يبدو أن عبد الإله ابن كيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة السابق، بعد إحالته على التقاعد السياسي، لم يعد يجد ما يملأ به وقته سوى اجترار أحاديث عن البوكاج والتقاعد والمقاصة وأخنوش وعصيد والمؤسسة الملكية، محاولا تسجيل أهداف في شباك فارغة بعدما انتهت المباراة وانفض الجمع من حوله.
وقد قف الكثيرون ممن تابعوا تسجيل الفيديو الذي بثه ابن كيران، أمس الأحد (3 مارس)، على حسابه على الفايس بوك، على تناقضات الرجل وكيف اكتشف فجأة أمورا كان إلى وقت قريب يغض عنها الطرف، عندما كان رئيسا للحكومة، كمدارس البعثات الأجنبية التي قال إنها لا تحترم الاتفاقيات مع المغرب.
حديث ابن كيران علقت عليه المدونة أسماء بلعربي، في تدوينة على حسابها على الفايس بوك بالقول: “السي ابن كيران علاش هاد الشي ما بانش ليك فاش كنتي رئيس حكومة؟؟ وعلاش كتهضر الآن بحال يلا أنت معارضة؟”.
وأضافت: “اللي سمع ابن كيران كيهضر على التعليم فاللايف يقول كنا كنافسو الدول الاسكندنافية فاش كان رئيس الحكومة”.
وكتب الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، عمر الشرقاوي، معلقا على ما جاء على لسان رئيس الحكومة السابق، “ابن كيران تيقول باللي مدارس البعثات الأجنبية لا تحترم الاتفاقيات مع المغرب بخصوص الدين الإسلامي واللغة العربية، علاش آ السي ابن كيران رئيس الحكومة الصنديد ما بانش ليك هاد الشي فاش كنتي الرجل الثالث فالدولة؟”.
وتابع الشرقاوي، في تدوينة على حسابه على الفايس بوك، “ونفكرك أيها الزعيم، عاقل أنه فبراير 2013 عقدت حكومتكم وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية في الرباط، اتفاقية تفرض على مدارس البعثات الأمريكية بتنسيق الأخيرة مع السلطات التعليمية المغربية، خاصة في ما يتعلق بتعليم اللغة والثقافة المغربية، وتاريخ وجغرافية المغرب بالنسبة إلى التلاميذ المغاربة”.
وتساءل: “هاديك المدارس ما عمرها نسقت ولا تحترم اتفاقية وبقيتي ساكت من 2013 إلى 2019 حتى وليتي معارض عاد بديتي تنتقد؟”.
وخلص الأستاذ الجامعي، في تدوينة ثانية، إلى أن كل ما يقوله ابن كيران دليل على أن “الرجل لم يهضم إحالته على التقاعد السياسي والاستفادة من 2350 درهم معاش يوميا”، معتبرا أن “كلام ابن كيران يعكس أن الرجل ما زال يعتقد أن إجباره على الذهاب إلى بيته ظلم لحق به، وهو اليوم يوظف كل حماسه للعودة من جديد مهما كان الثمن، لكنه ينتظر قدرا ما يقع في البلد يجعل عودته حتمية”.
