• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 05 نوفمبر 2018 على الساعة 18:00

قلق مزمن/ صدمات نفسية/ تأثير على الدماغ.. مخاطر أخبار الفايس بوك على الصحة النفسية!!

قلق مزمن/ صدمات نفسية/ تأثير على الدماغ.. مخاطر أخبار الفايس بوك على الصحة النفسية!!

يوميا نطالع ونسمع كميات هائلة من الأخبار المحزنة والمؤلمة دون أن ندرك أن لها عواقب على التوازن الصحي والنفسي والعائلي والاجتماعي للأشخاص، رغم تعودنا على التعامل معاها على أنها مجرد أخبار تهم الآخرين.

زمن مقلق
ويقول الدكتور جواد مبروكي، خبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي، “صرنا نعيش عالماً انعدمت الثقة فيه في كل شيء حتى في الديانات، لا شيء على ما يرام ولا نطَّالع إلا هذه الأخبار الحزينة والمؤلمة يوميا ومن طرف الصحافة الرسمية والمواقع الاجتماعية”.
وأضاف المحلل النفسي: “إننا نعيش في زمن مقلق جدا في كل أرجاء العالم، وفي محيط من الإرهاب والحروب والظلم والمجاعة وكثرة الإصابة بالسرطان وتلوث البيئة، إلى جانب أخطار ما نستهلكه من أغذية ومشروبات مسمَّمة بالمواد الكيماوية، وما يصيبنا من تأثيرات الأزمات الاقتصادية، وما نراه ونسمعه من حوادث الطرق في البر والبحر والجو، ثروة الأغنياء تتضخم والفقراء يزدادون فقراً بالملايين، ويزداد معهم أموات البحر (الحراﯖة) بالآلاف المؤلفة، ازدياد نسبة الانتحار وحتى داخل الحرم المكي، تفكك العائلات، النزاعات الدولية السياسية و الاقتصادية، تصاعد معدلات البطالة ونسب جرائم القتل والاغتصاب وغيرها”.

تأثيرات صحية ونفسية ومجتمعية بالجملة

وعن تأثير هذه الأخبار على الإنسان والمجتمع، يقول الدكتور المبروكي “بيولوجيا يضطرب نظام الدماغ وترتفع النسبة الدموية للكورتيزول Cortisol والأدرينالين مما يتسبب في اختلال نظام عمل كل الغدد مع عواقبها الوخيمة على صحة الإنسان وخصوصا عند الطفل والمراهق بحكم أنهما لا زالان في طور النمو والنضج”.
وتؤدي هذه الأخبار إلى القلق المزمن وفقدان الإحساس بالثقة والأمان، وكذا فقدان الثقة في الإنسان وفي الأستاذ وفي رجال الدين وفي المجتمع والحكومات، والاحساس بخيبة الأمل في تحقيق مستقبل آمنٍ كله سلم وسلام، إضافة إلى فقدان الشعور بالطمأنينة والاكتئاب الفردي والجماعي والمجتمعي، وطغيان النزعة الأنانية الحيوانية.
كما تؤدي إلى الانغماس في كل أنواع الاستهلاك المادي والجنسي على أمل وهم الوصول إلى أعلى درجات الشعور بالرضى، واللجوء لكل أنواع العنف والاستفزاز والاستغلال من أجل تلبية الغرائز الحيوانية، وركود النوازع والفضائل الإنسانية، والشعور بالإحباط التام عند الفرد وداخل العائلة والمجتمع، إضافة إلى كثرة النزاعات الفردية والمشاجرات العائلية والانقسامات المجتمعية و تفكك كل الروابط الإنسانية.

قلق مزمن

وأكد الخبير في التحليل النفسي أن الأخبار الزائفة على مواقع التواصل الاجتماعي تساهم في القلق المزمن الذي يعيشه الأفراد داخل المجتمع.
ويقول: “بما أن الإنسان يعيش في قلق مزمن ويرى المستقبل كله سواد وهو فاقد الأمل في كل شيء، فإنه على هذه الحالة يشتغل فكره تلقائيا على الابداع في التدمير وصنع الرعب في قلب المجتمع، وهكذا تُصنع أخبار مخيفة ومرعبة وتنشر وتروج على المواقع الاجتماعية ويقرؤها القارئ بدون التاكد من صحتها، لأنه يعيش مسبقا قلقا مزمنا واكتئابا اجتماعيا”.

صدمات نفسية خطيرة
واعتبر الدكتور المبروكي أن للصورة الإخبارية أو الفيديو الإخباري “أخطار كثيرة وكبيرة، لأن الصورة تُعتبر حقيقة مطلقة لدى جل من يشاهدها، ولها تأثير عالي على صحتنا النفسية، وتبقى مسجلة في ذاكرتنا إلى الأبد بخلاف ما نقرئ أو نسمع من أخبار، لأن الصورة تؤثر تلقائيا على عواطفنا وشعورنا، وبإمكانها أن تتسبب في صدمات نفسية خطيرة (غالبا القلق واضطرابات النوم) وخصوصا عند الطفل والمراهق”.

تأثيرات على توازن النظام البيولوجي لدماغ الأطفال
وعن خصوصيات الطفل والمراهق أمام هذه الأخبار، يشرح المحل النفسي بأن “الدماغ في هذه الفترة العمرية لا زال في مرحلة النمو الذي يستمر لدى البالغين إلى حدود سن الخامسة والعشرين، وبطبيعة الحال سواءً كانت هذه الأخبار صحيحة كانت أم مزيفة، وخصوصا الصور الإخبارية والفيسبوكية التي تُنقش في ذاكرتهم خاصة الأطفال والشباب اليافعين إلى الأبد، وعواقبها خطيرة على توازن النظام البيولوجي لأدمغتهم وغددهم وحتى على نموهم وفي ثقتهم في عوائلهم ومدارسهم ومجتمعاتهم”.
كل هذه المخاطر، يضيف الدكتور المبروكي، تُشوِّش على تركيز التلميذ، وتجعله في حالة قلق مفرط في بعض الأحيان، بدون أن نفهم ما هي الأسباب في ذلك. وهذا القلق المزمن يزيد في إدمانه على الفايسبوك (كثرة الصور والفيديوهات) آملا بطريقة غير شعورية أن يجد أخبارا ترفع معنوياته وتُسكن فيه الطمأنينة”.
ويذكر المحلل النفسي بأن “الطفل أو المراهق لا يملكان القدرات الذهنية الكافية للتمييز بين الصادق والزائف والصحيح والخاطئ من أخبار، وبالتالي يقع الخلط عند هذه الفئات العمرية بين الواقع والخيال ولذلك يتأثرون بسهولة بكل ما يُرى ويُسمع ويُقرأ”.