• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الأربعاء 27 نوفمبر 2013 على الساعة 20:10

مايسة سلامة الناجي تصل إلى “العالمية”.. مقال على “فرانس 24” يتحدث عن “حيل” و”شعبوية” الكتابة الشابة!!

مايسة سلامة الناجي تصل إلى “العالمية”.. مقال على “فرانس 24” يتحدث عن “حيل” و”شعبوية” الكتابة الشابة!!

أزيد من 200 ألف مشاهد وآلاف التعليقات.. buzz مايسة سلامة الناجي

 

كيفاش

مايسة سلامة الناجي, المثيرة للجدل بكتاباتها ومواقفها, صارت تثير فضول الأجانب أيضا.

الموقع الإلكتروني “فرانس 24” خصص مقالا طويلا يتحدث عن هذه الكاتبة الظاهرة.

قراو شنو كتبو عليها.

 

الأوساط المحافظة في المغرب “تصلي” لعيون مايسة سلامة الناجي

يتابع المغربية مايسة سلامة الناجي، خاصة على موقع “هسبريس” الإلكتروني، آلاف القراء والمعلقين. تتشارك الشابة مقالها الأخير على صفحتها على فيس بوك مصحوبا بتوضيح “ها هو ردي على “وليدات فرنسا” الذين أبكاهم رأيي حول قانون التحرش الجنسي! هذا رأيي فيهم وفي لغتهم.. وفي ثقافتهم التي يدافعون عنها، ثقافة الحرية والعري والعهر!”. ومن أبرز ما كتبته مقال “المتحرش يتعاقب والعريانة ما تعاقبش؟”، ويرجح البعض أن المقال أثر في قرار الحكومة التي سحبت قانونا ضد التحرش الجنسي، في حين يرى البعض أنه يعكس آراء المعارضة في هذا الشأن وأن اللعبة السياسية هي التي قلبت كفة الموازين. واستخدمت مايسة سلامة الناجي في حربها ضد هذا القانون حججا بالية تؤكد أن الجوع والفقر قضايا أهم من التحرش الجنسي وكأن للكرامة درجات وللحرية مستويات وللنضال في سبيلهما مراتب.

 

“تربط بين البيدوفيليا والعلمانية بشكل غريب”

 

لكن مايسة سلامة الناجي لا تتجاهل آراء معارضيها فتجيبهم بلهجة تحدي بطولية أحيانا “قولوا عني ظلامية متخلفة تروج للإرهاب.. فقد انقلبت موازين الحق والباطل في آخر الزمن، وأصبح الذي يحمل شعار المفاسد مناضلا، والذي يحمل شعار الأخلاق جاهلا”، وبسخرية حينا آخر “ويستجدون فرقة الطوارئ المتخصصة في الحريات بالأمم المتحدة لتغيثهم من جاهلة متخلفة، وقع أنها امرأة تكره جنس النساء، فقط لأنها تدعو للحياء”، وباستفزاز دائما “هيجت بمقالي عن الغطاء والحياء جعبة المغاربة الفركوفونيين.. يبدو أن وليدات فرانسيس يفضلون النساء بالمايوه والرجال المخنثين”.

 

وتتقن سلامة الناجي حيل البلاغة بمختلف أشكالها. أما الأفكار فهي تبدو من صنف التجارة الشعبوية الرائجة، التي تجتر الأفكار المسبقة وتسوقها، على غرار التعليق الذي ذكرناه أعلاه والتي تزخر بها كتاباتها، فتصير الحرية مثلا ثقافة الفرانكوفونيين ومرادفا للعري والعهر. وتحبذ سلامة اختزال تسلسلات المنطق، فتقع غالبا في مأزق التناقض والخطاب المزدوج والتعميم الزائف الخالي من الدقة فتقول إن “هناك غير محجبات مصليات وعفيفات.. وطبعا هناك محجبات يفرطن في إحدى الطاعات.. غير أن من تتعرى أمام الناس فعليها وزرها ووزر كل من رآها عارية”، فتحلل وتحرم وتحكم على الناس حسب عقائدهم، وتدعو لصياغة دستور شرعي” وتربط أخلاقهم بالدين وتتأقلم بل تشجع مجتمع التقية، حتى لا نقول مجتمع النفاق “وليس لأنك تدخنين أو لأن لديك صاحب لا يجب أن تصلي”.

 

وإن بهر محبو سلامة ببراعتها في الكتابة وظلوا سابحين في هالتها السطحية، فلم يخف عن النقاد على غرار الصحفي عبد العزيز العبدي تلاعبها باللغة ونجاحها في “تربية ملكة النقد، بمعناه العلمي الصرف” و”في لعبة تواصل تتقنها، هي لا تحذف التعليقات المسيئة لها، ولا أعتقد أنها تشجع من يمدحها، هي تكتب المقال الذي يشكل بالنسبة لها عمل تحقق به “طرف ديال الخبز” وتتوارى إلى الوراء لتقطف الجيمات والتعليقات، لا ترد على منتقديها في صفحتها الفسبوكية، بل تكتفي، حين يتجاوزن حدود اللباقة كما تقول بحذفهم…”. وبقطع النظر عن مهارات الشابة في تنشيط موقعها للتواصل الاجتماعي وفي الظهور حسب العبدي بهيئة “مضيفة الطيران بشركة الإماراتية”، يحذر صحافي موقع “كود” من اقترافها “بعض الجرائم الصغيرة، كأن تربط بين البيدوفيليا والعلمانية بشكل غريب، وهي تعرف في قرارة نفسها ان الدولة الدينية هي من شجع هذا الأمر” مؤكدا “أن كتاباتها هي أكبر سوء يصيب الدين الإسلامي في صحوته السياسية والمذهبية”.

