• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الجمعة 05 يوليو 2013 على الساعة 15:24

موقف باهت

موقف باهت يونس دافقير [email protected]

 

يونس دافقير dafkirt@yahoo.fr
يونس دافقير
[email protected]

باهتا كان البلاغ الذي أصدرته الخارجية المغربية التي يقودها الدكتور سعد الدين العثماني تجاه تطوارت الأحداث في مصر، في هذا البلاغ نقرأ فقرة يتيمة تقول إن خارجيتنا «إذ أخذت علما بالقرارات التي اتخذتها (…) المؤسسة العسكرية المصرية وخارطة الطريق التي تتضمنها، بشأن المرحلة الانتقالية، فإنها تؤكد ضرورة المحافظة على الوحدة الوطنية لهذا البلد العريق وأمن شعبه واستقراره وطمأنينته، وتحقيق تطلعاته المشروعة في ظل مبادئ الحرية والديمقراطية».
 ولانفهم من هذا البلاغ ، وبعده تصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة، ما إن كانت الديبلوماسية المغربية مع تدخل المؤسسة العسكرية لحفظ الأمن ومنع الاقتتال الداخلي المصرية ورعاية روح ثورة الخامس والعشرين من يناير، أم أنها مع بقاء مرسي رئيسا للدولة واستمرار جماعة الإخوان المسلمين في الهيمنة على بلاد النيل، ولا يحسم لنا البلاغ في توصيف دور الجيش، وما إن كان موقفه جديرا بالتحية، كما فعلت مثلا السعودية والإمارات العربية المتحدة، أم أنه انقلاب عسكري وخروج عن الشرعية يستدعي التنديد والاستهجان مثلما فعلت تركيا مثلا.

وقد كان ممكنا أن نعتبر أن البلاغ مطبوعا بإيقاع التريث إلى حين اتضاح صورة الأوضاع في مصر ومآلاتها، لكن الخروج الإعلامي لعبد الله باها، الذي يعتبر وزيرا للدولة بمنزلة الساعد الأيمن لرئيس الحكومة، يدفع إلى أخذ أبعاده بعين الاعتبار. الرجل، الذي هو أيضا نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وصف تدخل الجيش بأنه خروج عن الشرعية، حتى وإن قالها بلغة ديبلوماسية لبقة تفيد أن «أخطاء مرحلة مرسي لا تبرر الإنقلاب على الشرعية الديمقر اطية».

وفيما لم يصدر العدالة والتنمية، الذي يتولى حقيبة الديبلوماسية، ولا رئيس الحكومة، أي تعليق في الموضوع، يبدو أن عبد الله باها يعكس الوجدان العام السائد في أوساط «الحزب الحاكم» في المغرب، والذي هو امتداد لموقف حركة التوحيد والإصلاح التي انتصرت منذ بداية الأزمة لجماعة الإخوان المسلمين ورئيسها مرسي.

وهذه ثاني مرة يقع فيها حزب العدالة والتنمية في دائرة الحرج الذي يصيب بالإرباك المواقف الخارجية للمغرب، لقد حدث ذلك إبان التدخل العسكري الفرنسي في مالي، حين نقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن وزير الخارجية سعد الدين العثماني معارضته للدتخل الفرنسي قبل أن ينفي ذلك، وهو نفس الموقف الذي عبر عنه برلماني من الحزب في تجمع دولي، وبطبيعة الحال فقد كانت التوحيد والإصلاح الذراع الدعوي للحزب في مقدمة المعارضين للحرب الفرنسية على الإرهاب في مالي، وفي مقدمة منتقدي فتح الأجواء المغر بية في وجه المقاتلات الفرنسية.

هناك حاجة للتوضيح، المواقف الديبلوماسية للدول لا تقاس بميزان التقاربات الإيديولوجية والحسابات العقائدية، وحين يصبح الموقف الحزبي مربكا للموقف الديبلوماسي يصبح الحزب عبئا على مصالح الدولة والشعب، وذلك ما لانريده لحزب وطني مثل حزب العدالة والتنمية.