• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 09 يناير 2020 على الساعة 13:00

“ولد لكرية”.. المرشد الجديد لجماعة العدل والإحسان

“ولد لكرية”.. المرشد الجديد لجماعة العدل والإحسان

هل أصبح “ولد لكرية” مرشدا جديدا لجماعة العدل والإحسان؟ وهل صارت أغنية “عاش الشعب” مرجعا استرشاديا يهتدي بهديه مريدو الجماعة وناطقها الرسمي؟ وهل يمكن الحديث عن منعطف جديد في مسار هذه الحركة الدينية، وهي مرحلة أفول المنهاج العقدي لعبد السلام ياسين وبروز الفكر التنويري ل”ولد كرية”، الذي أصبح الملهم الأول للجماعة في طوندوس العالم الرقمي.

ومنشأ هذا الحديث، هو أن جميع هاشتاغات جماعة العدل والإحسان المنشورة في مواقع التواصل الاجتماعي أضحت تقتبس مفرداتها وتشتق معانيها ومراميها من منهاج يوسف محيوت الملقب بولد لكرية، فهي كلّها تصدح بشعار “عاش الشعب” وتطالب بالحرية “لأولاد الشعب” مثلما يردد ذلك بالضبط (المرجعية الدينية وآية الله العظمى) ولد لكرية في خرجاته الإعلامية المتواترة.

أكثر من ذلك، لا يجد حسن بناجح، الناطق الرسمي باسم الجماعة، أي حرج في قرصنة هاشتاغاته واستلهام تدويناته من كلام يوسف محيوت، دون اكتراث لحماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، بل إنه قام مؤخرا بتعميم مقال مذيل بتوقيع الجماعة يستعرض فيه ما اعتبرها “تمظهرات الخطاب السياسي ومستويات التأثير الاجتماعي الذي خلفته أغنية عاش الشعب داخل المنظومة السياسية المغربية”، والحال أن من كتب الحيز الأكبر من كلمات هذه الأغنية هو شخص ما فتئ يقدم نفسه بأنه “خريج سجون، وبأنه قضى زهرة عمره وراء القضبان، ليس من أجل النضال السياسي، وإنما من أجل قضايا التشرميل والحرابة وقطع الطريق وترويج المخدرات”.

ورغم أن حسن بناجح يحاول جاهدا التنصل من “تماهيه الوجداني” مع أغنية ولد لكرية ولكناوي ولزعر، إلا أن جميع منشورات الجماعة أضحت تقتبس عبارات “عاش وعاش”، وتؤثث بها كل المحتويات الرقمية التي تنشرها في دعواتها المحرضة على الاحتجاج، والتي تقول بأنها تنتصر “لأولاد الشعب”، اهتداءً واسترشادا بكلام ولد لكرية، ناسية بأن هذا الأخير كان بالأمس القريب يقطع الطريق على “أولاد الشعب”، ويسلبهم أموالهم وممتلكاتهم بحد السيف، قبل أن يتحول في غفلة منا إلى داعية ومرجعية دينية لجماعات الإسلام السياسي.

فهل أصبح ولد لكرية هو “المخلص”، بالمعنى الكهنوتي للمفردة، وذلك وفق الصورة التي تقدمها هذه الأيام شركة الإنتاج الأمريكية “نيتفليكس” في سلسلة من عشر حلقات عن المسيح المخلص الذي ظهر فجأة في الحدود الأردنية الفلسطينية، فاقتفت آثاره طوابير من المسلمين، قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية ويتبعه المسيحيون واليهود، ليظهر في الأخير بأنه مجرد لاعب “نرد” إيراني، له سوابق قضائية عديدة في قضايا النصب وجرائم الحق العام، مثله تماما مثل ولد لكرية في الصيغة والنسخة المغربية.

فمن المؤسف حقا، والمخجل في نفس الوقت، أن ينبري حسن بناجح مهاجما ” روتيني اليومي” في قنوات اليوتيوب، بدعوى أنها تمعن في البذاءة والسفاهة في القول والفعل، بينما هو، والرعيل الثاني من الجماعة، يثنون ويطرون على أغنية ولد لكرية، التي تزدري الأديان وتصدح بالكلام الساقط وتجعل ” الرويبضة” مُلهما للأجيال ومرشدا للمناضلين والمريدين. هل هي انتهازية مقنعة؟ أم أنها تحولٌ جذري في الفكر العقدي للجماعة من صاحب الإسلام أو الطوفان إلى ولد لكرية الشمكار؟

الجواب بكل بساطة، هو أن الثابت لدى جماعة العدل والإحسان هو مفهوم “الرويبضة”، أما المتغير عندها فهي أسماء وألقاب المرشد أو الأمين. فبعدما كان هذا الدور مسندا في السابق لصاحب القومة المجهضة، فقد أصبح يضطلع به حاليا (المخلص) ولد لكرية، الذي أمست كلماته تراتيل دعاء وترانيم صلاة يبتهل بها الأتباع والمريدون في منصات التواصل الاجتماعي.