 

85 ألف معجب بـ “غيرتها على الهوية والدين”

 

هكذا إذن من حيث الشكل والقالب فإن مايسة سلبت عقول الأوساط المحافظة والشغوفة بمسائل الهوية، تلك الأوساط التي لا مكان فيها للمساواة ولا أخلاق خارج الإسلام. ومايسة سلامة الناجي فتاة جميلة وأنيقة اللباس ولاذعة القلم، تقدم نفسها كـ”كاتبة مسلمة مغربية ـ توجه: نقد اجتماعي ثقافي بأبعاده السياسية الاقتصادية والفكرية، بمنطق وسطية الإسلام”، وتجمع صفحتها على فيس بوك أكثر من 85 ألف معجب، أي ضعف عدد محبي “حزب العدالة والتنمية” التي يقال أنها من مقربيه وأنها قد تلاقي نجاحا كبيرا إذا دخلت معترك السياسة في بلاد معروفة بتدينها. فسلامة الناجي تدافع عن الوصاية الذكورية الأبوية على المرأة وعن مواقف رائجة عند الناخبين المغربيين كما في كل المنطقة وهي مواقف قريبة من الاتجاه الإسلامي الإخواني التي تؤمن بتقدم المسلم على غير المسلم والرجل على المرأة وبحق تدخل المجموعة في الحياة الشخصية للفرد. وظهرت على فيس بوك صفحات مناوئة لها.

 

ومحبو سلامة الناجي أغلبهم من الذكور، يشيدون بسيفها المدافع عن المسلم الضحية المتروك المهمش الفقير، وعن استماتتها في الدفاع عن قيم مغدورة، وعن العفة والنقاوة، كتب عادل متقي “دقة في اختيار الكلمات وغيرة على الهوية والدين…هكذا هي مايسة سلامة الناجي، جميلة شكلا وجذابة أسلوبا” وأضاف “انتقدت، بإيعاز من ضميرها المتقد، مآل قيم أريقت من أجلها دماء نقية طاهرة لا تخشى في الله لومة لائم وحمت هذا البلد الكريم وصانته من كل رياح الغدر…. أرخت سلامة جوهرها وعقلها فأنصتت إلى كلام الأخلاق وخطاب العفة”.

 

وظهرت رغم تهجمها إلى حد استخدام لغة الانتقام “موتوا بغيظكم” التي لا تتردد في إشهارها في وجوه خصومها المفترضين، وعلى الفرانكوفونيين بالخصوص وكأنها تغذي فانتازما أن يكتب عنها هؤلاء، فإن الأصوات التي ارتفعت في مواجهتها خاطبتها على غرار عبد العزيز العبدي بلغة القرآن، محذرة من مساس سلامة بالقيم الإنسانية وبحقوق المرأة وبالفن وحتى بالإسلام نفسه وأن في كتاباتها إخلال باحترام الغير ورفض للآخر وللتعددية الثقافية ولاختلاف الآراء فكتبت عنها كذلك حنان قنون على موقع تدوين نسائي، مستشهدة بأحاديث الإمام ابن القيم، وأكدت أن “غالباً ما تنجم عنها كتابات تدخل في عداد التطرّف الفكري، والعنف ضد الإنسانية، أظنني فهمت أن فريستها الوحيدة، وعدوها اللدود، ما هو إلا ذاتها كامرأة، وفي جموع النساء تنتقم من نفسها لضحايا نجهل هويتهم” وتضيف “إذا كان مبتغى الآنسة استغلال العقول الساذجة العذراء، واستدراجها لساحات العنف والاقتتال باسم الدين، الذل باسم القوامة والفتنة باسم الدعوة، تكون للأسف من المفسدين في الأرض، لأن في تحريض البعض على البعض، وفي قتل كرامة الآخر والسعي وراء راحة الآخر، في كل هذا من الفتنة الشيء الكثير، والفتنة أشد من القتل”.

 

وحتى لا نذكر الكاتب الجزائري الراحل كاتب ياسين ومقولته الشهيرة “اللغة الفرنسية غنيمة حرب”، فلنختم بكلام المغربي الراحل عبد الكبير خطيبي “من اللازم على المغرب كأفق للفكر أن يتجه صوب الزمن المتعدد لمغرب لا ينسى، والذي لا يمكن أن يكون محاصرا، لا من طرف قانون البشر، ولا من طرف السياج الميتافيزيقي”.

 

مها بن عبد العظيم