنظمة الجهوية للشبيبة التجمعية في جهة الدار البيضاء سطات، يسرد للحاضرين قصته “المتواضعة” في الحزب، قائلا: “هادي خمس سنين ما كنتش لقيت الفضاء الملائم اللي غيحتويني، فـ2016 فاش جا أخنوش وترأس الحزب وعطى وعد للشباب وكان أول وعد وفى بيه تأسيس الشبيبة، وفهمت أن هادا وقتنا حنا الشباب، وتم دخلت للشبيبة ودخلت الحزب وخدمت بإخلاص”.

“كان الحزب بيتي، واشتغلنا بشكل جماعي طيلة 4 سنوات، وحصلت على التزكية وأنا اليوم أحد مرشحي الحزب في دائرة بن سليمان، شكرا الرئيس والمنسق الجهوي والإقليمي”، هكذا تحدث ياسين ليقنع الحضور بأن “مشروع الأحرار تحت قيادة أخنوش ماشي غي شعارات”، قبل أن تقاطعه الأصوات التي رددت شعار “التجمع حزبنا وأخنوش رئيسنا”.

وأنهى ياسين كلمته بالتأكيد على ضرورة وضع الثقة في الشباب، قائلا: “هادي وقتنا وما غنسمحو لحتى واحد يحرمنا من خدمة وطننا”، ثم عاد أدارجه إلى مقعده بين القيادات مستقبلا تحاياهم وإشادتهم بكلمته.

نحن أحرار ووعد الحر دين عليه

عاد المنشط مجددا ليعتلي المنصة، مرحبا بشابة تجمعية “كتدخل طول وعرض فاللي كيعاير التجمع، ما عندهاش مع لغة الخشب”، هكذا قدم المنشط، نائب رئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، ياسمين لمغور، ليتعالى مجددا شعار “تحية شبابية”.

تحدثت ياسمين أمام الحاضرين عن دور الشباب وعن التحاقها بالحزب، وقالت: “أنا شابة آمنت بمشروع التجمع، واليوم حنا ما جيناش من أجل الانتخابات والأصوات، جينا باش نرجعو لسياسة معناها الحقيقي… اليوم الشباب بغى اللي يتيق فيه ماشي اللي يبع ليه العجل”.

كما ردت ياسمين على منتقدي برنامج الحزب، وقالت: “فين عمر التجمع ما لتزمش بالوعود ديالو؟ حنا أحرار ووعد الحر دين عليه… برنامجنا قوي كيشرفنا وكيشرف المغاربة… وحصيلة وزارئنا هي اللي كتدير شوية ديال الملحة للحصلية الحكومية، وهي دليل على أننا حزب كفاءة”، لتنهي كلمتها بدعوة الشباب إلى التسجيل والتصويت والمشاركة في الانتخابات المقبلة.

أحد صقور الحزب 

غادرت ياسمين المنصة، ليرحب المنشط بـ”أحد صقور الحزب”، و”السياسي اللامع المخضرم واللي عارف أش كيقول”، و”أحد ركائز الحزب” إنه، يقول المنشط، رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي للحزب.

وتحت تصفيقات أخنوش والحضور وشعارات الشبيبة، اعتلى العلمي المنصة وشرع في الحديت عن مساره داخل الحزب، من منسق إقليمي إلى  وزير، قبل أن يقول بلغة الواثق: “اليوم التجمع أقوى مما تتوقعون، بوسعيد ما غلباتوش أزمة الميزانية، وأخنوش ماغلبوش الجفاف وكوفيد ومولاي حفيط وفتاح العلوي…  واش واحد كيشطح فأكادير غيغلبنا؟”.


