فرح الباز
اعتبر رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، محمد بن حمو، أن تصريحات بان كي مون “لا تسعى إلى إيجاد حل بقدر ما تسعى إلى تنفيذ التزامات لجهات ما”.
وأضاف أن “هذه التصريحات جاءت لتؤكد أن زيارة بان كي تدخل في أجندة خاصة، وجاءت لخلق هذه الأزمة، رغم أن بان كي مون اختار شعارا لهذه الزيارة وهو إحياء المفاوضات بين الطرفين، إلا أن كل ما قام به هو نسف أية محاولة للعودة إلى المفاوضات”.
واعتبر بنحمو، خلال حديثه في برنامج خاص على ميد راديو، اليوم الجمعة (18 مارس)، استعمال بان كي مون لمصطلح “احتلال” بمثابة “رجة وزلزال” في ملف الصحراء، خاصة أنه مصطلح لم يسبق أن استعمل في هذه القضية، “وهو انقلاب على ما تم تحقيقه في مسلسل المفاوضات ومحاولة لإعادة الملف إلى نقطة الصفر”.
وأضاف بنحمو: “أجندة بان كي مون كانت على شكل عَقد وأن يستعمل فيه كلمة احتلال”، وما يؤكد ذلك، حسب المحلل المغربي، هو أن تصريح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بأنه ليس هناك نية لدى بان كي مون للتراجع عن هذه الكلمة.
وحسب رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية فإن زيارة بان كي مون إلى المنطقة كانت تهدف إلى إحياء البوليساريو، خاصة بعد الصعوبات الكثيرة التي عرفتها الجبهة لعقد مؤتمرها في السنة الماضية، إضافة إلى التقارير العديدة التي أثارت مجموعة من قضايا الفساد والتلاعب بالمساعدات الدولية.
وقال بنحمو إن المغرب “أمام مخطط حقيقي يستهدف نسف كل ما تحقق إلى غاية الآن، ويستهدف إخراج الجزائر والبوليساريو من المأزق الذي حشرا فيه، وهو البحث عن خل سلمي تتوافق حوله جميع الأطراف، وإبعاد كل ما يرتبط بالاستفتاء”.
واعتبر بنحمو قول بان كي مون إن الموقف الذي عبر عنه كان شخصيا بـ”الأمر الخطير”، خاصة أن الزيارة كانت رسمية باسم الأمانة العامة للأمم المتحدة، متسائلا: “كيف يعقل أن يأتي الرجل بصفة رسمية ويعطي تصريحات ذات بعد سياسي بطابع شخصي؟”، مؤكدا أن هذا الأمر “غير مقبول”.
وأكد المتحدث أنه لا يمكن اعتبار تصريحات المسؤول الأممي “انزلاقات أو زلة لسان”، بل هو “كلام لتنفيذ مخطط ما”، مشيرا إلى أنه “على الأمم المتحدة أن تساءل حول ما صرح به أمينها العام وما اعتبره تصريحا شخصيا”.
وخلص بنحمو إلى أن بان كي مون “ما كان ليجرأ على قول ما قاله ما لم تكن له مظلة”، مضيفا: “أعتقد أنه كانت هناك أطراف لعبت دورا خلف الستار سواء بإعطاء الإشارة أو بالتغاضي على ما قاله”.
ووصف المحلل ما قام به المغرب من إجراءات لرد على تصريحات بان كي مون بـ”الإيجابية جدا”، مرجحا أن هذه الإجراءات “ستدفع لا محالة نحو مزيد من التصعيد، وسنجبر على خطوات أكبر من هذه إن لم يكن هناك تراجع من قبل الأمين العام للأمم المتحدة على تصريحاته”.
واعتبر بنحمو أن هذه الإجراءات شكلت “نقطة تحول في تعامل المغرب مع قضية الصحراء، وبأن المغرب دخل مرحلة جديدة ينبغي أن يستحضر فيها مقاربة متجددة وأن يكون مستعدا لمواجهات كافة التهديدات التي قد نواجهها”.
