في قراءة لزمن 20 خطاب للعرش طيلة ما يقارب عُشريتين من حكم الملك محمد السادس، قال المحلل السياسي محمد بودن إنه يسجل “تقديم موعد خطاب العرش 2018 إلى 29 يوليوز للمرة الثانية على التوالي، بعد المفاجأة التي أحدثها تقديم موعده سنة 2017، والتفسيرات التي رافقت هذا المستجد الرمزي”.
وافترض المحلل السياسي أن هذا التغيير الزمني “يحيل من جهة على تحقيق الزمن الجديد للنتائج المرجوة، ومن جهة أخرى على تقدير محسوب للظروف المحيطة التي تتطلب ترك مساحة زمنية للتفاعل مع الخطاب ومناقشته، طالما أن الجيل الجديد للخُطب الملكية أصبح يحمل بوادر تدخلات فورية مبنية على مقاربة تتبنى واقعية متجاوبة”.
وعلى المستوى الكرونولوجي، قال محمد بودن إن العاهل المغربي وجه خطاب العرش لسنة 2016 يوم 30 يوليوز على الساعة 10:00 صباحا، أما بقية خطب ذكرى العرش، فمنذ خطاب العرش الأول للملك محمد السادس في 30 يوليوز 1999 الذي تم بثه في المساء، ظل إيقاع زمن خطب العرش مستقرا، حيث تم توجيهها في الفترة الممتدة من سنة 2000 إلى غاية سنة 2010 في لحظة الظهيرة وتحديدا الساعة 12:00.
وأضاف المتحدث أنه “بعدها تغير زمن توجيه خطاب العرش نسبيا إلى الواحدة بعد الزوال في سنوات 2012 و 2013 و2015 والثانية بعد الزوال سنة 2014 والثانية والنصف زوالا سنة 2011”.
وبحكم أن خطاب العرش يشكل لحظة سنوية لترسيخ الخيارات الكبرى للدولة، واستشراف التوجهات المستقبلية، ومشاطرة الأمة بالانشغالات العميقة، والتذكير بأسس التعاقد والالتزامات، فإن التركيز الجمعي على توقيت توجيه خطاب العرش له أهمية قصوى، وله أثر في تهييء المواطنين لتلقي مضامين أبرز خطاب ملكي في السنة.
