بعدما عَرّى البنك الدولي عن واقع الحال في الجارة الشرقية، متنبأ بحدوث زلزال اقتصادي مدمر بها، عصف تقرير آخر لصندوق النقد الدولي بـ”نظام الكابرانات”، كاشفا إياه على حقيقته بالأرقام التي ستتجرأ الماكينة الإعلامية الجزائرية مرة أخرى على تكذيبها.
ما كاين غير الكريدي
أوضحت الوكالة الأممية، في تقريرها الصادر نهاية سنة 2021، أن “ديون المؤسسات العمومية الجزائرية غير الممولة مرتفعة”، مبرزا أن “هذا الدين لا يزال حجمه يحطم الأرقام القياسية ومثل 29 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي عند متم 2020”.
ولفت الصندوق في وثيقته، إلى أن “حوالي ثلثي هذا الدين، الذي يمثل عبئا حقيقيا يمنع البلاد من التطور والاستقرار ماليا، تضمنه الدولة، ويجب أن تتلقى المؤسسات العمومية بانتظام مساعدات من الدولة”.
هذا وشدد خبراء صندوق النقد الدولي، على أهمية مراعاة “ترشيد نفقات الاستثمار في الجزائر”، موضحين أن هذه الأخيرة بحاجة إلى “تقييم واختيار ورقابة مالية أكثر صرامة لمشاريع الاستثمار العمومية أكثر من أي وقت مضى”.
الكواكب اللي دارتها
الحقيقة أن تصريحات الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، بالرغم من غرابتها إلا أنها لم تعد مفاجئة، حيث أنه خلال إشرافه على الملتقى الوطني لتجديد المنظومة الصحية، اكتشفنا أن منطق تبون الرئاسي “رفيع المستوى”، يستند إلى منطق “الواي واي”، وذلك لاستعارته كلمات الأغاني الشعبية الجزائرية في خرجاته الرسمية.
وبغض النظر عن ما صرح به من قبيل أن “الكاس يدور”، وما جر عليه ذلك من موجة سخرية عارمة، اجتهد تبون في تنجيمه متهما كواكب أخرى برسم صورة قاتمة على الوضع في الجارة الشرقية.
وقال الرئيس الجزائري، مستندا هذه المرة، إلى علم الفلك والكواكب، أن “بعض المتربصين بالجزائر، كأنهم من كوكب آخر، حيث أصبحوا يصورونها بسوداوية ويدّعون بأن المواد الغذائية منعدمة على رفوف المتاجر”.
وفي ما يبدو أنه جهل تام بجميع التقارير الدولية والأممية، أردف تبون قائلا: “هاد الإشاعات وخطابات التيئيس التي تحاول من خلالها أطراف بث الشك والريبة في نفوس المواطنين”.