ولم يخفي العلمي تفاؤله بشأن الانتخابات المقبلة، معلنا أمام الحضور: “واحد سولني واش من 37 مقعد غتوصلو لـ60؟ قلت ليه لا حنا غنديرو 100 ماشي 60، من 37 غنديرو 100″، ليسترسل: “حنا كنشتغلو داخل منظومة ما بقاتش عندنا الشخصنة، كان ديما الصراع فالمكتب السياسي والمدابزة على الخوا الخاوي ودابا السيد الرئيس بحكمته، والهبال ديالنا، قدر يدير انسجام بين مكونات ذات توجهات مختلفة وجمعنا، ولا أعتقد أن إنسان من هاد النوع اللي نجح فالقطاع الخاص وفلاحة والحزب ما غينجحش، غادي ينجح”.

وأكد العلمي أن حزبه قادر على تحقيق الالتزامات التي قدمها خلال “الجولة الوطنية” للأحرار، قائلا: “حنا ما مفاكينش وقادين بيها… والبرنامج لا يلغي البرامج المهيلكة التي ستظل مستمر”.

وردا على الانتقادات التي طالت الحزب بعد إعلانه عن برنامجه، قال عضو المكتب السياسي للأحرار، “اللي قالو لينا كنتو فالحكومة وما درتوش هاد الشي، أنا اللي كنعرف هو أن الطائرة مسؤول عليها الربان، مسؤول على جوج دالحوايج، سلامة الركاب ونقطة الوصول، ولكن هادا كينزل ويخلي الطيارة ويمشي يشوف شكون مضارب اللور، هاد الشي اللي واقع”، في إشارة إلى رئيس الحكومة وطريقة تدبيره للتحالف الحكومي.

أنهى العلمي كلمته بعبارة: “أخنوش قائد قافلة التغير”، تم عاد إلى مقعده وتبادل التحايا والإشادة مع الجالسين إلى جواره، كمن سدد هدفا في مرمى الخصم وعاد مزهوا إلى دكة اللاعبين.

الرجل المحب لبلده ووطنه

جاء دور “الرجل المحب لبلده ووطنه”، حسب قول المنشط، ليعتلى المنصة، نهض الرئيس من مقعده، فبدأت الشعارات والتصفيقات ترتفع، ووقف الجميع، مرديدين شعار “يا عزيز يا ولد الناس”، شكر عزيز أخنوش الجميع، تم قاطعته الشعارات مجددا، قبل أن يشرع في الحديث باستفاضة عن برنامج الحزب الذي قال إنه “برنامج جا من المواطن للمواطن”.

أعاد أخنوش استعراض التزامات الحزب، مضيفا أن الحزب “اشتغل هادي خمس سنين واشتغلنا بالمعقول وما جلسناش السبت والأحد وهبطنا للمناطق اللي بعيدة، وكانت عندنا قدرة للاستماع للناس، وحولنا مطالبهم لأولويات اللي ولات هي أولوياتنا”.

وقال رئيس التجمع الوطني للأحرار: “نحن حزب أغراس أغراس والمعقول، عندنا رجال ونساء قادرين ينزلو أي مشروع بغاه سيدنا، وعندنا الإرادة، وكنتكلمو مع الناس ووجهنا ما مخبيش، وجبنا برنامج وعطينا قدامو أرقام، وهادا يعني أننا قادرين وما مخبينش، الملك حنا وراه وغنديرو اللي فجهدنا باش نجحو أي مرحلة فبلادنا”.

وهنا ارتفعت الأصوات مرددة شعار “بالعمل اللي بغيناه يكون يكون”، قبل أن يقاطعها الرئيس مستعيدا الكلمة، قائلا: “انتظارات المغاربة كثار، والمغاربة كيستهلو حكومة تمشي فتوجهات صاحب الجلالة، المغاربة بغاو الكرامة ديالهم وكيستهلو تعليم في المستوى والشغل، وبغاو التمكين… المغاربة يستهلو ما حسن، وهاد أحسن شعار للمرحلة المقبلة “تستاهل ما حسن”، معلنا بذلك شعار الحزب في المرحلة المقبلة.

وصدحت الحناجر مجددا بشعار “الحمامة طارت علات”، وعمت التصفيقات أرجاء القاعة، وغادر أخنوش المنصة، فانفض الجمع.