بزاف اللي دعموه، واعتبروه واحد من الناس اللي خدموا المواطن المغربي بإخلاص، وقدم تضحيات، وبزاف هي “المعارك” اللي كيقولو أنه واجهها في مساره المهني. “طبيب الفقراء” يستقيل. كيفاش؟
بالاستقالة، انتهت قصة الطبيب المهدي الشفعي، الأخصائي في جراحة الأطفال في المستشفى الأقليمي الحسن الأول في تيزنيت، أو “طبيب الفقراء”، كما لقبوه.
من كازا لتيزنيت
كانت بدايته المهنية بعد حصوله على شهادة الدكتوراة سنة 2009، من كلية الطب والصيدلة في الدارالبيضاء، ومنها إلى مستشفى الأطفال الهاروشي في الدار البيضاء ما بين 2010 و2016، قبل التحاقه بالمستشفى الجهوي في كلميم ما بين 2016 و2017، وقبلها حصوله على دبلوم جراحة الأطفال، ومن ثم التحاقه بمستشفى تيزنيت.
عمليات
وجاءت استقالة الشفعي بعد خروجه بعدة تصريحات كشف فيها عن ما يصفه بـ”الفساد”.
وعن بداية عمله في تيزنيت، يقول الشفعي في تصريح صحافي له: “لاحظتُ أن عدد المرضى كبير بالمقارنة مع الإمكانيات في المستشفى، فكنت أضطر للعمل من الصباح إلى العاشرة ليلا دون توقف، وأجريت 487 عملية جراحية في ظرف 10 شهور، وجميع المرضى أستقبلهم دون موعد مسبق “.
ويضيف الطبيب المستقيل أن هذا الأمر “أزعج مجموعة من الأطراف داخل المستشفى كانت مستفيدة من الوضع السابق”.
وفي كل حديث له إلى الصحافة، يقف الشفعي على عدد العمليات التي أجراها، والتي أكد أنها تجاوزت 560 عملية جراحية في ظرف لا يتجاوز 8 أشهر، بمعدل ثلاث عمليات في اليوم.
كما يقول الطبيب المستقيل في تصريح آخر إنه أجرى 487 عملية جراحية في ظرف 10 أشهر.
إزعاج
ويعتبر الشفعي أن ما قام به هو ما “أزعج مجموعة من الأطراف التي كانت مستفيدة من الوضع السابق”. ويقول في هذا الصدد إن مسؤؤلا جاء إليه وخاطبه بالقول: “أنت كتضيع معك الدولة لأن أغلب هؤلاء المرضى يتوفرون على بطاقة راميد وبالتالي لا يدفعون أي مقابل”.
وكشف الطبيب كيف أنه واجه “ضغطا من طرف لوبيات الفساد داخل وخارج المستشفى”.
وكان الطبيب وجه رسالة إلى الملك محمد السادس، “ترصد الملابسات وتبين الشطط في استعمال السلط والتصرفات التعسفية للإدارة وشهادات الزُّور أيضا”، كما يقول.
محاكم
ودخل المسار المهني للشفعي منعطفا بعد انتهى به المطاف في ردهات المحاكم، بعد اتهامه من طرف مدير مستشفى تيزنيت بـ”السب والقذف”، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
الفايس بوك
شكل موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك منصة بالنسبة إلى الشفعي حيث يتوفر على عدد من المتابعين، والتي كان يتحدث من خلالها عن ما يصفه بـ”الاختلالات” التي تطال المنظومة الصحية.
وعلق الشفعي على نص استقالته التي نشرها عبر صفحته بالقول: “بعد تداول وتفكير مطول، بعد حسرتي و استيائي، جريمتي وتفاني، سلب مني حالي”.
وأضاف أن “هذا ليس استسلاما وإنما بحث دفع وتدافع لأحداث دامت سنة كاملة”.
تضامن
وتفاعل نشطاء مع استقالته، معبرين عن تضامنهم معه، وفي هذا السياق دعا أحد المعلقين إلى القيام بوقفة تضامنية “مع الدكتور أمام المستشفى أو المحكمة”.
بينما طالبه آخرون بالعدول عن قراره. وفي هذا الصدد قالت معلقة: “نحن نرفض استقالتك يا نزيه كلنا المهدي الشفعي”.
