بعد 13 عاما، تتولى إسبانيا، ابتداء من اليوم السبت (فاتح يوليوز) ، الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر.
وتعد رئاسة إسبانيا لهذا المنصب إيجابيةً، بفضل صوتِها المسموع الذي يجمع علاقات متعددة مع باقي العالم، إضافة إلى علاقتها الاستراتيجية الجيدة والمتميزة مع المغرب، حيث سبق لرئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، أن وصف التعاون الذي يجمع بلاده بالمغرب بـ”الاستراتيجي” والإيجابي للغاية.
وقال سانشيز في برنامج بُثَّ مؤخرا، على التلفزيون الإسباني: “إن المغرب مهم بالنسبة لنا من الناحية التجارية، والولوج الاقتصادي إلى قارة مهمة بحجم إفريقيا، والأمن، ومكافحة الإرهاب، وسياسة الهجرة دون أدنى شك”.
دعم لمغربية الصحراء
وبشأن قضية الصحراء المغربية، أكد رئيس الحكومة الإسبانية أن بلاده تتبنى “موقفا إيجابيا”، معتبرا المبادرة المغربية للحكم الذاتي “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل النزاع”. وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي والبلدان الأوروبية الرئيسية تدعم مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب سنة 2007.
محاور أساسية
ومن المنتظر، أن تُركز الرئاسة الإسبانية لمجلس الاتحاد الأوروبي على أربعة محاور، هي إعادة تصنيع الاتحاد الأوروبي وضمان استقلاليته الاستراتيجية المنفتحة، الدفع بالتحول الإيكولوجي والتكيف البيئي، تعزيز العدالة الاجتماعية والاقتصادية بشكل أكبر وتقوية الوحدة الأوروبية،
وللتحرك نحو استقلالية استراتيجية منفتحة، سيتم دعم الملفات التي تحفز تطوير الصناعات الاستراتيجية في أوروبا، والتي تعمل على تنويع العلاقات التجارية.
التحول البيئي
وفيما يتعلق بالتحول البيئي، ستعمل الرئاسة الإسبانية خلال الفصل القادم، على تعزيز إصلاح سوق الكهرباء الذي يسرع من اعتماد الطاقات المتجددة، ويقلل من أسعار الكهرباء ويحسن استقرار المنظومة.
وتؤكد إسبانيا على الحاجة إلى إيجاد سبل جديدة لإبعاد أوروبا عن الاعتماد المفرط على دول أجنبية في مجالات حاسمة مثل الطاقة والصحة والتكنولوجيات الرقمية والغذاء.
وسيمر تدعيم الركيزة الاجتماعية الأوروبية عبر عدة محاور عمل: ستدعو إسبانيا إلى وضع معايير دنيا مشتركة لضرائب الشركات في جميع الدول الأعضاء وستكافح التهرب الضريبي من قبل الشركات الكبرى متعددة الجنسيات.
ومن أجل تعزيز الوحدة الأوروبية، ستدعو إسبانيا إلى تعميق السوق الداخلية، واستكمال الاتحاد البنكي واتحاد أسواق الرساميل، مع محاولة الدفع باستراتيجية الأجندة المقبلة أو ميثاق الهجرة واللجوء.
تغيرات جيوسياسية
وستسعى إسبانيا إلى الاستفادة من التغيرات الجيوسياسية والتكنولوجية والبيئية لوضع أوروبا في المقدمة وجعل المنطقة قادرة على جذب مقاولات ووظائف جديدة، وتوليد الثروة وتقليص نقاط الضعف الخارجية.
وستقترح إسبانيا استراتيجية مشتركة لضمان الأمن الاقتصادي للاتحاد الأوروبي وريادته العالمية حتى العام 2030.
وتعمل مدريد على تعزيز دور الاتحاد الأوروبي قصد التموقع كأكبر مهندس للنظام الدولي الجديد.
