• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الثلاثاء 16 يوليو 2013 على الساعة 12:55

هارب من التعديل

هارب من التعديل يونس دافقير [email protected]
يونس دافقير dafkirt@yahoo.fr
يونس دافقير
[email protected]

حتى وهو يحاول أن يظهر بصورة الخارج منتشيا بالنصر من معركة طويلة النفس مع غريمه حميد شباط، يوجد رئيس الحكومة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في وضع لا يحسد عليه، وهو وضع قد لا يستشعره عبد الإله ابن كيران إلا حين يشرع في الاستماع لشروط أصدقاء صلاح الدين مزوار لقبول لعبهم دور «الرويدة سكور» الذي سبق لمزوار أن رفضه ذات لحظة انفعال، قبل أن يعود إلى تقليب حسابات الربح والخسارة في لعبة ترفع شعارات أن «لاعداوات ثابتة ولا صداقات دائمة» وأن «الراس اللي ما يدور كدية».

وصل ابن كيران وشباط إلى خط اللارجعة بسبب رفض ابن كيران الرضوح لمطالب شباط بشأن إجراء تعديل حكومي وإعادة ترتيب أولويات البرنامج الحكومي، ومع أن شباط، بما له وما عليه، كان يمهل ابن كيران أكثر فأكثر من الوقت قبل تحويل تهديداته إلى واقع منجز، إلا أن ابن كيران المعارض لم يبد أي تنازل، ولم يقدم أي عرض لتسوية الخلاف مع حلفيه الأول في الأغلبية والحكومة، كما لو أن خروج شباط سيكون شهادة إقبار لمطلب مزعج إسمه التعديل الحكومي.

وها هو ابن كيران يعود إلى نفس ما ظل يتهرب منه، فسواء خضع لشروط شباط أو رفضها، فإن التعديل الحكومي يبدو قدره المحتوم، إنه الآن مطالب بالبحث عن حليف جديد لن يكون بعيدا عن التجمع الوطني للأحرار، وعليه بعد الاتفاق مع التجمع أن يدخل تعديلا على حكومته يستبدل بموجبه وزراء الاستقلال بالوجوه الوزارية التجمعية الجديدة… إنه باختصار شديد رجل هرب من التعديل الحكومي إلى أحضان التعديل الحكومي.

وتفيد المعطيات الأولية الواردة من المقر المركزي للتجمع الوطني للأحرار بالرباط ومن كواليس لقاءات قياداته، أن التجمعيين لن يكونوا لقمة سهلة لمن ظل يعتبرهم إلى حدود الأمس القريب تابعين لحزب الأصالة والمعاصرة، والعدالة والتنمية نفسه يعي ذلك جيدا لدرجة أنه قيد نتائج مفاوضات ابن كيران مع مزوار بتأشيرة المجلس الوطني للحزب. إن الحمام يتحول إلى صقور، والتجمع لا يريد أقل من إعادة النظر في الهيكلة الحكومية مع إعادة ترتيب أولويات البرنامج الحكومي مقابل تعويض النزيف العددي في أغلبية ابن كيران.

أليس ذلك هو ما كان يطلبه حميد شباط بعقلية الزعيم النقابي وليس الحليف السياسي؟ ما الذي يجعل ابن كيران يخضع لهذه الشروط مع التجمع الوطني للأحرار ويرفضها مع حزب الاستقلال؟ ألم يكن الأفضل لابن كيران لو جلس لمحاورة شباط والتوصل معه إلى تسوية تغنينا عن هذا المشهد الكاريكاتيري الذي يتبادل فيه أعداء الأمس عبارات الغزل اليوم؟ كم كنا سنربح من الوقت والجهد لو اعتبرنا في يناير الماضي التعديل الحكومي إجراءا عاديا يدخل في التقييم السنوي للعمل الحكومي؟ …