
فرح الباز (تـ: وراق)
في عمر السادسة عشر، وجد فؤاد نفسه مجبرا على الخروج إلى الشارع، وافتراش الأرض والتحاف السماء. انفصال والديه كان نهاية لحياة الاستقرار وبداية لـ”حياة” البؤس والتشرد في شوارع المدينة الغول.
“النعاس في الزنقة كيجيني فحال يلا ناعس في دارنا”، بهذه العبارة يصف فؤاد تشرده، الذي عاشه 18 عاما، بنهاراتها ولياليها، بحرّها وبردها، متنقلا في شوارع مدينة الدار البيضاء، قبل أن “يستقر” في شارع أولاد أولاد زيان قرب المحطة الطرقية.
نهار فؤاد يقضيه بين التسكع في المحطة وبيع السجائر بالتقسيط والتسول واستجداء المارة أحيانا، ومع حلول الليل يعود إلى زاوية اعتاد النوم فيها، يفترش قطعة كرطونية يضع عليها قطعة قماش، ويتوسد كومة من الأوراق والأثواب المكدسة داخل كيس دقيق أزرق، ويلتحف غطاء رثا باليا.
أمنية فؤاد، ذو 34 عاما، لا تختلف كثيرا عن أماني باقي “إخوانه” في التشرد، وهي العودة إلى بيت دافئ، أسريا وجويا أيضا. يقول فؤاد بصوت يعتصره الألم والحسرة، “أمنيتي نرجع البليدة في واد أمليل”.
فؤاد ومجموعة من رفاقه تم نقلهم، ليلة أول أمس الأربعاء (14 دجنبر)، من طرف السلطات المحلية من شارع أولاد زيان، إلى المركز الاجتماعي لتيط مليل.