• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الأربعاء 05 يونيو 2013 على الساعة 10:42

فوسخوه راه مسحور

فوسخوه راه مسحور لمختار لغزيوي [email protected]

 

لمختار لغزيوي larhzioui@gmail.com
لمختار لغزيوي [email protected]

كنت من بين كثيرين نعتقد أن عبد الإله بنكيران يبالغ حين يتحدث عن العفاريت والتماسيح، وكنت من بين مغاربة آخرين نتلمس رؤوسنا بالأيدي كلما ظهر الرجل في خرجة إعلامية جديدة لكي ينسب كل شرور الكون إلى “التماسيح والعفاريت” التي تطارده.

أحيانا كنا نشعر أن الرجل “ماشي هو هاداك”، وفي غالب الوقت كنا نتصور أنه من غير الجدي أن نسير الشأن العام للبلد بمنطق المؤامرة هذا، وبالإحالة على كائنات خفية نورطها في كل ما تعرضنا له، ونعتقد أنه من الممكن أن نجعلها المسؤولة عن كل ما يقع لنا.

لكنني راجعت هذا الموقف فعلا بسبب صديق خبير في مجال السحر والشعوذة هذا، جالسته مؤخرا وطرح أمامي مستجدات وقعت أخيرا، وجعلني أصبح مقنعا أن بنكيران لا يبالغ وأنه فعلا مطارد من طرف العفاريت والتماسيح، بل ومن طرف الساحرات أيضا، كيف ذلك؟ الإجابة سهلة وبالمثال يتضح المقال مثلما يقول علماء النحو القدامى.

خذ لك مثالا صديقنا الطيب رجب أردوغان الذي اقترح أن يتوسط بيننا وبين الجزائر لكي نحل مشكلة الصحراء، وذلك على هامش زيارته الأخيرة للمغرب. تركيا كانت النموذج الألطف والأهدأ والأكثر قدرة على انتزاع الإعجاب من كل مكان في العالم الإسلامي وفي غير هذا العالم. انتعاش اقتصادي ملحوظ، حكومة إسلامية وجيش علماني يحمي الدولة وشعب فرحان بمسلسلاته ونجومه، يعيش الهناء ويستمتع بعدد السواح الوافدين إليه.

أهلنا في العدالة والتنمية المغربي اضطروا لطلب اللجوء والدعم لدى أهل العدالة والتنمية التركي، فكان ما كان من تقرير زيارة مساندة كبرى لرئيس حكومة هذا البلد إلى بلادنا.

هنا تدخلت التماسيح والعفاريت التي يتحدث عنها بنكيران، فأشعلت إسطنبول وأنقرة وعددا كبيرا من مدن الخلافة العثمانية سابق، ووجد صديقنا الرجل الطيب رجب الطيب نفسه موزعا بين الإتيان إلى المغرب لدعم حكومة بنكيران، وبين البقاء في تركيا بحثا عمن يدعمه هو الأول.

لننس تركيا ولنتذكر زيارة هولاند إلى بلدنا. كان بنكيران الأسعد بتلك الزيارة، وكان قلبه يطير فرحا وهو يعرف أن فرانسوا يحمل في حقيبته إلينا بالإضافة إلى رفيقته فاليري، عددا كبيرا من المشاريع الاقتصادية التي ستساند حكومة الإسلاميين في البلد، وستمنح لحظة استرخاء للوطن ككل.

عشية الزيارة خرجت عفاريت بنكيران وتماسيحه من قمقمها، واخترعت لوزير الميزانية السابق في حكومة آيرو التابع لهولاند والمسمى كاهيزاك مشكلة حسابه السري، حيث لم يجد أي وقت مناسب للاعتراف بوجوده وبأنه كذب سابقا على الفرنسيين إلا ليلة زيارة هولاند للبلد.

وقد رأينا على وجه فرانسوا حين حل ببلادنا آثار الوجوم والذهول مما لا يمكن إلا يكون أثرا لسحر سابق أو حالي من طرف التماسيح الشهيرة والعفاريت الأشهر التي يتهمها عبد الإله بأنها تتبعه أينما كان.

هناك من سيقول “إعطنا مثالا داخليا وكف عنا أمثلتك الخارجية”، طيب الأمر متوفر في السوق ولا يوجد ما هو أكثر منه. هل سبق لكم أن سمعتم أن بناية البرلمان قد اشتعلت فيها النيران دون سبب واضح منذ أن بنيت هاته البناية وإلى أن احترق “الكليماتيزور” فيها؟

أبدا، وشغل إشعال النار هذا -وهذه مسألة يعرفها كل من مر من مجال السحور هذا- هي تخصص عفريتي شهير، ولا يتعرض له إلا من كان “معمولا له عمل” مثلما يقول المصريون، وهذه مسألة لم يعد ممكنا أن نسمح بأن يشك فيها أي كان عندما يقول صديقنا عبد الإله أنه ضحية لها.

الآن ما الحل؟

هناك حلان يطرحهما أهل الاختصاص: الأول هو اللجوء لتقنية تعطيل سحر الفودو التي تقوم على وخز دمية المراد الإضرار به بالإبر كل مرة، وذلك بالبحث عن ساحر فودو كبير يكون قادرا على الأمر. أما الحل الثاني فهو محلي ويقوم على أن يصف سعد الدين العثماني وهو من أرض سوس العالمة لبنكيران، فقيها جنوبيا جيدا يكون قادرا على فك كل هاته “العكوسات” التي تلاحق الرجل منذ توليه مهامه الحكومية.

في كل الحالات، “فوسخوه راه مسحور” والعفاريت والتماسيح التي يتحدث عنها حقيقة لا يرقى إليها أي خيال. أما إذا لم ينفع مع عفاريت الرجل أي “تفوسيخ” من أي نوع فما علينا إلا أن نلجأ إلى ما نلجأ إليه باستمرار في مثيل هاته الحالات: أن نقرأ الكثير من القرآن إلى أن تتعطل كل الأعمال المنصوبة لصديقنا والتي تجعله يرى العفاريت في كل مكان.

غالب الظن أن هذا الحل الإيماني الأخير سيكون فعالا، والله من وراء القصد، و”الله يجيب الشيفا” في كل الأحوال.