• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 24 يونيو 2013 على الساعة 12:46

في إذاعتنا سلفي!

في إذاعتنا سلفي! لمختار لغزيوي [email protected]
لمختار لغزيوي larhzioui@gmail.com
لمختار لغزيوي [email protected]

عندما يقبل رجل محسوب على التيار السلفي المتشدد بلعبة الحوار، وبلعبة الإجابة عن كل الأسئلة التي تطرحها عليها، وبلعبة الجلوس في مقعد المتهم وهو الخارج من سنوات سجن كثيرة لا يمكن أن يعرف معناها إلا من قاساها فعلا، تكون ملزما باحترام هذا الشخص، واحترام انفتاحه، وإن كنت مختلفا تماما معه في كثير من الأفكار التي يؤمن بها. ذلك كان هو الحال ونحن نستضيف رفقة زميلنا رضوان الرمضاني يوم الجمعة الفارط في برنامج “قفص الاتهام” القيادي السلفي الشهير محمد عبد الوهاب رفيقي المشهور بأبي حفص. نقول القيادي السلفي الشهير، وإن كان الرجل قد أنحى باللائمة على بعض وسائل الإعلام التي بوأته المنصب القيادي على رأس سلفية يعتبرها غير موحدة وغير متجانسة، بل ذهب في بعض لحظات الحوار إلى القول إن الاختلاف داخل هذه السلفية بين “اليمين واليسار” فيها اختلاف شاسع وكبير. ماذا قال أبو حفص في القفص حين مروره منه؟ قال للحقيقة أشياء كثيرة على قدر كبير من الأهمية أبرزها ماطرحه بخصوص ملف 16 ماي 2003، وهو الملف الذي لا ينبغي أن تمنعنا السنوات التي مضت من نسيان خطورته وفظاعته وأثره على أبرياء عديدين وأسرهم، لكنها في الوقت ذاته لا ينبغي أن تمنعنا من التأمل في اللام الخطير الذي قاله أبو حفص بخصوص وجود معتقلين على خلفية هذا الملف اتهموا بالضلوع في التفجيرات رعم أن بعضهم كان حينها يقضي عقوبة حبسية أخرى، أي أنه اتهم بالقيام بتفجيرات وقعت وهو في السجن. الأمر خطير للغاية، ووزير العدل مصطفى الرميد هو الأولى برفع هاته المظلومية إن ثبتت حقا اليوم قبل الغد، فلا معنى للانتقام لأرواح الضحايا الذين سقطوا يوم 16 ماي 2003 بخلق ضحايا جدد. من يجب أن يعاقبوا وأن يؤدوا ثمن قتل مغاربة أبرياء هم الضالعون فعلا وفقط في هاته الجرائم. لذا لا مجال هنا لأي نقاش. أبو حفص تحدث عن تجربة العمل السياسي التي يدخلها مع حزب النهضة والفضيلة، وكان واضحا أو لنقل شبه واضح _ لأنه اختار كثيرا من لغة السياسة للحديث ف برنامج يرفض لغة الخشب _ في سرد المعايير التي اعتبر أنها كانت حاسمة في قبوله هو ومجموعة من السلفيين المغاربة الدخول إلى الشرعية عبر بوابة حزب سياسي جاهز، وليس عبر بوابة الحزب الإسلامي الذي يتولى اليوم تسيير الشأن العام. لم النهضة والفضيلة وليس العدالة والتنمية؟ الجواب أشار إلى تنويع العمل الإسلامي وعدم جعله مقتصرا على العدالة والتنمية، لكن من يتابعون قليلا مايجري في الساحة الإسلامية يعرفون أن الأمر مستحيل للغاية، وأن أهل الحكومة الحاليين لن يتركوا إلا قليل مقاعد وشيئا ما من بروز للشباب السلفيين الذين يتصورون اليوم أن الوقت وقتهم، وأنهم “الموضة” السائدة في العالمين العربي والإسلامي، وأن المغرب لا يمكنه أن يفلت من هذه الصرعة مهما كان. خلال حديثه عن هاته الصرعة المسماة السلفية في عالمنا اليوم رفض أبو حفص الجمعة الفارطة التشبه بالنموذجين التونسي والمصري بالنسبة للأحزاب السلفية، واعتبر التجربة المغربية في هذا المجال فريدة وخاصة بنفسها، وهو ما نتمناه حقا، فلا حاجة لنا باستنساخ نماذج النواب السلفيين الذين قاموا لكي يؤذنوا في قبة البرلمان المصري، ولسنا مستعدين طبعا لسماع مناقشات حول إرضاع الكبير أو شرب بول البعير أو غيرها من الكوارث التي يتخصص فيها أهل السلفية في المشرق، ونأمل حقا أن تلعب الطبيعة المغربية المنفتحة والموجودة في جينات أي واحد منا على أن تقاوم هذا التشبه وأن تحل إضافة إلى مشهدنا السياسي ما أحوجه فعلا إليها. يبقى الآخرون طبعا، أولئك الذين رفضوا الدخول إلى العمل السياسي الشرعي، وقرروا الاحتفاظ بطاقية الدعاة فقط مثل الكتاني والحدوشي، وقد كان واضحا أنهم رفضوا عرض أبو حفص والنهضة والفضيلة للانضمام إليهم، وأن المراجعة التامة لموقفهم من المجتمع والدولة والأحزاب لم تتم بالكامل، وهو أمر لايمكن إلا احترامه ذالما بقيت هاته الطائفة من السلفيين قادرة على احترام بقية المغاربة، واحترام عقائدهم، واحترام اختياراتهم، ولم تحشر أنفها فيما لا يهمها أي في حريات الناس الفردية والجماعية، ولم تحاول بالقول أو الفعل فرض تصورها للحياة على الآخرين. وهنا يمكن القول إن التجربة ككل تفتح أعيننا على اختيار مغربي جديد يجب أن ينجح لكي نثبت استثناءنا، ويجب أن نعمل على تدعيمه, فكل داخل اليوم إلى الإيمان بمشتركنا الوطني يعطينا ضمانة جديدة على أنه من الممكن أن نمد يد العون جميعا إلى بلدنا، وهذه مسألة لايمكن أن تقدر بأي ثمن…