علي أوحافي
يبدو أن المناظرة التي نظمتها القناة الثانية، اليوم الأربعاء (27 نونبر)، بين المفكر المغربي عبد اله العروي ونور الدين عيوش، رجل الإشهار والجمعوي، آلت إلى العروي فايسبوكيا، حيث لم يقتنع العديد من رواد الموقع الاجتماعي لم يقتنعوا بكلام عيوش.
وخلال هذه المناظرة اتفق الطرفان في العديد من النقط، غير أن شكل الطرح كان مختلفا، وهو الأمر الذي قال فيه العروي مخاطبا عيوش: «أنا جاي من الفوق وكنبسط العربية وانت جاي من التحت»، فرد عيوش: «وغادي نتلاقاو الوسط.. راني تعجبت ملي دخلتي فيا في الصحف».
وقال العروي إن موضع اللغة شغل باله منذ 60 سنة، حين طلب منه مترجم القرآن، بلاشير، التحضير لمحاضرة في العامية في التدريس، فخرج بنتيجة واحدة هي أن العقبة التي تجعل من كل دعوة إلى أخذ اللغة العامية هي قضية الحرف، فلا يمكن كتابتها بالحرف العربي ولا بالحرف اللاتيني.
رد عيوش كان واضحا بعد كلام العروي وقال: «أنا ما عنديش تجربة ديال ستين عام، واخا الشعر بيض، عندي تجربة في التربية، ونشأت زاكورة للقروض الصغرى ولاحظت أن العديد من الرجال والنساء أميين لا يقرؤون ولا يكتبون ففكرت في ذلك الوقت لمحاربة الأمية لهؤلاء الناس، ولاحظنا أن العديد من الأطفال أميين وأنشأت مدارس غير نظامية، وهي تجربة 450 مدرسة. في هاد المدارس قرينا 300 ساعة والأطفال لم يتعلموا إلى أن ابتدأنا تدريسهم باللغة الأم». مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هذه المبادرة لم تأتي من أي جهة، وقال: «قمت بالعديد من المبادرات، لكن ما أثار الضجة هو تواجد بعض مستشاري الملك في اللقاء، وأؤكد أن لا القصر ولا محيطه طلبوا مني القيام بهذه المبادرة».
واتفق العروي في بعض الأحيان مع الأهداف التي عبر عنها عيوش وقال: «أنا متفق معها مائة في المائة، لكن استعمال الدارجة أمر معمول به في التعليم الأولي أصلا، وإلا كان ما يقوله صحيح بأن الفصحى تدرس في ال التعليم الأولي فهذا خطأ، استعمال الدارجة للأطفال بين 3 و 6 سنوات ليس مشكلا، وراه حشومة حتى طفل عندو 10 سنوات تتكلم ليه عل المفعول المطلق». وأشار العروي إلى أن المستوى بلغة الأم سيبقي الشخص في مفاهيم محدودة، إضافة إلى أن اقتراح عيوش لا يمكن أن يطبق، إذا طبقناه جهويا فسيدفع ذلك إلى تفتت المغرب.
العروي أعطى نظرية عليمة في اللغة، وقال إن اليونيسكو خاطئة في نظرياتها في التعليم، والهدف من التركيز على اللغة الأم واللغة الشفوية هي أن تكون طبقة معينة من الناس ليست أمية ولكن مفاهيمها محدودة وتعمل ليعملوا في المعامل فقط، العروي قال إن اليونسكو أن حالة المغرب ليست كحالة بعض الدول الإفريقية».
كما كشف العروي أن خبراء المنظمات العالمية لا يعلمون أمورنا الخاصة في المغرب، وهاجم العاملين مع عيوش بالقول: «الناس اللي معاك عندهم ميولات معينة بغاو يخدمو نفسهم».
