فرح بجدير (ص.م)
بعد الفيضانات التي عرفتها مناطق الجنوب الشرقي للمملكة، أطلقت الحكومة برنامجا لإعادة تأهيل المناطق المتضررة من هاته الفيضانات التي خلفت أضرارا بشرية ومادية، غير أن المختصون في المجال نبهوا إلى ضرورة إنجاز دراسات قبلية قبل التفكير في إعادة إعمار المناطق المتضررة.
وقال عادل مومن، وهو باحث متخصص في تحليل صور الأقمار الصناعية ونظم المعلومات الجغرافية، في تصريح لموقع “كيفاش” إنه قبل التفكير في إعادة إعمار المناطق المهددة بالفيضانات، لابد أولا وقبل كل شيء من إنجاز دراسات جيو تقنية، والتي تعتمد بالأساس على صور الأقمار الإصطناعية ونظم المعلومات الجغرافية، وذلك بهدف تحديد المواقع المهددة بالفيضانات خصوصا المناطق الأخيرة التي همت مناطق الجنوب الشرقي للمملكة.
وأوضح مومن، أن المغرب الآن بات يتوفر على مجموعة من صور الأقمار الاصطناعية التي تعطينا معطيات مهمة جدا لفهم كيف كانت هذه الفيضانات ومجال تحركها، وبالتالي يجب الإعتماد عليها لإنشاء خرائط تحدد مجاري الأودية التي تكون مؤقتة، لكنها تشكل خطرا لأنها تبقى فارغة لسنوات طويلة، ولكن مباشرة بعد الفيضانات تبدأ بالعمل وتقوم بجر أي شيء في طريقها من منازل، سيارات، ومنشآت أخرى.
وفي السياق نفسه، أفاد الباحث ذاته أنه كحل مقترح لتفادي الوقوع في مثل هذه الكوارث مستقبلا، وجب التفكير في إنشاء سدود تلية صغيرة في هذه المناطق، على سبيل مثال بعض المناطق بإقليم طاطا توجد فيها إشكالية الإنحدار، وبالتالي كمية قليلة من الأمطار تشكل فيضان.
مؤكدا على أن تقنية إنشاء السدود ستلعب دورين أساسيين وهما: أولا حماية هذه المناطق من الفيضانات، ثانيا توفير مخزون مائي الذي يمكن الإستعانة به في المجال الفلاحي ومجال الشرب لسنوات عديدة.